بائعات الشاي من الشرائح الاجتماعية التي باتت تشكل علامة بارزة في خارطة المجتمع ،وهذه الشريحة وعلى عهد التحرير الاقتصادي الذي قضى بجعل الدولة مجرد رقيب على الحراك الاقتصادي بعد ان كانت مسؤولة اجتماعيا عن توظيف رعاياها ،فانعكس الأمر على شريحتي الرجال والنساء معا ،ولم تعد بائعة الشاي تلك التي كان ينظر اليها بعظيم اشفاق لقطع تعليمها والخروج للشارع العام، بل أن كثيراً منهن ممن اكملن تعليمهن الجامعي وبينهن رباة اسر. والحكومة ورغم ما ترسمه كثافة بائعات الشاي لم تجد بداً من التعامل مع الامر في التعاطي معه كشأن اجتماعي وافراز طبيعي لسياستها . وظلت ولاية الخرطوم تعمل لايجاد نهج يمكن هذه الشريحة من كسب العيش وفي ذات الوقت يوفر لها اسباب الحماية. أمس وبمحلية أم درمان دشنت الولاية المرحلة الاولى لمشروع بائعات الاطعمة والمشروبات (ستات الشاي ) بتسليمهن عدد ألف وحدة إنتاجية بواقع (400) وحدة لمحلية أم درمان و(600) لمحليتي الخرطوم وبحري على ان يستمر المشروع لتغطية جميع البائعات بالولاية والبالغ عددهن 10 آلاف. والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر اكد خلال مخاطبته الحضور أن توفيق اوضاع بائعات الشاي مشروع اقتصادي واجتماعي بالدرجة الاولى يستهدف معالجة قضايا الفقر ومساعدة الشرائح الضعيفة بجانب الارتقاء بمهنة بائعات الأطعمة والمشروبات وتوفير مشاريع تساعدهن على الكسب الحلال ،لافتا الى ان المشروع يضع حدا فاصلا للكشات ، وعزا الخضر تأخير تسليم الوحدات إلى تأخير عمليات التصنيع وليس بغرض الدعاية الانتخابية، مضيفا ( البصوت لينا حبابو عشرة والبصوت لغيرنا حبابو ألف ). من جانبها تعهدت وزيرة الشئون الاجتماعية بالولاية اميرة الفاضل بمعالجة كافة المشاكل التي تواجه هذه الفئة، مؤكدة على توفير المعينات بالتعاون مع عدد من الجهات من خلال مشروعات تنظيم عمل النساء داعية الى مواصلة الشراكات للمساهمة فى معالجة أوضاع الشرائح واعتبرتها الضمان الوحيد لنجاح هذه المشاريع، ووجهت اميرة باتخاذ مجلس الاسرة والمرأة والطفل كمرجعية لبائعات الشاي في حالة الاخلال بالشروط الموضوعة، واكدت اميرة حرص وزارتها علي الاهتمام بالمرأة التي تعمل لاعالة أسرتها من خلال مشروعات صغيرة تحقق لها الدخل وتؤمن لها الاستقرارالاجتماعى. وقالت الأمينة العامة لمجلس شئون الاسرة والمرأة والطفل ليلي خالد ان مشروع تطوير مهنة بائعات الاطعمة والمشروبات اعتمد على دراسة ومسح ميداني تم من خلاله حصر عدد البائعات اللائي بلغ عددهن 10 آلاف، تم تقسيمهن إلى 3 مجموعات ،5 آلاف عدد النساء الراغبات في الاستمرار في بيع الاطعمة والمشروبات ، فيما بلغ عدد الراغبات في مشروعات بديلة أربعة آلاف بجانب الفين خريجات جامعيات، واضافت ليلي بان بائعات الاطعمة والمشروبات سيحظين بمحلات ثابتة ومعروفة موزعة على مواقع بمناطق متفرقة فى كل من امدرمان والخرطوم وبحري من خلال توفير ثلاثة آلاف مشروع نموذجى لممارسة المهنة .