بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يلتقي السيدة هزار عبدالرسول وزير الشباب والرياض المكلف    بعد رسالة أبوظبي.. السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بسبب "عدوان الإمارات"    السودان..البرهان يصدر قراراً    وفاة وزير الدفاع السوداني الأسبق    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تداعيات مبعوث «3791 9791»
العلاقات السودانية الفرنسية: مدخل ثقافي/ تاريخي
نشر في الصحافة يوم 14 - 08 - 2010

لم تكن «فرنسا» قريبة من التاريخ السوداني وبالتالي وجدان وعقول اهله ولكن قلة من «النخب» حفظت لفرنسا دورها السياسي والفكري، حين تشبعت ما قدمته الثورة الفرنسية «9871» من دروس التحولات السياسية وما ترتب على ذلك من متغيرات تعلقت بحقوق الشعوب والافراد.
تداولات الاجيال التي اعقبت ثورة 1924 بشارات مونتسكيو في روح القوانين Esprit Des Lois وجان جاك روسو في العقد الاجتماعي Sociail Contract بالاضافة لافكار وروايات وقصص فولتير واميل زولا واتوريه دي بلزام « من ستس Sech» في مقاطعة اللورين والاكسندر دوماس «الصغير والكبير» ولم تكن «كيونة باريس 1848 بعيدة عن ذلك، اهل الفكر السياسي في السودان ولعلي اقول ان كتاب المهندس الفرنسي فريدريك كايو رحلة الى بلاد مروي Uoyage Au Merowi كانت مدخلا لحملة محمد علي باشا لغزو السودان «1820» وليس بعيد عن ذلك ما سجله الرحالة السويسري بوركهارت بعنوان رحلة الى بلاد النوبة والسودان «1813 1814» وعلى اطراف التاريخ السوداني تبدو فرنسا وهي ترقب التوسع البريطاني او بالاصح تقرأ خياراته استخياريا في عدد من السيناريوهات:
السيناريو الاول:
هناك الصحفي الفرنسي «اوليفيه بان» مراسل جريدة الاندبندانت التي يرأس تحريرها روشوفير ويورد سلاطين بشأنه في كتابه السيف والنار ص 133 «اخبرني الخليفة في المساء بأن رجلا فرنسيا ول الابيض. وانه تعب في طلبه واحضاره للمهدي.. ويعرفه سلاطين باشا «ص 134» انه رجل طويل في حوالى الثلاثين من عمره وكانت الشمس قد لوحت وجهه وكان شاربه ولحيته خفيفه اللون وقد لبس الجبة والعمامة وحيا الخليفة بقوله: السلام عليكم... ويورد سلاطين ما قاله الرجل بتفاصيل: اسمي اوليفيه جان وانا رجل فرنسي. ومنذ صباي وانا متعلق بالسودان احب اهله وجميع اهل بلادي يشعرون شعوري ونحن في اوربا وبيننا وبين بعض الاسم احقاد والامة الانجليزية هي احدى هذه الامم وقد ارسخت قدمها في عصر اواحد قوادها غوردون موجود الان في الخرطوم فانا جئت لكي اقدم للمهدي مساعدتي انا واتمنى» وحدد تلك المساعدة بصداقة فرنسا والمال والسلاح «بعد شروط» وكان «اوليفيه قد قابل المهدي بعد احدى الصولات ولم يقبل المهدي فكرته ثم اوكلت رعايته او بالاصح متابعته لرجل يدعى «زكي طوحال» حسب الترجمة» وربما كان المقصود الزاكي طمل. وانتهى اوليفيه الى الموت بالتايفود «وذلك بالقرب من الترعة الخضراء وكان آخر ما قاله لسلاطين حين زاره ما يلي: لقد جاءت ساعتي وانا اشكر لك حنوك علي ورعايتك لي وآخر ما اطلبه منك من المعروف اذا نجوت من هؤلاء واتيحت لك فرصة زيارة باريس ان تذهب الى زوجتي المسكينة واولادي وتخبرهم اني اموت وكنت افكر فيهم».
ويبدو مهما ان اقول انني حاولت الحصول اثناء اقامتي في فرنسا «3791 0891» ومن خلال زياراتي المستمرة للمكتبة الوطنية الحصول على اي رسالة يكون اوليفيه قد ارسلها لجريدته الاندبندانت ولم اتمكن من العثور عليها.. كما حاولت ان اتعرف الى بعض اعضاء اسرته من الاحياء في حينها وكذلك لم افلح.. ويبدو لي ان دورا مهماً يرتجى من السفارة الفرنسية في اطار سعيها المقدر لترسيخ العلاقات السودانية الفرنسية من خلال «الفرانكفونية».
