(سلام دة ما بتاع جون قرنق ولا بتاع عمر البشير سلام دة حقكم انتوا كلكم سلام بتاع سودان) المقولة التي قالها الدكتور جون قرنق في رحلة العودة للوطن بعد توقيع الاتفاقية هي نفسها المقولة التي رددها الجميع وهم يرتدون الجلابية والتوب ويرسمون فوقها صورة الذي غادر الدنيا ولكن بقي في القلوب التي احبته واحبت معه السودان الكبير الذي خرج اهله في تلك الليلة وهم يوقدون الشموع التي يكاد زيتها يضئ كل الوطن الموحد والسودان الذي يحملنا بكل تعددنا . غادر هو وترك في القلوب حسرة ولكنها لم تقض على الامل بأن نظل بلدا واحدا، ابنوسة ونخلة، عنوان اختارته هيئة دعم الوحدة من خلال شبابها للاحتفالية بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل الدكتور قرنق، واختارت ان تكون هذه الاحتفائية وسط البسطاء في حدائق الفتيحاب والتي تعرف عند العامة بحدائق( حبيبي مفلس)، والتي كانت غنية بتواصل الجميع في بلد الكل وبالرغم من ان البساطة في كل شئ كانت هي السمة المميزة للاحتفال الذي مازج بين صورة قرنق وسلفاكير وتوسطهم البشير وهو نفس الذي انطبق علي الاخرين فكانت الشمعة تنطلق من انامل الجعلي لتحط رحالها في اصابع النويراوي مواصلة رحلتها نحو كل قبائل الوطن في الشمال والجنوب، توقد نارها من خلال ارتفاع الضربات على الدفوف وتعدد الاصوات الهاتفة لهذا الوطن ووحدته وشموخه وعزته. وواصلت الشمعة رحلتها الميمونة وصولا لايادي الانيقة تابيتا بطرس وزيرة الصحة السابقة ونائب رئيس هيئة دعم الوحدة، والتي شاركت في الاحتفال وعلى سجيتها من خلال الرقص مع الجميع علي انغام يابلدي يا حبوب ابو جلابية وتوب وعمة وشال وطاقية وسيف وسكين يا سمح يا زين ولسان حالها يخاطب الجميع عشانك بكاتل الريح عشان قليبي جريح عشانك يابلد يانيل ياليل ومن اجل اولئك القادمين ستظل كما كنت وطنا واحدا تمتد سحائب الخير فيه من حلفا لنمولي وينتشر خيرها في كل الارجاء والانحاء. بلد لكل الناس تاكيدا لوصية الدكتور وتحقيقا لحلمه الذي لن يموت.