أنا ياسر ابن السيدة فاطمة عالم حمد، وشريك في الزواج بالسيدة أوار دينق مجوك وأب لسناء ووفاء. هكذا ابتدر مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية ياسر سعيد عرمان مخاطبته للاحتفالية التي انعقدت أول أمس بدار الحركة بالمقرن، وخصصت للنساء اللاتي تجمعن في باحة الدار بسحناتهن المختلفة التي تمثل كل بقاع السودان. ودفع عرمان الذي لم يخف سعادته بالحشد النسوي الكبير والذي دفعه «بالشافي والضافي والكافي» بمعلومات تاريخية تؤكد مساهمة المرأة في صنع الحياة والحضارة الانسانية، وذكر ان النساء في السودان لعبن دوراً فاعلاً في حضارة وادي النيل والتي تمثل أم الحضارات وعدد مآثر المرأة في الصبر وقوة التحمل والايثار والأخلاق، وقال عرمان «لم تواجه المرأة السودانية عهداً للقهر والعسف بحقوق النساء والاضطهاد المنهجي والمؤسسي والمنظم مثلما حدث خلال العشرين عاماً الماضية «والتي تمثل حكم الانقاذ» وذكر ان المرأة في تلك الحقبة تعرضت للاذلال والمضايقات والتحرش وأشار للاحصائية التي ذكرها الناطق باسم النظام العام وأكد ان حجم البلاغات المفتوحة (43) ألف بلاغ في الخرطوم، وان معظمها ضد النساء. وشدد عرمان على ضرورة احترام النساء ووقف الاعتداء عليهن وأضاف «المرأة السودانية تستحق أكثر وأفضل مما يجري وجرى». وطالب بتجميد قانون النظام العام والمادة «152» من القانون الجنائي خلال فترات الحملة الانتخابية والاقتراع، ودعا النساء بجعل يوم 8 مارس الحالي اليوم العالمي للمرأة، يوماً لرد الاعتبار للمرأة في كل السودان وطالب القوى السياسية بالعمل المشترك في ذلك اليوم وتسيير مسيرات سلمية في كل أنحاء البلاد لتأكيد حقوق المرأة والمطالبة بإلغاء القوانين المقيدة لها وعلى رأسها قانون النظام العام إلى جانب ارسال رسالة تضامن مع نساء دارفور. وذكر عرمان ان قضية النساء رئيسية في رؤية الحركة الشعبية منذ نشأتها وأوضح بأن رئيسها د. جون قرنق دائماً ما يردد بان «المرأة مهمشة المهمشات» وتعهد عرمان بتكوين مجلس وزراء تحتل النساء فيه كحد أدنى 40% من المواقع الوزارية و40% من الوزارات السيادية وأوضح «حتى تتمتع المرأة بالريادة والقيادة قاطعاً بأن وجود المرأة السودانية وتمثيلها بكفاءة في الحكم هو في مصلحة الحياة العامة والسياسية، وأفرد عرمان مساحات واسعة في خطابه لتحية أمهات الشهداء في كافة أطراف النزاع وفي كل الاطراف التي خاضت الحرب من الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط والتزم بمنحهن أملا جديدا في السلام الدائم والقادم والمساندة والاحترام دون تفريق بينهن بسبب الدين أو اللون أوالجغرافيا، وتعهد بأن يضع في قائمة أولوياته انشاء مؤسسة وطنية لأسر الشهداء وضحايا الحرب من جميع الاطراف. وانتقد عرمان المعاملة السيئة التي تمارس ضد ستات الشاي وبائعات الكسرة بالدعاية بفساد السمعة وعدم الاخلاق وامتدحهن وقال «هن أكثر أخلاقاً من الذين أفقروهن وجوعوهن، وهن صاحبات أخلاق عظيمة وتحملن مسؤولية الأسر، وأكد وقوفه معهن وأشار إلى انه سيعمل على تقنين هذه المهن والانتقال بها من الهامشية إلى التطور عبر الصناعات الصغيرة، وانتقد الدولة في المعاملة القاسية التي تواجه بها بائعات الخمور والزج بهن في السجون، وقال ان الدولة التي تسجن بائعات الخمورهي نفسها من تأخذ العوائد غير البترولية من حكومة الجنوب التي من ضمنها عائدات الخمور. وأضاف «فمن الجدير بالجلد النساء اللاتي أجبرن على اللجوء للخمور البلدية في بحثهن عن لقمة العيش أم الدولة التي لم توفر لهن البدائل وتستلم نصيبها من عائدات الخمور؟ وبشر بائعات الخمور بعهد جديد توفر فيه البدائل لا العقاب وتحترم فيه الثقافات، ودفع عرمان أمام الحضور بشعار جديد يؤكد ان الانسان قبل الخزان ستلتزم به الجمهورية الجديدة، وأكد ان نساء دارفور النازحات واللاجئات مع موعد مع التغيير والاعتراف بقضايا دارفور العادلة وانتهاء أزمتهن والعودة لبيوتهن معززات مكرمات. وأضاف (أرض دارفور لأهلها)، وأبدى عرمان التزاما بدعم المرأة المنتجة والعاملة ومنحها كافة حقوق المواطنة الكاملة والمشاركة بالرأي والفعل وباتخاذ القرار، وشدد عرمان على مجانية الرعاية الصحية طيلة فترة الحمل والرضاعة، وطالب بالتشديد على جرائم الاغتصاب والعنف ضد المرأة وختم خطابه بالتعهد بتكريس أهم أجزاء حملته الانتخابية لقضايا المرأة كأولوية ضمن القضايا التي سيتناولها ويلتزم بها لاحداث تغيير كامل وشامل لمصلحة النساء بوصول الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية، وبدا واثقاً عبر التأكيد باكتساح الحركة للانتخابات المقبلة. وابتدر مرشح الحركة لمنصب والي ولاية الخرطوم أدوارد لينو حديثه بالتأكيد بأن الحركة ستفوز في الانتخابات بالجنوب وبرئاسة الجمهورية، وأوضح (رغم أنف المتقوقعين وتفننهم في التزوير) وبشر نزيلات السجون من بائعات الخمور بأنهن مع موعد مع الحرية قريباً وشدد لينو على ضرورة المساواة في الرتب والوظيفة بين المرأة والرجل، وأكد ان المرأة في الجمهورية الجديدة ستتمكن من الدخول في كافة قطاعات العمل دون استثناء. وقد تخللت الاحتفال مقاطع من الاغنيات التي تعبر عن ثقافات جميع انحاء البلاد وتمايلت معها النساء في أريحية، وقاطعت الجموع عرمان مراراً بترديد شعارات مساندة له ولحديثه من أمثال «ياسر سعيد أوباما جديد»، «فليسقط قانون النظام العام» و«نيو سودان بالامكان، والشجرة السوسة لازم تدوسه» في اشارة للمؤتمر الوطني.