«2»
السيناريو الثاني:
هو حادثة الجنرال الفرنسي مارشان واحتلال فشودة في 19 سبتمبر 1898 «نعوم شقير ص 1293» ويورد ان «الحدث» قد بدأ قبل وصول الحملة «التي سبقت معركة كرري» لام درمان وان الخليفة دافع عن سيادة الوطن بارسال سرية قادها «سعيد صغير الجعلي» وعادت السرية في 9 سبتمبر لتجد ان الاوضاع قد تغيرت تماما. وان المعلومة امتلكها «السردار» والذي تحرك بقوة عسكرية «91 سبتمبر 8981» والتفاف زورق عليه «الراية الفرنسية» ليسلم «قائد الزورق» خطابا من المسيو مارشان ويخبره ان حكومته قد اوعزت اليه فاحتل بحر الغزال الى مشروع الرنك ثم جاء الى فاشودة فاحتلها في 01 يوليو 8981 وعقد معاهدة مع ملكها عبد الفضيل على ان يكون تحت حماية فرنسا.. وحين التقيا «السردار ومارشان» خاطب الاول الاخير بانه مأذون بالتصريح له بان وجود الفرنسيين في «فشودة وفي وادي النيل» يعد تعديا صريحا على حقوق مصر وبريطانيا العظمى.. ولم تخرج اجابة «مارشان» عن قيامه بواجبه العسكري في طاعة الاوامر التي تصدر له من قادته.. وواضح ان المواجهة من الواقع كانت بين لندن وباريس حيث رفعت الراية المصرية على بعد 500 ياردة من الراية الفرنسية.. وكان للسياسة بين القاهرة ولندن وباريس حنكتها وكان «مارشان» قد ارسل احد قواده «الكابتن جرمان» الى باريس ثم جاء بنفسه الى القانون لتلقي اوامر دولته التي رأت بعد امعان النظر ان الحكمة والسداد تقتضيان اخلاء «فاشودة» فاصدرت اوامرها الى مارشان بذلك وهو ما تم في 11 ديسمبر 8981 وليعود الى فرنسا.
«3»
السيناريو الثالث:
في اطراف غرب البلاد في غرب دارفور حيث كان للمساليت مع الفرنسيين حروب مريرة بسبب رغبة فرنسا في ضم اقليم المساليت لتشاد وقد قتل المساليت اثنين من كبار القادة الفرنسيين هما فليفنشو ومول وقد تحالف السلطان محمد بحر الدين المسمى اندوكا مع سلطنة وداي ضد الفرنسيين وحين سئم هؤلاء الحرب تواصلوا معهم الى اتفاق للحدود تجنبا للصدام «مديرية دارفور: قضية الانسان والارض وزارة الثقافة والاعلام» الخرطوم يناير 4791 ص 661» ويضيف الاستاذ احمد عبد الله آدم في كتابه قبائل السودان: نموذج التمازج والتعايش ص 913 «وقد استطاعت قبيلة المساليت وبعد معارك طاحنة وطويلة ان تستأثر بمساحة واسعة من الارض تمتد من الجنينة الى غرب جبل مرة عند منطقة بركة سايرة وشمالا حتى الحدود مع كتم وحتى وادي قمر غرب ابشي وجنوبا حتى نهاية تشاد.. واستطاعت ان تحميها من التوسع الفرنسي الى ان انضمت نهائيا الى السودان بموجب اتفاقية قلاني التي وقعها المساليت طوعا وبحر ارادتهم في عام 0291 ولتشكل اضافة واسعة ومقدرة للتراب السوداني. ويزيد الكتاب ان من اهم معارك المساليت ضد الجيش الفرنسي في تشاد معركة كريندنق في عام 9091 «لم يتحرك الانجليز وقتها لحماية المساليت والمعركة الثانية والاخيرة ضد التوسع الفرنسي هي معركة «دورتي» والتي قادها السلطان محمد تاج الدين «ص 323».
