شهد شرق السودان انطلاقة «مبادرة ملتقي الشرق من أجل الوحدة والسلام» تحت رعاية مساعد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس أمناء ملتقي الشرق موسى محمد أحمد، وذلك بهدف تعزيز فرص الوحدة الطوعية من خلال ممارسة الجنوبيين لحق تقرير المصير مطلع يناير القادم، وتبيان مزايا الوحدة للجنوبيين المقيمين بولايات الشرق الثلاث وتنويرهم بمخاطر الانفصال، وحثهم علي دعم خيار الوحدة باعتبارهم صمام أمان وحدة السودان من خلال تعايشهم في الشمال. واستعداداً للاستحقاق الدستوري الذي نصت عليه اتفاقية السلام الشامل الموقعة في نيفاشا 2005م بممارسة الجنوبيين لحق تقرير المصير للاختيار ما بين وحدة السودان أو الانفصال وتكوين دولة مستقلة بهم، شرع ملتقي الشرق في دعم خط الوحدة من خلال المبادرة التي اطلقها لدعم الوحدة بزيارة ميدانية لولايات الشرق الثلاث ابتدر من خلالها حملته التعبوية والتنويرية بأهمية دعم خيار الوحدة، وقد عكست الزيارة حرص الجنوبيين المقيمين بالشرق علي دعم خيار الوحدة وذلك للروابط الاجتماعية والثقافية التي تربطهم بمكونات مجتمع الشرق المختلفة. وفى ذات الاطار عقدت قيادات الملتقى مؤتمرا صحفيا بمنبر وكالة السودان للانباء اعلن من خلاله رئيس ملتقى شرق السودان المهندس السعيدعثمان محجوب عن تبنى الملتقى لمبادرة الشرق لدعم الوحدة والسلام حيث قام وفد كبير من قيادة الملتقى بزيارة الى ولايات الشرق الثلاث بغرض تنوير الجنوبيين المقيمين فى ولايات الشرق الثلاث باهمية دعم خيار الوحدة وذلك من اجل الحفاظ على النسيج الاجتماعى وتغليب ضرورة خيار الوحدة الطوعية والتى تسهم بقدركبير فى استقرار وامن السودان شماله وجنوبه. وتابع السعيد بقوله ان تواجد اهل الجنوب لفترات طويلة بالشرق وتصاهرهم مع مكونات الشرق هو اكبر دليل للوحدة الواقعية ونحن هنا لانتحدث عن شعارات بل الواقع يؤكد صحة مانقول واهل الجنوب قادرون بارادتهم وعزيمتهم تخطى هذا التحدى بسلام وامان علما بان الجنوبيين بالشرق صاروا جزءا لايتجزأ من مكونات الشرق الاجتماعية فلذلك يصعب جد فصلهم عن اخوانهم بالشمال. ويري السعيد ان خيار الوحدة هو الاصل وصمام الامان للحفاظ على البلاد وان نجاح خيار الوحدة هو الاقرب الى الواقع وسنظل ندعم هذا الخيار الاستراتيجى بكل ما اؤتينا من قوة. واضاف السعيد من خلال جولتنا الميدانية لولايات الشرق تأكد لنا بما لايدع مجالا للشك بان الجنوبيين بالشرق سيدعمون خيار الوحدة، واردف السعيد ان عضوية الملتقى مفتوحة لكافة ابناء الشرق دون تمييز لعرق او لون اوديانة اوانتماء سياسى وذلك وفقا للنظام الاساسى للملتقى. وتابع السعيد بقوله تعتبر مبادرة اهل الشرق من اجل الوحدة والسلام هى مبادرة كافة اهل الشرق والذين احتفظوا بعلاقة مميزة مع اخوانهم بجنوب السودان منذ زمن طويل قبل وبعدالاستقلال الى تاريخ اليوم ولذلك كانت هذه المبادرة من اجل وحدة السودان وتماسكه وحفاظا على روابط الدم والانصهار الاجتماعى بين الكيانات الجنوبية والشمالية الناتجة عبر قرون طويلة والتى تنتمى انتماء حقيقيا الى كل الوطن من اجل وطن واحد يعمه السلام والاستقرار . واشار السعيد ان الهدف العام للمبادرة يتمثل فى وحدة البلاد ، بينما تتمثل الاهداف الخاصة في مخاطبة ابناء الجنوب بولايات الشرق الثلاث وحثهم على دعم خيار الوحدة وتكوين لجان لمواصلة عمل المبادرة بالولاياتالشرقية الثلاث الى جانب اشراك كافة افراد المجتمع وكل القطاعات الشعبية والادارات الاهلية والسلاطين والمرأة والشباب لدفع عجلة وحدة البلاد الى جانب تنوير وتبصير انسان الجنوب بولايات الشرق الثلاث عن اهمية الوحدة ومخاطر الانفصال . وفى ذات الاطار تحدث رئيس مجلس امناء الملتقى ومساعدرئيس الجمهورية موسى محمدأحمد مؤكدا على اهمية خيار الوحدة وضرورة العمل من اجل تعزيزه وتقويته لاسيما وان السودان يمر بمنعطف خطير يتطلب تضافر الجهود ونبذ الخلافات من اجل الحفاظ على