ليس من الرجولة الترويج لأدوات الزينة والمكياج وسط الرجال والدعوة الى المبالغة في التأنق والتشبه بالنساء بدعاوي الحضارة والرقي وحصول القبول الوهمي لدى الآخرين ، هذه النرجسية أضرت بكثير من الشباب حتى ما عاد البعض يستطيع التمييز بين بعض الشباب والفتيات لدرجة التشابه الكبير والنعومة المفرطة التي تنسي الانسان نوعه وضرورة المحافظة على هذا النوع ، بل اضحت بعض الفتيات يحسدن بعض الشباب والرجال لما يبدونه من اهتمام زائد بالشكل والملبس يبزونهن به ، لقد سمعنا قبل أيام عن فضيحة ليست كالفضائح التي تنشرها الصحف الصفراء ، إنها فضيحة لا تتناسب وسمعة الرجال السودانيين المعروفين بالفحولة الزائدة والخشونة الموروثة ، إن القبض على شباب سودانيين في حفل خلاعي وبحوزتهم مختلف انواع ادوات الزينة هو انذار شديد اللهجة بأن الشخصية السودانية المعهودة بدأت في الإنقراض والذوبان والتزويب القسري بفعل الإستلاب الثقافي الغربي فعل فعلته في الامة السودانية وصنع له أرضية ودعاة ومروجون ومنظرون ومحامون يرفعون شعارات الحرية الشخصية . إن الاستلاب الثقافي بدأ ينخر في عظام الامة حينما فتحت السلطة الباب واسعاً أمام استيراد مستحضرات التجميل الخاصة بالرجال الغربيين وصار بعض الشباب زبائن لدى محال بيع كريمات تفتيح البشرة وصوالين الحلاقة التي تزين البعض وتقص لهم شعورهم على طريقة ( المجنون جن ) او شيئاً قريباً من هذا القبيل ، ومن الواضح ان المعنيين بهيئة تزكية المجتمع ووزارة الإرشاد والمؤسسات الرسمية المتخصصة بترقية السلوك ومراقبة الظواهر الاجتماعية المستحدثة والغريبة على الشعب السوداني تعيش في بيات دائم وتتقلب في عسل الصرف من الميزانيات المخصصة على الاجتماعات والتنظير على شاكلة مقولة زيدان الكسلان الشهيرة ( غداً سأزرع من هنا الى هناك ) ، ان برامج تزكية المجتمع منعدمة وسط المجتمع ولذلك تنتشر كافة انواع الدعايات الرخيصة للتقاليع الغربية المستهجنة ومع اندياح المال السايب في ايدي كثير من الناس اصبحوا تواقين لتطبيق المثل الساخر الذي يصور من عنده المال بأنه يتوق الى وضع الحناء الخاصة بالنساء علي مختلف اجزاء جسده ، اي يستطيع من عندهم المال في يوم الناس هذا ان يفعلوا ما يشاءون وصولاً الى درجة التشبه بالنساء وعمل الحفلات الماجنة ثم تكوين احزاب وانشاء قنوات تلفزة للترويج لطريقتهم في الحياة وهو تطور تلقائي مثلما حدث بالضبط في الغرب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وخروج المجتمعات الاوربية من رهق الحروب الى الاستمتاع بكافة اشكال المتع الحسية والمعنوية . ان الحكومة السودانية مطالبة بانتهاج سياسات منضبطة نوعاً ما فيما يتعلق بالمظهر العام ولتبدأ من داخلها هي اولاً فتمنع كافة أشكال المظاهر الناعمة وسط منسوبيها فلا يظهرون بمظاهر غريبة غير محترمة ، وتراقب سلوكيات الجميع وتفعل مؤسسات تزكية المجتمع ...، دعوا النساء يتجملن وسهلوا الزواج وتعدد الزوجات حتى لا نتفاجأ ذات يوم بخبر جديد مثل الصاعقة يحدثنا عن لجوء بعض الفتيات الى الزواج من فتيات مثلهن بسبب عدم وجود الرجال المناسبين .