«4»
السيناريو الرابع:
يورد الدكتور احمد سيد احمد في كتابه تاريخ مدينة الخرطوم تحت الحكم المصري 0281 5881 ص 172 ان الاوربيين في الخرطوم كان معظمهم من طبقة التجار واكثرهم عددا اليونانيون ويليهم الفرنسيون وكان من اكبر تجار الرقيق الفرنسي Vissi Ere الذي كان ينقل «عبيده» الى مصر في ظل الراية الفرنسية وكذلك البير ماركيت Albert Marquit الذي انشأ مركزا في الخرطوم للاستيراد والتصدير وافتتح له فرعا في سواكن وبربر وكان موجودا الى نهاية الحكم التركي. وكان لهؤلاء التجار شغق بالكشف عن منابع النيل.. ويضيف الى الفرنسيين في الخرطوم ص 472 الدكتور برون Ferron العالم والباحث في عادات الشعوب ومن اشهر انجازاته قيامه بترجمة رحلة الشيخ محمد ابن عمر التونسي في دارفور الى الفرنسية وقد نشرت الترجمة الفرنسية تحت العنوان التالي Voyage Au Darfur - Traduit De LArab
Par Dr. Ferron, Pobluc Par Les Soins DEM. Jomard, Paris - 1845
والدكتور كاستللي Castelli والدكتور كني Cuny الذي جمع معلومات مفيدة عن كردفان في الفترة 7581 8581 والدكتور بني Peny الذي كان له محاولاته في اكتشاف النيل الابيض وقد عمل في الوظائف الحكومية في الفرنسيين في ذلك الوقت كل من المهندس دارنو DArnaud وشيلي بك Chelu Bey ومن الطرائف ان التاجر الفرنسي شارل ريجوليه Rigoliet وكان قد اقام مؤقتا في دارفور يشكو من توقف لسانه الفرنسي لاستمراره او ادمانه للحديث باللغة العربية «الدارفورية على الاخص».
وفي التاريخ الدبلوماسي للعلاقات السودانية الفرنسية تبدو المحطات الهامة الآتية «ص 283 286»
٭ اول قنصلية افتتحت في الخرطوم كانت القنصلية الفرنسية وكان ذلك في حوالى عام 0381 وكان اول قنصل لها هو التاجر الفرنسي تيبو Theibo الذي بقي ممثلا لبلاده حتى 9681 حين توفى وليخلفه الطبيب البيطري وتاجر الصمغ العربي الناجح لافار LA Fa Rgue الذي توفي بدوره «1781» ملاحظة لدكتور عصام صديق مع تحياتي، وليعقبه المسيو Vgisson 1881 2881 وكان عمله مهنيا حيث ارسلته فرنسا رسميا، اما بين سنتي 2881 4881 فقد قام بالامر كل من التاجر ماركيت الذي سبق الاشارة له والمسيو هربن Hernin
٭ ان من بين اهتمامات القنصل الفرنسي Vgission ان يربط السودان بالخارج بالسكة حديد. وان تمر السكة حديد بطريق بربر سواكن وكان قد عرض الفكرة على وجهاء الخرطوم ومشائخ القبائل ورفع لها التماس الى الخديوي وقنصل عام فرنسا في القاهرة.
٭ اشتراك بعض نواب قنصل فرنسا في الكشف عن بعض المناطق المجهولة ونشروا الكثير من الكتب والمقالات، فقد صحب Thibaut نائب القنصل الفرنسي الكابتن المصري المشهور سليم في رحلة الى اعالي النيل الابيض.
«5»
كان لمحمد علي باشا ومن بعده لاحفاده وسلالته من حكام مصر قبل ثورة 1923 اعجاب و في محله بالدور الفرنسي ولم يكن غريبا ان تتجه مصر ومنذ مواجهتها للاسطول الفرنسي وعلى الرغم من المقاومة لباريس التي سجل علماؤها في تجربة توثيق تاريخ مصر في المطول المعروف بعنوان: وصف مصر، ولم يكن نابليون غائبا عن سلوك الخديوية السياسية.. ليمضي الى باريس دفعات من النخب.. لتجلب للقاهرة العلم والتقدم والرفاهية. وليس بعثة رفاعة رافع الطهطاوي وكتاباته عن الديمقراطية والحرية بعيدة عن حركة التنوير كما لم تكن هجرة الامام محمد عبده واصداره مع جمال الدين الافغاني، جريدة العروة الوثقى من باريس، بعيدة عن السياق الفكري وتزيد على ذلك اهتمام الخديوية ببعض نخب السودان، مما اعتنقوا وحدة وادي النيل، وليبعثوا فيما بعد الى باريس مدينة النور «احمد السيد حمد محي الدين صابر بشير البكري وحسن سيد احمد رحمة الله عليهم» وكان رعيلا «ولا اضيف اولا» ليعقبه اجيال اخرى اتبعثت من قلب الخرطوم سواء بارادتها او بمقتضى لوائح الدولة.
