هل يعقل ان تظل مشكلة كهرباء الدويم بلا حل والحكومة السودانية أسست لاول مرة منذ إبتكار الخدمة المدنية وزارة مخصصة لقضايا الكهرباء فقط ويتم تطوير المسألة من شركة الي هيئة فوزارة ؟ ان مشكلة كهرباء الدويم تحكي فشل الادارات المتعاقبة علي خدمة الكهرباء في السودان واستمرارها يعني استمرار الفشل ومن المهم ان تصل الرسالة الي السادة في مجلس الوزراء الموقر وهي رسالة واضحة بانه من غير المقبول بعد تطوير خدمة الكهرباء وقيام سد مروي وفاتورته الباهظة التي من المفترض ان يدفعها المواطن السوداني علي مدي عقود حتي تستخلص الجهات الممولة اموالها ، من غير المقبول بقاء مدن كمدينة الدويم العريقة - ومثلها كثر - بلا امداد كهربائي مستقر او ان تظل حبيسة المعالجات الغبية التي تبتكرها عقول بعض القائمين علي امر الكهرباء في المحليات والولايات الامر الذي يجعل المشكلة ( محلك سر ) ، ان معالجة مشكلة كهرباء الدويم يجب ان لا يتم التعامل معها بعقلية معالجة مشكلة دارفور لان الوضع يختلف فتلك مسألة سياسية يصطرع عليها هواة الاستمرار في كراسي الحكم اما الكهرباء فهي خدمة ضرورية من واجب الدولة ان توفرها للجميع وتحل مشكلاتها وتقدمها للمواطنين دون فرز او تمييز . نكتب هذا الكلام ونحن نعلم بان معتمد الدويم الجديد صلاح علي فراج خطا خطوات جادة في سبيل انهاء ازمة الكهرباء بالمدينة عبر الاتصال بوزارة الكهرباء ومد حبال التواصل مع القائمين علي امرها طلباً لخدمة مواطنيه ولكن من الواضح ان خطوات المعتمد تحتاج الي تعضيد من الجهات العليا خاصة واننا في زمن اصبح فيه المواطن يستجدي فيه الخدمة الضرورية من الدولة بعد ان اندثر زمان الرفت والاقالة والتوبيخ لاي مسؤول يفشل في تقديم الخدمة للمواطن ، نحن في زمن المسؤولين الذين يتمتعون بحماية الكبار وتدليلهم ولذلك تبدو خطوة معتمد الدويم منطقية في استجداء خدمة الكهرباء لمواطني مدينة الدويم العريقة مثلما جاءت خطوته بتعيين نواب ومساعدين له جدد منطقية بسبب ان القيادات القديمة لم تقدم خدمات تذكر وقد حان الوقت لتجديد الدماء وعلي قدامي الفاشلين ان يكتفوا بما صنعوا وجمعوا ، ونحن نتساءل هنا عن دور حكومة ولاية النيل الابيض في حسم هذه المشكلة وشبيهاتها في مدن الولاية ونعيد التساؤل بصورة اوضح هل استقر الجميع في مناصبهم التي وفرتها لهم الانتخابات المضروبة الاخيرة وما عادت هموم المواطنين تمثل اولوية لديهم ولذلك لم يناقش مجلس تشريعي الولاية مسألة كهرباء الدويم ولا ازمة مياه كوستي ولا تحديات الموسم الزراعي ومشكلة التردي في الخدمات الصحية بالولاية ؟ ان ما يبدو وما يقرأ علي جبين برلمان بحر ابيض ربما يستمد مظهره من والي الولاية الذي منذ ان تسنم زمام الحكم لم نسمع له صوتاً فيما يتعلق بقضايا الخدمات بل بدت استراتيجيته في ما يتعلق بالخدمات غير مفهومة وهو يعين مدير مستشفي الخرطوم السابق وزيراً للصحة بالولاية مما يؤكد ان بقية عقد الخدمات الاخري سيكون حظه من الاهتمام والجدية كالذي ذكرنا . لقد ظلت مدينة الدويم تشكو قطوعات الكهرباء والمياه كمتلازمتين لا تنفصلان منذ مجئ حكومة الانقاذ قبل بضع وعشرون عاماً حتي استقرت لدي البعض قناعة بان الحكومة الحالية بإهمالها تقديم الخدمات لمدينة الدويم ومدن اخري كثيرة انما تعاقب سكان مناطق الولاء للقوي السياسية الاخري وهي استراتيجية تتنافي وقواعد العدل بين الرعية خاصة اذا صدرت ممن يدعي الاسلام والاحتكام الي الشريعة فالاصل في تقديم الخدمة هو اندياحها لتشمل الجميع دون محاباة او تمييز ومن اجل ذلك تخوف الخليفة الفاروق من قبل من سؤال يوم القيامة عن تعثر البقلة في اقصي اطراف العراق .