النسيج الاجتماعى لاهل السودان عامة واهل الشرق بصفة خاصة، وتابع موسى نسبة للتحديات العديدة الداخلية والخارجية التى تواجه السودان أتى موقفنا لخيار وحدة البلاد. واضاف موسى ان الفترة المتبقية من زمن الاستفتاء لسيت بسيطة بل تتطلب جهودا مضنية من اجل اقناع الجنوبيين لترجيح خيار الوحدة ونبذ الانفصال الذى سيعرض البلاد الى مخاطر عديدة يصعب تداركها. وتابع موسى ان هذه المبادرة نموذج لكل اهل السودان وسيتم نقلها الى الولايات الجنوبية واخطرنا رئيس حكومة الجنوب بضرورة عكس هذه المبادرة فى الجنوب علما بان المبادرة قوبلت بترحيب من كافة شرائح الجنوبيين بالشرق. واضاف موسى سنسير فى هذا الطريق لايماننا وقناعتنا به وسنبذل قصارى جهدنا من اجل تحقيق خيار الوحدة ، وتابع موسى اننا نعترف بوجود العديد من الاشكاليات المعقدة التى يعانى منها اهلنا بالشرق الا ان الملتقى لايستطيع معالجة كافة القضايا فى وقت واحد بل يساهم وفقا لخطط علمية مدروسة وممرحلة من اجل المساهمة فى وضع الحلول وان الملتقى ليس جسما حكوميا لكى يحل هذه الاشكاليات ولايمتلك الامكانيات اللازمة للقيام بهذا الدور بل هو منظمة انسانية طوعية تعمل وفقا لامكانيات محدودة. وذكر موسى نحن شركاء اصيلون مع اهل الجنوب فى اتخاذ هذا القرار التاريخى الذى يهم كل اهل السودان وليس الجنوبيين فقط ومن حقنا ان نخطرهم بجهودنا ورؤيتنا فى هذا الامر بل لدينا مساعى حثيثة مع حكومة الجنوب بالتبشير بخيار الوحدة داخل الولايات الجنوبية، وتلقينا التزاما من رئيس حكومة الجنوب بتنفيذ هدفنا على ارض الواقع . وتابع موسى انا من اكثر الناس تفاؤلا بنجاح المبادرة التى نقوم بها وسيجنى ثمارها كافة اهل السودان بمختلف انتماءاتهم وسحناتهم واعراقهم، فعليه لابد من حملة اعلامية منظمة لدعم هذه المبادرة علما بان الاعلام يلعب دورا هاما ومفصليا فى هذه المرحلة الحرجة التى تتطلب تضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية لتغليب خيار الوحدة الطوعية. واشار موسى بقولة بالرغم من حداثة تكوين ملتقى ابناء شرق السودان بالخرطوم الا ان هذا الجسم اسهم وبقدر كبير فى مختلف القضايا الوطنية والتى بدأها باول عمل منذ تكوينه بدحض ادعاءات مايسمى بمحكمة الجنايات الدولية والتى استهدفت رمز كرامة وعزة السودان الا وهو المشير عمر البشير رئيس الجمهورية. وتابع موسى ان الملتقى يعتبر احدى منظمات المجتمع المدنى الفاعلة بشرق السودان والتى تهتم بالقضايا الانسانية والاجتماعية والثقافية لكل اهل الشرق بمختلف انتماءاتهم السياسية والعرقية والاثنية وهو جسم مفتوح عضويته لكافة اهل الشرق وفقا لدستور الملتقى . واضاف موسى اننا على علم تام بالمشاكل التى يعانى منها الشرق منذ زمن بعيد والتى تتطلب جهدا غيرعادى منا لازالتها حيث يستحيل ازالتها فى توقيت محددا الا اننا نبذل كل مافى فى وسعنا لتدارك مايمكن تداركه، ونحن على يقين ان طال الزمن او قصر سنعالج هذه الاشكاليات المزمنة والتى ظلت تؤرق مضاجعنا منذ ان اتينا للسلطة. واضاف موسى ماذا استفدنا من الحرب الطويلة التى ظل يشهدها السودان فى مختلف اجزائه، فعليه انتهى زمن الاحتراب والاقتتال وجاء دور بناء سودان ينعم بالامن والوحدة والاستقرار فى كافة ربوعه، واكد موسى على اهمية الدور الريادى الذى تلعبه منظمات المجتمع المدنى فى ضرورة تغليب خيار الوحدة الطوعية وخير دليل على ذلك ماقام به الملتقى من خطوة عملية فى هذا الاطار الهام لاسيما واننا احوج مانكون الان لنبذ الفرقة والشتات وضرورة العمل الجاد والفاعل من اجل وحدة البلاد. وحذرموسى من مخاطر الانفصال والتى ستؤدى بالبلاد الى المهالك ولمزيد من تعقيدالأزمات التى ظل السودان يعانى منها منذ استقلاله وحتى الان. واضاف موسى نحن على ثقة اكيدة بان الجنوبيين المقيمين بشرق السودان سينحازون الى خيار الوحدة وذلك من خلال ما لمسناه من زيارتنا الاخيرة الى شرق السودان. [email protected]