«6»
لشعب فرنسا نكهته، على خصوصية كل اقليم فيها، ولقد يبدو السلوك، لمن عرف ذلك الشعب مدخلا للتعرف اكثر على تلك الخصائص ابتداء من طريقة النطق الشعبي او ما يسمى «بالارقو» او مدى الانفتاح على الآخرين او الكرم او البخل او خفة الدم او ثقله.. وهي مظاهر طبيعية تفرضها التطورات التاريخية والنفوذ الجغرافي «يمكن بمقارنة اهل ساحل البحر الابيض «مارسيليا او المحيط الاطلنطي في بوردو او اهل التماس مع اسبانيا او في الشمال الغربي عند رين او ربما اذا اردت بعض برجوازية العصور الوسطى في مدينة ثور عند نهر اللوار.. والتي تراجع من على مداخلها الفاتح العربي الاسلامي عبد الرحمن الغافقي في المواجهة التاريخية التي اعتز الفرنسيين بقائدها شارل مارتل او شارل المطرقة!! في كل الاحوال لشعب فرنسا في تباينه الثقافي والعرقي «نسبيا» ما يؤهله للود والصداقة مع الشعوب الاخرى ويكفيه في ذلك فخرا ان قدم للتجربة البشرية ثورته الرائدة في 9781 بما حملت من افكار ورؤى سياسية تعلقت بمفهوم الحكم والديمقراطية.. وبما قدمه مفكريها وكتابها.. من الق فكري وحضور انيق.. بهذه الروح مضت اعداد كبيرة من الطلاب السودانيين للدراسات العليا في فرنسا في اعقاب الستينات من القرن الماضي وعاشوا وتعايشوا مع كل قطاعات الشعب الفرنسي.. وتاريخه وتعرفوا على اساليب الادارة فيه وعلى خصوصية كل من تداعيات تجربته على نفسه وعلى الآخرين. يبقى ان نؤكد على وفاء بلا حدود للشعب الفرنسي فقد فتح لنا آفاق العلم والتجربة الثرة وشبعنا بتاريخ الفن والفلسفة والقانون والديمقراطية والعدالة ولم يبخل علينا.. بأن نكون بعض تجربته في تسليط الضوء على بعض مذكرات صفوة ولقد ظلت صداقات جادة ثبتت وجودها منذ عام 4791 وحتى الآن لمن صاروا اجدادا يحلون لاحفادهم عن
المانتو Manteaui «مع التحديات للبروفسور مهدي ساتي ودعاء صادق بالمغفرة لاخونا الدكتور اسامة عبد الله فقد صدق حسهما تماما
بعض ذكريات المجتمع الفرنسي من ال Rashism
بعض لطف العلاقات مع ال Crows «المسؤول عن السكن»
بعض حوار عن طبيعة القديسة جان دارك في «لومانت».
بعض مداعبات التأمين الاجتماعي Allocation Social الفقر التي ادمت بعضنا استخراجها.. للحصول علي فرق ال S.M.E.A
شارع المطر في Rue Megevand في نيرانسون «تحيات للدكتور محي الدين ابراهيم وحروفه وحبل الجورا ونهر الدوب الودود.
شارع Observatoire 2 حيث معهد الادارة العامة مهبط عدد من دبلوماسيتي السودان وافريقيا الفرنسية.
قرنوبل الشرسة الهوجاء الجميلة في الرابو والقرية الاولومبية
كان في النورماندي قبالة المانش حيث كان لا تزال العسكري ؟؟؟؟
كان في جنوبها عند البرونفيار انجليز Promenade Anglaise حيث مهرجانات السينما.. قريبا من مونت كارلو!!
مونبليته وآلس ان برونتس وأرى حيث بقايا تاريخ روماني ومارسيليا حيث تساسيذ «المارسليز» للجنوب رائحته التاريخية النفاذة حيث تتمطى الحروف بما يسمى الغناء Chant وتذكرت ازاهير الليمون... احد الفرسان الثلاث في رواية دوماس
رين في بريتان حيث الهدوء والاستقرار والطيبة.. وبعض ذكريات سانت غالو ودالي دي بريتان وبرييست وبعض غناء جاك بريفير وبعض الجبت «الحلب» ودينان Denan ودينار Dinard وحيث مقهى الفرسان Les Chevalliee
كان لطائر السنونو في بدايات الشتاء ولع بالحزن يذكرك بود ابرق حين يطارده صغار الاولاد بعد منتصف نهار قائظ في الجزيرة وثمة زاوية Coin غامضة سموها قدم الشيطان Pas De Diable
اما باريس حيث السين وبضواحيها الواسعة وعلى Valenton بتحيات للبروفسور «حربي» وصديق وسوار الذهب ومالنكوف حيث تعيش الآن ايمان بابكر النور وزوجها الذي قيل انه فاز بانتخابات البلدية ليكون عضوا في صناعة القرار الفرنسي. لباريس القها الدائم فيما عبر الكاتب فيكتور هوجو
PARIS EST UNEFEFE MAIS LA FETE PER MENANT EST MOUNT PARNAS
يبدو بودلير طريدا يملك الحياة كما يمتطي سارتر وسيموان يتطور حوارا وقحا يحترمه البشر.. ويدرك روجيه غارودي قلق الغزالي فلا يستميح الماركسية عذرا ليشهد الاسلام ولادة مفكر جاد اسمه رجاء. وفي بلد وطأها العرب المسلمين.
