الانسان يمر بأحداث وتجارب أثناء حياته تكون فيها العظات والعبر، أو قد تمر بأشخاص آخرين ويتعظ بها. الانسان السوي هو من يتعلم من المواقف والاحداث ويقيس عليها - واسلامنا بيقول «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين» - والحكمة تقول العاقل من اتعظ بغيره والمثل السوداني يقول ليك «الضايق قرصة الدبيب بخاف من جر الحبل». والخوف من الوقوع في المحظور ليس المقصود به اخونا (الحلفاوي) الذي قال «والله أنا ما بخاف إلا من ربنا ومرتي» وهو نفسه الذي كان يجلس مع اصحابه في صالون منزله فسمع زوجته بتجلد ولده وهو يصرخ وقال لأصحابه باستغراب «الله أنا قاعد معاكم المرة دي بتدق في منو؟». وبعض الرجال W.H.O لا يرون غضاضة في هرشة زوجاتهم، شنو يعني علشان يحافظوا على عش الزوجية والاولاد لو غسلوا العدة؟، زي قصة الموظف الضرب لي مرته قال ليها انا في السكة عايز اجي ألقى الموية السخنة جاهزة! صاحبه قال ليه والله تمام هرشته المرة، قال ليه يعني عايزني اغسل العدة بي موية باردة؟! في هذا المقال نحكي حوادث حدثت لأشخاص اتعظوا بها وهي تصلح لوعظ الآخرين: 1- العنكوليب وقصب السكر: العنكوليب للذين لا يعرفونه أو (الحناكيش) هو القصب ذوالطعم السكري الحلو - وهو عرف قبل قصب السكر في السودان وقد اشتهرت به ولاية الجزيرة وخصوصاً في منطقة فداسي وهناك مقولة تقول (عنكوليب فداسي الحلو ومتواسي) الشرح كان ضروري لارتباط العنكوليب بالعنوان وموضوع حاج ابكر - حاج أبكر كان يعمل شيالي أو حمالي في سوق أم درمان طلب منه جماعة حمل (قفة كبيرة مخيطة) لايصالها لمنزل أحدهم، وبعد أن حملها على رأسه (زاغ) منه الجماعة واشتبه به البوليس وقبض عليه وفتحوا (القفة) ووجدوا فيها جثة لامرأة مقتولة ومقطعة، طبعاً حاج أبكر اتعرض للضرب والحبس والاستجواب في الحراسة وبعد أكثر من شهر افرجوا عنه ورجع لعمله السابق ولكن باستراتيجية جديدة، كل من ينده له لحمل قفة أو شوال يقول ليهم «أبداً أنا بشيل عنكوليب أو قصب سكر بس والله يكفينا شر المغطئ». 2- واحدة بنت ذوات (مرطبة) طفلها بيقرأ في روضة أجنبية ذهبت للمدرسة بعد أن اشتكى لها طفلها من عقابه بالجلد في الفصل، فقالت «والله يا أستاذة ولدي ده ذكي لو حصل منه أي خطأ انتي عاقبي الطفل جاره في الكنبة وهو حيعرف ويتعظ ولن يكرر الخطأ مرة ثانية». 3- كان هناك مجرم هارب من سجن كوبر فاخرجت الشرطة نشرة للجمهور توضح أوصافه وقالت انه قوي وخطر ويعرف كاراتي وطلبت من الجمهور القبض عليه وتسليمه لأقرب نقطة بوليس، واحد قال ليهم عشان بنقبضه ونسلمه انتو مجانين ولا شنو؟». 4- حاج أبكر جاء من القضارف لقضاء بعض الاشياء في العاصمة وعندما هم بالرجوع لأهله مشى السوق الشعبي وطلب الركوب في البص قدام (جنب السواق) فرفض اصحاب البص وقالوا له المقاعد الامامية محجوزة، فزعل ومشى ركب في البص الذي يليه في الدور وفي منتصف الطريق مروا بحادث مؤلم وهو اصطدام البص الأول الذي كان من المفترض ان يركب فيه حاج أبكر بقندران وقتل السائق والراكبين قدام مع السائق، حاج أبكر ذهل ودخلته خوفة وعندما وصل القضارف طلب منه الجماعة أن يصلي بهم المغرب كالعادة فقال لهم «لا حاج أبكر لا يصلي امام ولا يركب قدام ترلة بس»!! 5- يقال ان (مرفعين) طارد حماراً بغرض افتراسه ودخل الحمار في ارض طينية (لزجة) وتبعه المرفعين وغطس في الطين ولم يستطع الحراك فقال المرفعين دي وكرة شنو الوقعنا فيها دي؟ الثعلب قال ليه كدي انتظر اسياد الحمار علشان تشوف الوكرة الجد جد. 6- أيام الكوليرا الشديدة واحدة ذهبت للطبيب قالت ليه عندي يا دكتور امساك شديد قال ليها في الأيام دي انصحك امسكي في الامساك قوي! خاتمة: ربنا يكفينا شر الطريق وقصة البغلة في الابريق، وشكل النسوان والفليق. مع تحياتي أحمد دولة