٭ رغم تصريحات د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم بوصول آليات جديدة لنظافة العاصمة الحضارية والتي ستجعل الخرطوم (تلمع وترقش) إلا انه يبدو أن الأمر لم يصدر لها بعد لتبدأ عملها في نظافة العاصمة التي تستقبل اليوم فاتحة الشهر الكريم الذي تتنوع في آخر اليوم (نفاياته) بين (لين ويابس) مما يزيد من جيوش الذباب والبعوض.. ٭ مازالت الشركات التي تتقاسم نظافة العاصمة مع الهيئة الأم تزور الاحياء ب(مزاجها) وبعد أن تكون النفايات قد (تكومت) ثم (تفرقت) ثم (تجمعت) ثم (تفرقت) ثانية مع الرياح التي تهب هذه الأيام مما يؤدي إلى وجود مناظر (مؤذية) (للنظر والشم). ٭ لم يسلم حي من أحياء العاصمة من أكوام النفايات في مدخله ولم يسلم شارع واحد من زجاجات المياه الغازية والصحية ومناديل الورق والتي فعلاً تعني سلوكاً ينتفي فيه الرقي والتحضر من جانب الفرد الذي يرمي بنفاياته في عرض الشارع الرئيسي أو الفرعي بلا أدنى مسؤولية تجاه ما فعل في غياب إنارة بعض الشوارع. ٭ الخرطوم التي تختفي من حنفياتها المياه يتوجس مواطنها خيفة من تواصل ذات المسلسل في الشهر الكريم الذي يحتاج لكل قطرة ماء... فأحياء الخرطوم تضج الآن بالشكوى لانقطاع المياه الدائم عنها مما دفع بعضهم إلى شد أحزمة الرحيل إلى حي آخر (يتمتع) أهل ذلك الحي بقطرة من (ماء) ولا أظن.......... ٭ باعتراف وزارة الصحة - التي أبدت (قلقاً) - ان بولاية الخرطوم وحدها (6%) من الاصابات بمرض البلهارسيا الذي يحتاج فعلاً لتوعية شاملة وتبديل للسلوك السائد بيد ان وزارة الصحة الاتحادية لا تتجه لهذه التوعية إلا بعد ان يقع (الفأس ويكسر الرأس) فتظهر (قلقها) الذي تتسبب فيه هي نفسها ب(الثلاثة أرباع). ٭ تلعب التوعية والتثقيف دوراً مهماً في المجتمع لتغيير اتجاهات الفرد نحو الافضل ولن يتم ذلك إلا ب(اقتناع) وقناعة كافة المؤسسات ذات الصلة باتجاه هذا النهج الذي يدخل في باب الوقاية التي (لا تكلف) مثل العلاج ونحن حقيقة نفتقد لهذا الجانب الهام إلا لماماً. ٭ البيئة الموجودة الآن في الخرطوم الحضارية وبملء الفم نقولها انها متردية تماماً خاصة الاحياء الشعبية - ولا تسلم الراقية - والتي تختزن كل سلبيات مؤسسات النظافة الموجودة ولا أدخل في باب ذكر (المبالغات) ان ذكرت ان منطقة (الكلاكلة اللفة) التي تمتلئ بالحراك الدائم حتى (حلقومها) قد امتلأت بمياه الامطار الاسبوع الماضي (عند زيارتي الاخيرة لها) وربما زادت الآن و(لا وجيع) لمنظر الخضروات والفواكه التي يفرشها البعض تحت الأقدام فيلتصق بها كل (بصاق) الدنيا السليم والموبوء بمرض ما. ٭ نحتاج سيدي الوالي لثورة (تصحيحية) في كل ما يتعلق بصحة المواطن وسلامة بيئته ومياهه وطعامه مقرونة بحملة توعوية (اصلاحية) كبرى تشترك فيها كل المؤسسات والاعلام علها تأخذ بيد الولاية خطوة واحدة إلى الامام لنحقق بعدها شعار (الحضارية) الذي هو الآن أبعد ما يكون عنها.... همسة:- لغياب معنى المرارة والأسى... والبعد عن لون الشفق الوردي... فالظلام ثقيل... وأنت تغادر إلى محطة لا تدور فيها الشمس...