ان زرت المغرب لن تستغرب .. حينما سافرت الى هناك عرفت معنى تلك المقولة من خلال ماوجدت من بشاشة وترحاب في ربوع ذلك البلد المضياف الموسوم برقي اهله وتجسد ذلك في شخص سفيره بالخرطوم سعادة محمد ماء العينين بكرمه الصوفي ودماثة خلقه ورقيه وهو بالفعل خير مرآة لبلاده التي ادهشتني.. لقد زرت معظم البلاد العربية والاوروبية لم اجد بلدا وشعبا كهذا الشعب الرائع في تقبله للاخر واحترامه، شعب مفعم بالحيوية ومحب للحياة يتميز بعقلية منفتحة على جميع الثقافات كأن الجميع هناك ينسج اجمل اللوحات الفنية في تناغم تام حتى يخيل اليك انك داخل مشهد بانورامي يتبارى فيه الجميع لابراز افضل مالديهم من خصال بداية بأبسط شخص من عامة الناس الى ارفعهم شأنا، وابدا لاينتابك الاحساس بالغرابة وانت وسطهم وكأنك تواصل معهم حديثا كان بالامس قد انقطع بتلقائيتهم وعفويتهم والطيبة والتفاعل مع الآخر، اذهلني ادبهم الجم وتقديرهم للكل، استطاعوا ان يشكلوا لانفسهم طابعا خاصا بمزجهم لافضل مزايا العرب من كرم وحميمية ودفء ونخوة ومجاملة وافضل مزايا الغرب من انضباط التزام بالمواعيد واسلوب حياة يمتاز بسرعة الايقاع والعملية وبذلك تكونت هذه الشخصية المغربية الفريدة وما أن تطأ قدمك ارض المغرب حتى تشعر بالراحة والجمال يحيط بك من كل مكان من خلال الانسجام التام بين المباني بتصاميمها والوانها والنظافة التى تطل من كل ركن هو لوحة بحد ذاته.. وتذهلك ثقافة المغاربة والانفتاح واجادة فن التعامل والادب و الرقي هما ايضا ثقافة كل ماذكرت يدعوني لطرح لسؤال مهم متى سيرعى السودان تظاهرة ثقافية مثل منتدى «أصيلة »؟ نحن في عصرالدبلوماسية الثقافية وحوار الحضارات وزمن جديد ايقاعه سريع الفكرة والكلمة فيه هما سيدتا الموقف وليس السياسة التي لاتفعل شيئا غير تعقيد واتلاف كل ماهو جميل، الى متى ونحن في السودان ندمن السياسة من ابسط انسان وحتى افهم انسان نحلل ونشرع ونصدرالفتاوى ايضا.. كل هذا مع الاسف على حساب الثقافة التى أصبح الاهتمام بها ضعيفا من قبل الدولة والشعب على حد سواء اذا كنا فعلا مثقفين حقيقيين بداية من الساسة وانتهاء بالشعب لاصلحنا الكثير من نمط حياتنا واسلوبنا في تقييم ذاتنا والآخر وفتحنا نافذة حوارمع انفسنا اولا وذلك مانحتاجه حقا حتى نعيد للوطن مكانته الثقافية المميزة التي كااااان يتمتع بها في الماضي بدلا عن الحديث بان السودان اصبح مهمشا، نحن من همشناه ضعف اعلام ومأساة ثقافة. اخرالمرائى باقة ورد ندية وهالة نور لكل القراء الاعزاء الذين تساءلوا عن غياب المرائى خلال فترة سفرى القصير لكم العتبى وها انا اعود للتواصل معكم واكتب اليكم بحبر جديد.