قبل عام من هذا اليوم رحل عن دنيانا الروائي الكبير الطيب صالح، وقد جاء النبأ آنذاك كوقع الصاعقة، الا ان احساسا عميقا بالفقد ساد الساحة السودانية.. فقد التقت في موكب تشييعه كافة الوان الطيف السوداني (الثقافي والسياسي والاجتماعي).. والطيب صالح كان مثالا للسوداني في تواضعه وبساطته وحبه لوطنه واخلاصه لثقافته العربية ومشاعره الانسانية التي جعلته محط الانظار اينما حل. وقد عبر الطيب صالح عن انسان السودان في عطائه الابداعي (دومة ود حامد وعرس الزين) كما عبر عن الصراع الحضاري بين الغرب والشرق في (موسم الهجرة الى الشمال).. وعن حكمة اهل السودان في تعاملهم مع الغريب الوافد (بندر شاه) وعبر في الرجل القبرصي ويوم على شاطئ ام باب، عن اجواء الواقعية ، .. وفي كل ذلك كان ذلك الانسان البسيط القادم من كرمكول.. والطيب صالح حطم اسطورة الهامش والمركز اذ استطاع وهو القروي عبر ابداعه ان يصل المركز العربي في بيروت، بغداد، القاهرة، دمشق، المغرب العربي، والخليج، والى المركز العالمي عبر لندن وتُرجمت اعماله الى 24 لغة. والعزاء ان الطيب باقٍ فينا بأعماله التي خلدته وأوجدت له مكانا في قلوب الملايين من القراء، ومنحته تقدير واعجاب النقاد.. و«الصحافة» اذ تستعيد هذه المناسبة الحزينة فانها تعد قراءها بملف استثنائي في الايام القادمة.