أقامت الإدارة العامة للشباب بوزارة الثقافة والشباب والرياضة بالتنسيق مع جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، المنتدى الشبابي الشهري تحت عنوان «الشباب والمعلوماتية وتأثيرات العولمة» تحدث فيه أستاذ علوم الاتصال الدكتور مجذوب بخيت والدكتور عبد الحكم مصطفى. وشهد المنتدى حضورا طلابيا ومشاركات مختلفة من الحاضرين. «شباب وجامعات» كانت حضوراً لترصد فعاليات المنتدى أدناه: الدكتور مجذوب بخيت تحدث عن تطور الاتصالات والتدفق العالمي للمعلومات، مشيراً إلى أن ذلك حدث بفضل تطور تقنيات الأقمار الصناعية، إضافة الى الاكتشافات العلمية في عمل القنوات الفضائية، وتفاعل الجمهور معها في إطار ما يسمى بالاتصال التفاعلي والاتصال المفتوح والاتصال عبر الموبايل، واستخدامات تقنيات ال mp3 واستقبال الاذاعة بدون شراء جهاز راديو، إضافة للتحول الكبير الذي حدث بعد ظهور الانترنت «الشبكة الدولية للمعلومات». كل هذا الكم الهائل من المعلومات وكثرة التعاطي معه، أثر بشكل اكبر على ثقافات الشعوب، وذلك باستخدام الاذاعات الموجهة خاصة في المنطقة العربية، مثل محطات ال «بي. بي. سي» و«مونت كارلو» وهذه تؤثر بصورة أكبر عبر استخدامها للموجات القصيرة short waves لتصل عبر السماوات عالية النقاء بامكانيات كبيرة تمكنها من نقل المعلومات، وقال الدكتور ان هذا هو المدخل للعولمة بجعل الناس في العالم يعيشون في عالم واحد ويتعاطى بشكل واحد. ولكنه اشار الى ان ما حدث هو سيطرة المعلومات المتدفقة من الشمال الى الجنوب او الغرب للشرق، مما جعل هناك عدم في توازن في نقل المعلومات، بحيث تتاح الفرصة لمراكز القوى العالمية بنقل الاخبار وبصورة أكبر والتدفق المعلوماتي، للتأثير في ثقافة واخلاق الشعوب والامم العربية ودول العالم الثالث، فمن المفترض أن تدفق هذه المعلومات يحدث توازناً بنقل المعلومات ذات القيمة، واصبح مفهوم العولمة ليس كما هو ظاهر الآن، مما اتاح للدول الرأسمالية الكبرى إقامة الشركات متعددة الجنسيات بامكاناتها الضخمة في المناطق المفتوحة والاستفادة القصوى من العالم، يشمل ذلك «القوى البشرية ورأس المال الخام باسعار زهيدة». أما عن تأثير العولمة على الشباب فقد قال ان ذلك تمثل في الاستلاب الثقافي والفكري بتغيير المفاهيم وانماط الحياة وأمركة السلوك، وتغيير المناهج التي تحمل ثقافات دينية حيث لا يوجد تدفق حر للمعلومات، وليس هنالك تبادل اخبار ثقافية، بل عمل منظمات بأجندة خفية تتمثل في اطعام الجياع، والبحث عن الاتكال والتواكل، وليس تعلم شيء جديد يُستفاد منه لكي تعتمد عليه في أسلوب حياتك. أما الدكتور عبد الحكيم مصطفى فقد قال: ليست القوة في استخدامات الكمبيوتر والامكانيات، ولكن تكمن القوة في كيفية استخدام التقنيات الحديثة المتطورة لمن يمتلك المعلومة وليس من يمتلك الوسيلة. بل ان من يمتلك المحتوى المعلوماتي يجعل من الدولة دولة مرموقة ولها كلمة مسموعة، ولا بد للأمة أن تحترم سواعدها وشبابها بتنميتهم تنمية روحية وثقافية، ليقوموا بدورهم كاملاً. واشار عبد الحكيم الى استفادة القوى من الوسائل التقنية والرقمية، والبحث عن المضمون الجيد في وسائل الإعلام، لأن المعلوماتية تعني المحتوى الذي تحمله وسائل الاعلام الرقمية، ودعا الى بناء مجتمع المعلومات الذي يتم عن طريق البنيات التحتية والتدريب، بالإضافة الى مقدرة القائمين بأمر الاعلام على الاستفادة من هذه التقنية ومواكبتها بتوفير المعلومات التي تخدم الافراد والجماعات. وتحتاج الدول النامية بما فيها السودان لتنمية متوازنة، تنمية اقتصادية وتعليمية وصحية وتربوية واجتماعية، والخروج من الاوضاع الحالية الى آفاق أرحب. الأستاذ علي سلطان مدير الإعلام بالوزارة في مداخلته، أكد أن تأثيرات العولمة مرتبطة بالإنسان من مأكل ومشرب وملبس، والأمركة هي العولمة، وهي ثقافة أميركية، ونحن محاربون لأننا حاولنا ايجاد نموذج مختلف، مدللاً على ذلك بنماذج مختلفة تشمل الحجاب وقضية المآذن في سويسرا، حتى أن الجمهوريين قاموا بمهاجمة أوباما عندما ظهر بعمامته، فالغرب يريد أن يُقلد في كل شيء، وعندما يأتي آخر مخالفاً يبدأ الهجوم عليه، وصولاً لطمس الهوية العربية والإسلامية الى أمركة العالم، باعتبارهم القوى العظمى والكبرى في العالم. والمنتدى أيضاً شهد مشاركة مقدرة من الشباب الحاضرين، أثرت النقاش وخلصت الى أهمية الالتزام الديني والإسلامي باعتباره الوعاء الوحيد القادر على عكس الثقافة الإسلامية واصلاح الاقتصاد، حتى يلبي الاحتياجات ويحرر المرافق ويزيل الاستعباد. وأكد الحاضرون على أهمية الرقابة الأسرية، لأنها تمثل الأساس القوي المتين بالحفاظ على الموروثات والتقاليد، مشيرين إلى إمكانيات استخدام الدراما الثقافية للخروج من نفق الأفلام المدبلجة ومسلسلات الأطفال «الكرتون» لنقل مضمون جيد للتربية الأسرية، وذلك لمواجهة السماوات المفتوحة.