حق الاطفال في أن يتعلموا هو حق يستند على المواثيق الدولية وعلى القوانين المحلية التي اصدرتها الدولة ، ولكن هذا الحق كثيرا ما يتعارض مع واقع الاحداث السائدة والارقام التي تقول بأن كثيراً من الاطفال في سن التعليم لا يستطيعون الحصول على حقهم لاسباب متعددة بعضها سياسي متعلق بالنزاعات وبعضها اقتصادي متعلق بمقدرات الاسر في الدفع باطفالها الى المدارس والبعض يتعلق بالنية التعليمية نفسها حيث يمكن ان تتوفر الرغبة في التعلم ولكن لا توجد المدرسة التي يذهب اليها من هم في سن التعليم، وهو الامر الذي يسود في كثير من قرى وفرقان السودان المختلفة حيث يجد كثير من الاطفال انهم عاجزون عن الوصول الى المدارس وهو امر يتطلب من طفل عمره لم يتجاوز بعد السنوات السبع لقطع عشرات الكيلو مترات للوصول الى المدرسة في بيئة تشكل تحدٍ جديداً. تمثل مشكلة عدم وجود المدارس في كثير من قرى شمال كردفان احد التحديات التي تواجه حكومة الولاية والذي قال واليها المنتخب ان التعليم والتوسع فيه يمثل احد محاور عملية التنمية والنهوض بمواطن الولاية ،الا ان هذه البشرى تعترضها الكثير من الجوانب العملية التي لم تجعلها تنفذ على ارض الواقع فعدد كبير من القرى يفتقد للمدارس وحتى المدارس التي تم تشييدها تم ذلك بالجهد الشعبي ولكنه جهد لم يضع الحلول الناجعة والنهائية ، الا ان تجربة جديدة في هذا المجال خاضتها الجمعية السودانية لتطوير التعليم في سبيل الحصول على حلولٍ للمشكلة تتمثل في مبادرة ماعرف (بالفصول الأقمار ) وهي فكرة تنطلق وبحسب افادة رئيس الجمعية السودانية لتطوير التعليم الدكتور محمد الفاتح احمد بريمة وهي جمعية وطنية شرعت في اقامة فصول للسنة الاولى والثانية في القرى التي لاتتوفر فيها مدارس وذلك من اجل توفير فرص التعليم لهؤلاء الصغار والتقليل من الصعوبات التي تعترض وصولهم للمدارس. وقال ان الفكرة تمثل امتدادا لفكرة مدرسة المعلم الواحد التي سادت في فترات سابقة في المنطقة وقال ان الفكرة كان الهدف منها هو المشاركة في التنمية بالعمل وليس عبر الاحتجاجات والتمرد، وقال ان الاطفال في سبيل الحصول على التعليم كانوا امام خيارات ثلاث الخيار الاول هو الذهاب الى المدرسة بعد قطع 10 كيلومترات والخيار الثاني هو الذهاب الى ذويهم في المدن بينما الخيار الثالث هو خيار عدم الذهاب وها نحن نوفر الخيار الرابع عبر الفصول الاقمار ونفتتح اول تلك الفصول في منطقة الرهابة وفي محلية الرهد وفي منطقة قرية الرهابة وقال ان اقامة الفصل سبقته دراسات وزاد ان افتتاحه اليوم هو نتاج لمجهودات لاناس مختلفين من اهل السودان واهل كردفان وقال ان المشروع بدأ بكردفان ولكنه سينطلق لكل السودان من اجل استمرار هذه الفرحة في عيون الناس. وقال الاستثمار في الكوادر البشرية هو الطريق للتنمية وقال ان مسؤولية الفصل ستكون لمحلية الرهد وادارة التعليم به وهي من تحدد تبعيته لاي مدرسة في المحلية وهي من تقوم بتعيين الاستاذ المشرف عليه. وقال التوم الفاضل سليمان معتمد محلية الرهد ان 65% من ميزانية محليته تذهب الى التعليم وتطويره وقال ان تجربة الفصول الاقمار تأتي في مسار دعم استراتيجية الدولة من اجل النهوض بالتعليم وهو جهد نشيد به ونشد على اذر القائمين به ونشكر عليه المنظمة التي ارست دعائم فكرة سنهتم بها ونعممها على مجمل قرى الولاية التي تعاني من غياب المدارس وقال ان الجهد يجب ان يتكامل مابين المحلية والمواطنين وذلك بعد موسم الحصاد من اجل بناء المزيد من الفصول الأقمار. وقابل مواطنو قرية الرهابة ريفي الرهد افتتاح الفصل بحالة من الغبطة والسرور ولكنه سرور أخفى خلفه مجموعة من المشاكل لم يصمت عنها ممثلهم الشيخ عطا المنان وقال ان المعاناة تتعدد اوجهها مابين انعدام المياه وعدم الاستفادة من مشروع حصاد المياه وبالرغم من التصديق لنا بحفير الا بلاجديد وعدم وجود وحدة صحية وطالب بتأهيل المعاون الصحي المتواجد في القرية وغيرها من المشاكل ،الا ان حديثه عن هذه المصاعب لم تقلل من حجم الفرحة التي كست وجوه البسطاء في تلك البقعة بوجود قمر يضئ العتمة لعدد 40 طفلا وطفلة في انتظار ان تكتمل البدور بوجود مدرسة كاملة فهل يتحقق حلمهم بذلك ؟