من أكبر التحديات الماثلة اكمال ماتبقي من اتفاقية السلام الشامل، وتعميق السلام وحماية الروابط بين الشمال والجنوب مهما كانت الظروف في حالتي الوحدة والانفصال، وان كان الجميع يتمنى بأن يظل السودان موحداً ومتماسكاً بارادة جميع ابنائه ليسطروا مجداً جديداً وتاريخاً ناصعاً بالحفاظ علي تراب الوطن كما ورثوه عن الأجداد، مفوضية التقييم والتقدير لاتفاقية السلام الشامل بقيادة رئيسها السير ديريك بلمبلي أشعلت قنديلاً في آخر النفق المظلم بعد ان حملت الندوة التي نظمها مجلس الصداقة الشعبية العالمية عنوان «نعم نستطيع» اكمال ماتبقي من اتفاقية السلام الشامل. عبارة «نعم نستطيع» استخدمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حملته الانتخابية فكان له ما أراد وكسب السباق الانتخابي، ولكن مع معطيات الواقع والأوضاع الراهنة هل نستطيع اكمال ماتبقي من الاتفاقية وتعميق السلام. بدأ السير دريك بلمبلي متفائلاً بتحقيق السلام في البلاد وقال علينا اكمال ماتبقي من الاتفاقية وتعميق السلام وحماية الروابط العديده بين الشمال والجنوب مهما كانت الظروف التي تؤدي اليها نتيجة الاستفتاء في حالتي الوحدة او الانفصال، واضاف بلمبلي بلغة يملؤها التفاؤل قال من خلال التقارير السابقة ومن انطباعاتي الشخصية يمكنني ان اقول «نعم نستطيع» رغم الصورة القاتمة للأوضاع الحالية، ويكفي ان استمرار السلام لخمسة اعوام ونصف العام أوقف نزيف الحرب واطلاق النار، بجانب تنفيذ عدد من بنود الاتفاق منها تقاسم الثروة والسلطة فكان لها أثرها الايجابي في الاستقرار والتنمية وعودة أكثر من «2» مليون نازح الي بيوتهم وذلك من ثمرات السلام، وفي المقابل كان لابد من تنفيذ البنود المتبقية قبل ترسيم الحدود. وانتقد بلمبلي الشريكين خلال الفترة الانتقالية بعد ان وصفها بعدم المرونة وافتقادها لخارطة طريق للمستقبل، مشيراً انه لابد من اتفاق الشريكين لتكملة المشوار لانه تبقي اقل من «152» يوماً فقط علي نهاية الموعد المحدد في القانون لاستفتاء شعب الجنوب، بعد أن وصفه بالمهم، وأشاد بالمشاركة الفاعلة للجنة حكماء افريقيا وبدورها الفاعل في دفع عجلة السلام، واعتبر حق تقرير المصير من أكبر التحديات الماثلة ويحتاج الي جهد اضافي خاصة فيما يتعلق بالمهام الاجرائية واللوجستية التي تحتاج الي جهد اضافي وذلك لضيق الفترة الحالية ، وقال أكدنا في تقريرنا علي التحضير الجاد للاستفتاء حتي يقتنع من يحق لهم التصويت انه كان حراً ونزيهاً وان خيارهم سيحترمه الجميع. واضاف بلمبلي ان الشريكين حريصان علي دعم الأممالمتحدة للموقف لضمان تحقيق المعايير التي سبق ذكرها، مشيراً الي ان الشريكين شرعا باتجاه دعم الأممالمتحدة للاستفتاء ومراجعته بجانب المراقبين المحليين والدوليين والمنظمات المختصة، وقال ان الاممالمتحدة قامت بدور لابأس به بجانب الدول المانحة فالجميع حضروا للمساهمة وتمويل الاستفتاء في الوقت اللازم والمفوضية بدأت في عملها وعقدت