غادة الكاميليا في باريس ما زالت تتوهج بالدراما.. وتدميها التراجيديا.. عاش فيها عند الحي اللاتيني مفكرنا صلاح احمد ابراهيم «كتب على باب S.A.1 وكان لنا في شقته مع الرسام المصري جورج البهجوري لقاءات وقفشات.
ومن حكاوي الحي اللاتيني وارقة موغارت تخرج حسين هبري.. وغيره وكان يحملون كتبا عن الاشتراكية والثورة وجيفارا ويبتسمون في تفاؤل غريب.
هناك غابة بولونيا وفرساي وذكريات الباستيل وجلاوزة الثورة ممن قطعوا رقاب الملوك والنبلاء ثم اعادو انتاج المقاصل فيما بينهم
لباريس صعاليكها في الكلوشوخزات من مدني النبيذ.
ولباريس صولة المترو وشقشقة عصافيرها المميزة بين الكآبة وحزنهم العميق.
الشامليزيه.شاتليه. الباليه رويال جوستينر. محطة اوسترليدز والبورت دي لاشابل سانت دينيز والقراند ارش عند محطة LA DEFNCE والباستيل ومحطة مونبارتاس والقار دي نوردوالبورت دي اورليانز والقاردي ليون والكنكورد والانفاليد وفرانكلين روزفلت والجمعية الوطنية واللوفر والتويلري والادويون والسانت جريمان دي بري والسوربون والكسمبورج
٭ تحية خاصة لاساتذتي البروفسور جاك مورو استاذ القانون الاداري جامعتي السوربون وريني والدكتور شوديت استاذ القانون الاداري بجامعة رين والدكتور سالون المستشار بمجلس الدولة الفرنسي بالاضافة للصديق العزيز فيليب دريسير وزوجته جويت.
«7»
هذا التداعي الرمضاني مقصود به الابتعاد قليلا عن الحمى التي تحتشد في بلادنا او بالاصح في كل مفاصلها بأمل ان يهيء الله لنا من امرنا رشدا.. وبأمل ان نفكر في بعض المسائل الاخرى.. ذات العلاقة المباشرة وأرى من اهمها علاقات الشعوب ومن اهمها علاقتنا مع الشعب الفرنسي.
لعلي اقترح ان تنشط او يفعل نادي الفرانكفونية وكان قد بدأ نشيطا مبشرا ولكن ظروفا كثيرة قد تدافعت نحوه لتعوق مسيرته الواعدة، ولقد ابدأ بالدعوة لذلك التنشيط بعد رمضان ان شاء الله.
نترحم على رائد من رواد العلاقات السودانية الفرنسية حينها الدكتور بشير البكري.. ونسأل الله العلي القدير ان يسكنه فسيح جناته ونأمل ان يبتدر نادي الفرانكفونية تأبينا له وان يتحرك اخونا السفير يوسف فضل في هذا الاتجاه.
على كثرة وتعدد نشاط المركز الثقافي الفرنسي «مركز كايو الثقافي» الا انه لم يحاول ولو لمرة واحدة ان يوثق للتاريخ الفرنسي في السودان منذ بدايت ذلك عدا محاضرة قدمها البروفسور عون الشريف قاسمعن الحالة الفرنسية في السودان في القرن التاسع عشر والثامن عشر وباقتراح منا!!
كنت قد ناديت حتى جف حلقي عن ضرورة ترجمة كتاب العالم الفرنسي فريدريك كايو المعنون VOYAGE AU MEROWI ولعلي في هذه المرة اخاطب سعادة السفير الفرنسي بالاهتمام بالامر وقد علمت انه يجيد اللغة العربية.
«8»
الاخوة خريجي الجامعات الفرنسية.. كل عام وانتم بخير
الاخ الامين العام لجمعيات الصداقة مع الشعوب استاذنا احمد عبد الرحمن مدير المركز الثقافي الفرنسي.
هل بالامكان ان نعبر عن وفائنا للشعب الفرنسي الصديق..
وكل عام وانتم بخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.