بالامس القريب كان رئيس الجمهورية يتحدث عن ضرورة ترقية الخدمات الصحية لتصبح بالضبط مثلما هو عليه الحال في عدد من المؤسسات الطبية والصحية بالبلاد كصندوق الخدمات الطبية ومستشفي السلاح الطبي وغيره من المؤسسات الناجحة ، وقبل حديث الرئيس كانت مستشفي الخرطوم وتحديداً قسم جراحة العظام يعيش ازمة انقطاع المياه عن ( مواسيره ) العتيقة والمرضي الذين ينتظرون اجراء عمليات جراحة عظام يعدون الدقائق والساعات في انتظار عودة المياه لاجراء العمليات المقررة ولكن دون جدوي ، ان حديث الرئيس ربما استصحب معاناة المرضي قبل اطلاقه وربما جاء عرضاً في اطار البحث عن التطوير المستمر للخدمات الصحية ولكن ومن الواضح بحسب تاريخ ما يرشح من اخبار عن الخدمات بالنستشفي انه حان الوقت لمعالجة اشكالية مستشفي الخرطوم حلاً يكون جذرياً . لقد بذلت وزارة الصحة جهوداً جبارة وصرفت اموالاً طائلة في سبيل اصلاح حال مستشفي الخرطوم من الناحية المعمارية ومن العدل ان نقول ان الوزارة افلحت في هذا الجانب وبدا المستشفي اليوم في احسن صوره ولكن وبموازاة دلك تبدو الخدمات الحيوية التي تقدم للمواطن متواضعة وبعضها يشكو البلي مثل الذي دكرنا عن إضطرار المرضي المقرر اجراء عمليات جراحة عظام لهم للانتظار ممددين فوق النقالات ( في انتظار المياه ) حتي يتسني للاطباء اجراء العمليات ، واذا سألنا عن من هو المسؤول عن هذه المشكلة فسيقولون مدير المستشفي واذا سألت عن المدير قالوا لك هو تعيين جديد ومنطقياً ان يظل خارج الشبكة لفترة من الوقت حتي ينخرط في دائرة العمل اليومي ودولاب الهموم المستمرة لملاحقة الاشكالات ، واذا اعدت السؤال عن الشخص الذي ينبغي ان يتحمل مسؤولية مراجعة وضع المياه وكافة الاوضاع داخل المستشفي فستمتد اصابع الاتهام الي نائب المدير العام . اذن شخص ما يجب ان يتحمل مسؤولية ما جري وهي قاعدة يجب ان تطبق علي الجميع وفي كل الاحوال ختي تتوقف مسرحية ( السبهللية ) حينما يواجه الناس الازمات وجهاً لوجه ولا يعرفون ماذا يفعلون او ما يتعين عليهم فعله ، ومن المهم ان تعترف ادارة مستشفي الخرطوم بالفشل في كثير من المسائل فقد طفحت صفحات الصحف بالكثير المثير عن اخبار المستشفي التي لا تتوقف عن ابتكار الدهشة وبديع المشكلات دون مراعاة الي احوال المرضي ومشاعرهم واناتهم المكبوتة في صمت وهم يتصبرون علي المرض ويؤملون في الشفاء ، عليهم ان يعترفوا مثلما سجلنا لهم احرفاً ذهبية بانهم احسنوا اصلاح حال المستشفي من ناحية العمران والتشطيب الجيد ، بل لا نجانب الحقيقة اذا اطرينا الوضع في قسم الطوارئ ( الحوادث ) الذي تديره وتشرف عليه د. هالة ابوزيد فهو يبدو مثل اقسام الطوارئ في المستشفيات الاوربية المتقدمة من حيث وفرة آليات استقبال الحالات ووفرة الاطباء والاجهزة الحديثة لمقابلة الحالات الحرجة وفوق ذلك مجانية تلقي الادوية الخاصة بالطوارئ ومن هنا نسجل صوت شكر لكافة القائمين علي الخدمة في قسم الطوارئ بمستشفي الخرطوم ادارة واطباء وكوادر وسيطة والعاملين في تنظيم عمليات الدخول وغيرهم لما يبذلونه من جهد يومي في الاهتمام بالمصابين والحرص علي تلقيهم الخدمة اللازمة ونتمني لبقية ادارات المستشفي ان تحذو حذوهم وبالعدم يجب تبديل هؤلاء مكان اؤلئك طلباً للتطوير والله ولي التوفيق .