اجتماعاتها ولكنها لا تستطيع ان تقوم بكل الخطوات اللازمة وعلي سبيل المثال وضع الميزانية لانه لم يتم تعيين الموظفين حتي الأن وعلينا ان نتذكر ان الوقت ضيق جداً، ونتمني ان يتم بأسرع فرصة المسألة الاجرائية حتي يتم الالتفات الي النقاط القانونية. وتحدث بلمبلي عن قضية ابيي ووصفها بالمعقدة والشائكة وقال نخشي ان تكون أبيي «كشمير السودان»، واضاف كنا نتمني قيام مفوضية الاستفتاء في أقرب وقت وهو مالم يحدث الي الأن واكد ان عدم التقدم في ملف أبيي رغم قرارات التحكيم ساهم في التوتر ، ولذلك لابد من حل كل المشاكل العالقة ومعالجة قضايا الأمن وحقوق الافراد والمجتمعات علي الأرض بطريقة مرضية فتعيين المفوضية مهم في هذا الوقت لتكملة الخطوات الأخري. وتحدث بلمبلي عن المشورة الشعبية ايضاً وشدد علي تسليط الضوء عليها ، واشار الي انهم عقدوا عددا من اللقاءات مع قيادة ولايات المشورة الشعبية بجانب منظمات غير حكومية ، مؤكداً ان التحضيرات في هذا الشأن تمضي بصورة طيبة وامتدح الجدية في كل من الولايتين المعنيتين وجهود الشريكين وقال «اظن ان العملية تمضي في مسارها الصحيح». ولم تغفل الندوة الحديث عن الحدود، وقال بلمبلي يجب ان تكون الحدود في كل الأحوال مكاناً للتداخل والتعايش وتبادل المنافع بين الشمال والجنوب وسبق ان أكدنا علي ضرورة ترسيمها قبل الاستفتاء وحذرنا من المخاطر والفشل وان ماتم يجب ان يتواصل، وأشار الي ان ال«20%» المختلف حولها كون لها الشريكان لجنة اخري للوقوف علي المسائل العالقة، وطالب الشريكين بالعمل علي المستوي السياسي لحل المسألة في أقرب وقت . ولكن السير دريك بلمبلي عاد ليقول ان الصورة علي العموم قاتمة، واشار الي عدد من الصعوبات، ولكنه رجع وقال لا يوجد لدي شك في تجاوز هذه التحديات في اخر الفترة الانتقالية وتعميق السلام في السودان وذلك لثلاثة أسباب دعتني ان أتخذ موقفاً متفائلاً رغم الصورة القاتمة اولها وحسب خبرتي والوقت الذي أمضيته هنا التمست ان الجميع غير راغبين تماماً بالعودة الي الحرب مرة اخري مهما كانت نتيجة الظروف، وثانياً قناعتي ان الشريكين لديهما القدرة لحل المشاكل وحسم الملفات العالقة بينهما، وثالثاً مدي عمق المصالح المشتركة بين الشمال والجنوب .. واختتم بلمبلي حديثه متمنياً ان يسمع الشريكان الرسالة وحسم الملفات العالقة، مضيفاً ان شعب الجنوب اذا اقتنع بجاذبية الوحدة فان ذلك يعطي املاً كبيراً بوحدة السودان والتي يجب ان تحافظ علي الحقوق والمكتسبات وحقوق الأفراد والمجتمعات، وحذر ان المنافع الاقتصادية المشتركة لن تكون محمية اذا أتت نتيجة الاستفتاء غير مرضية للطرفين، ولذلك يجب التأمين علي المصالح المشتركة بين الجنوب والشمال، مشيراً الي ان الشريكين اهتديا الي مبادئ ارشادية للمفاوضات في اجتماعاتهما الأخيرة مما يعطي ذلك نقطة انطلاق للمباحثات من جديد خاصة بعد ان اتفق الشريكان علي ان تكون التفاهمات حول ترتيبات مابعد الاستفتاء بنفس روح اتفاقية السلام.