طبقا للاحصاءات الأولية الرسمية لكوارث الأمطار والسيول فقد بلغ عدد الوفيات 11 شخصا غرقا وبالصعقات الكهربية وتدمير نحو 274 منزلا بولاية الخرطوم ونسأله تعالى «التخفيف».!! وقناعتنا ان الكوارث والمصائب لن تتوقف عند هذا الحد فما زال ليل الخريف طفلا يحبو خاصة والمعلومات تترى من أن منسوب النيل الأزرق سجل أعلى معدل له منذ أكثر من مائة عام بينما توقعات هيئة الأرصاد الجوية ترجح هطول المزيد من الأمطار و بمعدلات فوق الطبيعية في مقبل الأيام..!! ولأننا درجنا على مضاعفة كوارثنا بسبب غياب التنسيق وانعدام الرؤى وضعف المتابعة فقد اضطرت إدارة الدفاع المدني للجوء لوسائل الإعلام لطلب الدعم لعمليات الطوارئ لتقوم بواجباتها في إنقاذ ما يمكن إنقاذه…!! إن غياب التنسيق وعدم الجاهزية لمجابهة كل هذه المستجدات والتحديات يبدو جليا وواضحا للعيان عندما تكون الجهة المنوطة بها بحكم اختصاصاتها وصلاحياتها التصدي ودرء تداعيات فصل الخريف « الدفاع المدني» دون معينات و لا إمكانيات لمزاولة أعمال الطوارئ في مثل هذا الموسم..!! ومن المؤسف حقا أن وزارات ومؤسسات ومصالح عديدة ذات صلة ضربت بكل قراءات وتحليلات وتنبؤات هيئة الأرصاد عرض الحائط بل أن «غرفة طوارئ ولاية الخرطوم» التي كانت تسبق الأحداث وتسابق الحوادث على أيام العقيد الراحل «مزمل فقيري» طيب الله ثراه خرجت تماما عن الشبكة وتعذر الوصول إليها حاليا..!! وتجاهل قراءات وتحليلات وتوقعات الأرصاد «كوم» والتعامل الآني مع الكوارث الماثلة والواقعية «كوم آخر» لأن المسألة متعلقة بحماية أرواح الناس وممتلكاتهم وهي لا تتأتى إلا بتوفير القدر الكافي من المعينات والوسائل والمطلوبات للأجهزة والإدارات المختصة باعتبار ذلك من أضعف الإيمان..!! ولأن كل أمورنا تمضي فقط «بالبركة « و «شيء لله يا سيدي» فقد خرجت علينا وزارة التربية بالخرطوم لتعلن وبالفم المليان أن لا تعطيل للمدارس بسبب الخريف و»أقطع دراعي» إن كانت تلك الوزارة على دراية بحجم وكمية الأمطار المرتقبة أو تعلم شيئا عن الفيضانات المتوقعة في حال لا قدر الله وفاضت الأنهار أو لديها أدنى معلومات حول مدى تحمل المدارس لكميات المياه الهابطة والجارية عبر الأودية وضمان عدم سقوطها وانهيارها على رؤوس التلاميذ والطلاب والمعلمين..؟! ومع كل هذا فإن الوزارة صممت وأعلنت أن مدارس الولاية لن تغلق إلا على جثتها دون أن تكلف نفسها عناء استشارة جهة مختصة أو مجرد سؤال»خبير» لتزداد علما ومعرفة ولو بمقدار «كيل بعير»…!!