ونوهت ليلى إلى عزم الولاية توفير ألف مشروع نموذجى للنساء الراغبات فى تغييرالمهنة، اما الجامعيات فستخصص لهن مشروعات عبر المراكز الاجتماعية ومؤسسات تشغيل الخريجين.ووجهت ليلى المستفيدات بالالتزام بالضوابط التي تضمن الحماية، وقالت من اليوم لاتشريد ولاكشات بل تنظيم . وأعرب رئيس الاتحاد التعاوني الحرفي سمير محمود عن تفاؤله بخطوة الولاية فى تنظيم وحصر بائعات الاطعمة والمشروبات وتمليكهن مشروعات انتاجية وقال إن المشروع اصبح امراً واقعاً ومعاشاً . واكدت امانة المرأة لمجلس شئون الاسرة والمرأة والطفل نجاة الفادني في حديث حصري للصحافة التزام المجلس برعاية الاكشاك والتصديقات بجانب اتحاد الحرفيين وقطاع تنظيم الجمعيات التعاونية من خلال فتح حساب بالبنوك الائتمانية والاسرة والادخار. وقالت ان تكلفة الكشك تبلغ 4.5 مليون تتكفل الولاية بمليون جنيه على ان تتكفل المستفيدة بسداد بقية المبلغ على اقساط مريحة. وقالت ان المبلغ يشمل رسوم النفايات والكرت الصحي والرخصة وقالت ان السداد سيكون عبر التحويلات المالية بواقع (50 - 60 ) جنيها في اليوم، واكدت نجاة ان المواقع محددة من قبل وزارة التخطيط العمراني عبر المحليات المختلفة، وقالت نجاة ان الوحدة تحتوي على كشك به كافة معدات العمل من بوتجاز وصهريج مياه وسلة نفايات، ورحبت ممثلة بائعات الاطعمة والمشروبات اقبال عبد الله بهذه الخطوة، واشادت بدور الولاية والمنظمات فى مساعدتهن، داعية الى بذل مزيد من الجهود لتقديم العون لهن ،كما دعت الى ضرورة استمرار تمليك المشروعات الانتاجية للنساء. واكدت اقبال ان الظروف الاقتصادية هي التي دفعت بهن للخروج الى الشارع وتعهدت بالالتزام بالضوابط والتشريعات واللوائح الموضوعة. هذا وقد تضمنت اللائحة المنظمة لعمل بائعات الاطعمة والمشروبات عدداً من البنود منها الالتزام بالزي المحتشم ،والشروط الصحية، واستخراج رخصة ،على ان لا يقل عمر البائعة عن 30 سنة واشترطت ممارسة البيع في المكان المحدد لصاحب الترخيص بجانب استخدام الاكواب الورقية على ان ينتهي وقت العمل عند الساعة 9 مساء فيما يبدأ بعد الافطار وينتهي عند ال11 مساء في شهر رمضان ومنعت اللائحة اصطحاب الاطفال واستخدام المقاعد في مكان العمل وحظرت استخدام الشيشة. وفي استطلاع للصحافة مع عدد من بائعات الاطعمة طالبت سامية السنوسي ( الفتيحاب مربع 12) التي لم تسجل ضمن المجموعة الاولى بضرورة تطبيق توجيهات الوالي قبل ان تعلن عن تخوفها من تكرار الوعود كما حدث في السابق. وطالبت بالعدالة والانصاف في التوزيع فيما دعت حواء الامام من منطقة ابوسعد بضرورة الاسراع فى تمليكهن الاكشاك التى وعدن بها لانها بحسب حديثها انها وزميلاتها فى العمل فقدن الثقة بسبب الوعود المتكررة التي تذهب ادراج الرياح في وقت التسليم. واعربت فاطمة بائعة بمنطقة السوق عن سعادتها بوقف الكشات واكدت التزامها بالضوابط واللوائح قبل أن تعرب عن خيبة أملها في تكلفة المشروع .