الكثير من قرى السودان ومدنه تعاني من تدهور الخدمات فيها خاصة التعليمية، وفي ولاية شمال كردفان فإن حكومة الولاية تقر بتدني البيئة التعليمية في عدد من القرى القريبة والبعيدة من عاصمة الولاية بين هذه القرى الفويلة التي تقع بالقرب من أم روابة حيث تم بناء مدرسة هذه القرية في العام 1968م من المواد الثابتة وهي تعتبر من أوائل المدارس في الريف الشرقي لمحلية أم روابة حيث أخذت كل القرى ترسل أبناءها لطلب العلم من مدرسة الفويلة وخلاويها، ولكن الآن هذه المدرسة تحولت إلى حطام مما جعل الكثير من أهل القرية يهاجرون للقرى الأخرى بحثًا عن العلم والماء والصحة، وبقي عدد قليل من أهل القرية وحاولوا التعايش مع الواقع المرير فبدأوا في بناء المدرسة من القش والحطب بعد أن كان الطلاب يدرسون تحت ظلال الأشجار وحاول أهل القرية استقطاب دعم لبناء المدرسة وتوفير بعض الخدمات الأخرى، وقال بعض أهل القرى إنهم يبذلون كل مافي وسعهم من أجل توفير بيئة مدرسية صالحة لأبنائهم، وأضافوا أنهم لن يقبلوا أن يصبح أبناؤهم فاقدًا تربويًا حتى وإن درسوا تحت ظلال الأشجار وليس في فصول من القش واشاروا إلى إن مدرسة القرية كان يفد إليها تلاميذ من أكثر من عشرين قرية ينهلون من علمها حتى صارت مدرسة الفويلة من أهم المراكز التعليمية في محلية أم روابة وأضافوا أن المدرسة الآن فقدت كل ما كانت تتمتع به من بنية تحتية وأثاث مدرسي حتى صارت منذ العام 2000م عبارة عن أطلال وأكوام تراب وذلك جراء تهدم الفصول ومكاتب المعلمين ومساكنهم... وقال بعض أولياء أمور التلاميذ في المدرسة إنهم رفعوا أمر المدرسة للجهات المسؤولة في المحلية، وأبدى أولياء الأمور دهشتهم من عدم تحرك إدارة التعليم بالمحلية للإسهام في حل إشكال مدرسة الفويلة، فيما تعترف إدارة التعليم بوحدة عشانا جنوب بالمعاناة الكبيرة التي تعيشها القرية حيث عنونة خطابًا تحت اسم شهادة لمن يهمه الأمر وهو بمثابة اعتراف بحاجة هذه المدرسة للعون والمساعدة، وقال الخطاب في إحدى فقراته إن المدرسة في حالة تحتاج لإنقاذ ومساعدة، فهل تساعد حكومة الولاية مدرسة الفويلة وتنقذها أم يبقى الحال على ما هو عليه إلى حين إشعار آخر.