عبر مواطنو ديم مايو ببورتسودان عن سخطهم وغضبهم إزاء المعاناة الحقيقة التي ظلوا يرزحون تحت وطأتها منذ بداية شهر رمضان، التي تتمثل في انقطاع الكهرباء عنهم لمدة ثماني ساعات يوميا في الفترة النهارية في ظل ارتفاع درجات الحرارة بحاضرة الولاية التي وصلت الى ما فوق 48 درجة، بالاضافة الى درجات الرطوبة العالية، وكشفوا عن عدم انتظام خدمة مياه الشرب التي ظلت مقطوعة عن أجزاء واسعة من الحي الكبير الذي يقطنه أكثر من ألفي مواطن. وتقول سمراء إدريس إن تزامن انقطاع الكهرباء مع شهر رمضان المعظم وارتفاع درجات الحرارة أحال حياة المواطنين بالحي الى جحيم لا يطاق. وأضافت قائلة :إن الكهرباء تنقطع عن الحي يوميا في الساعات الأولي التي تعقب شروق الشمس ولاتأتي الا عند الساعة الرابعه عصرا، وهذا الوضع الصعب والمزري جعل الكثيرين يفضلون السفر خارج المدينة هروبا من السخانة والصيف القائظ هذه الأيام، والذين لم تتح لهم ظروفهم فعل ذلك يواجهون معاناة حقيقة في قضاء ساعات النهار بالمنازل، وكان يجب على إدارة الكهرباء التي صادرت فرحتنا بدخول كهرباء سد مروي، أن تعمل على برمجة ساعات القطع بصورة عادلة لا يتضرر منها المواطنون الذين ضاقوا ذرعا بالواقع الحالي، ويتمنون أن تخفف إدارة الكهرباء من معاناتهم بعض الشيء. اما صالح علي فقد عبر عن تعجبه من تزامن الصيانة التي اشاروا الى أنها السبب في انقطاع التيار الكهربائي مع شهر رمضان وارتفاع درجات الحرارة. وقال إن صيانة الخطوط في هذا التوقيت تبدو أمرا غير منطقي وليس عادلاً، وكان يجب أن تكون قبل دخول الصيف المعروف بارتفاع درجات حرارته وتزامنه مع الشهر الكريم. وكشف صالح عن وجود الكهرباء في الأحياء المجاورة لديم مايو مثل سلالاب والثورات، في ذات التوقيت الذي يحرم فيه مواطنو ديم مايو من هذه الخدمة، وتعجب من هذا الأمر الذي قال انه يشعر مواطني الحي بالغبن والأسى على واقعهم. ومن جانبه طالب الأستاذ عثمان الجهات المسؤولة بمراعاة معاناة المواطنين والصعوبات التي تواجههم في هذا الشهر الكريم، الذي تعمل كل المحليات في السودان وإدارات الكهرباء خلاله على توفير خدمتي مياه الشرب والكهرباء دون انقطاع، وذلك لحاجة المواطنين للجو البارد الذي يخفف عنهم رهق الصيام جراء ارتفاع درجات الحرارة، وقال إن الصيف هذا العام جاء ساخنا الى أبعد الحدود في بورتسودان، وكان يستلزم إزاء هذا الأمر العمل على استدامة خدمتي المياه والكهرباء طوال ساعات اليوم. الشاب عادل قال ضاحكا بانه لولا ثلاجات الموز الموجودة بالسوق لما تمكن الكثير من شباب ديم مايو من الصوم، وذلك بسبب الانقطاع الدائم للكهرباء في أهم أوقات حاجتها، وتحسر على مصادرة فرحتهم بسد مروي من قبل إدارة الكهرباء بسبب القطوعات المتواصلة التي حرمتهم من النوم بمنازلهم. وكشف عن حرصهم بوصفهم شبابا على توفير مبلغ الخمسة جنيهات كل يوم ليدفعونها لصاحب ثلاجة الموز المكيفة. المواطنة سعدية قالت إن نساء حي ديم مايو خرجن من قبل في مظاهرة للمطالبة بتوفير مياه الشرب، ووقتها كانت الكهرباء مستقرة ومتوفرة طوال ساعات اليوم، ولكنها أشارت إلى أن الواقع اختلف منذ بداية شهر رمضان، وبات من الصعب قضاء ساعات النهار بالمنازل، ولكن رغم ذلك لا سبيل أمام النساء غير تحمل ارتفاع درجات الحرارة و«السموم» التي تلهب الأبدان وتضاعف من معاناة الصيام. وقالت مازحة «يبدو أن الجهات المسؤولة تريد لنا ثوابا كبيرا في هذا الشهر الكريم». وتسألت: «هل يمكن للمسؤولين أن يتحملوا توقف المكيفات الفخمة عن تبريد مكاتبهم ومنازلهم ولو لساعة واحدة من الزمن؟» وأضافت: «لو كانت هناك ثلاجة موز للنساء لذهبنا اليها باطفالنا». وذات التساؤل المشروع نوجهه لإدارة الكهرباء ببورتسودان والسلطات المختصة، ونضيف اليه تساؤلا آخر «هل فاجأكم رمضان أنتم أيضا؟» وما ذنب أكثر من ألفي مواطن بديم مايو فيهم الشيخ الكبير والطفل الصغير والنساء الرضع والحوامل، أن يصوموا في هذا الصيف القائظ بسمومه الحارقة وحرارته المرتفعة في ظل انقطاع الكهرباء، وغيرهم يتمتع بهذه الخدمة الضرورية؟