حتى وقت قريب كانت مدينة الدلنج من المدن التي يضرب بها المثل في النظافة والجمال والنظام ،ووصلت المدينة التي تحيط بها جبال النوبة الي أزهي فتراتها التاريخية قبل عقد ويزيد من الزمان وتحديدا في عهد المحافظ السابق مجذوب يوسف بابكر الذي أفرد اهتماما كبيرا باصحاح البيئة بالأسواق المختلفة وداخل الأحياء التي شجعها علي النظافة بتخصيص كأس للحي الأكثر نظافة ،لتكتسب المدينة في عهده سمعة جيدة ومكانة مقدرة كمدينة سياحية تمتاز بالنظافة والنظام. اما الآن فتكفي حسرة المواطن أحمد ، علي الأيام الخوالي لمدينة الدلنج وقال بأنها لم تعد كما كانت في الماضي خاصة علي صعيد اصحاح البيئة واشار الي أن زيارة واحدة الي سوق المدينة توضح حجم التردي الذي أصاب البيئة والمدينة بصفة عامة، وقال ان أكوام الأوساخ تغطي جنبات السوق ولا وجود لمفردة اسمها اصحاح البيئة،وتعجب المواطن الباشا من الرسوم التي تأخذها المحلية من التجار بالسوق ووصفها بالباهظة التي لا يوجد مبرر لتحصيلها في ظل غياب الخدمات المقدمة من المحلية وتحديدا علي صعيد اصحاح البيئة والنظافة وقال ان الدلنج أضحت في أخر ترتيب المدن النظيفة بعد أن كانت في المقدمة ،واشار الي أن الاستعداد للخريف لم يأت علي قدر حجم الحدث ، وأضاف:معلوم أن الخريف في الدلنج يستمر لفترة طويلة وهذا الأمر كان يحتم علي المحلية الاستعداد المبكر والجيد للخريف الا أن ذلك لم يحدث هذا العام حيث اهتمت المحلية بجمع الرسوم وغضت الطرف عن فتح المجاري وردم البرك والمستنقعات ليفرز الخريف الحالي واقعا غير مألوف في المدينة التي كانت مضرب المثل في النظافة والنظام . من جانبه استنكر احد المواطنين رمي الأوساخ والنفايات في مدخل المدينة وقال ان مداخل المدن تخضع للتحسينات والاضافات الجمالية لأنها عنوان اي مدينة الا انه في الدلنج يتم وضع الأوساخ في مدخل المدينة، ووصف الأمر بالغريب وقال ان هذا السلوك لم يكن معروفا من قبل وأشار الي أن أكياس البلاستيك أضحت منتشرة في اي مكان داخل الدلنج وهي مهدد خطير للبيئة والحيوان ورغم ذلك لم تجد المعالجة من المحلية التي ليس من المنطق أن تتحصل الرسوم ولا تقدم خدمات وقال ان وجود ترلة واحدة فقط لنقل النفايات أمر غريب لا يليق الدلنج . علي صعيد مختلف تحسر عدد كبير من مواطني الدلنج علي التردي الواضح الذي أصاب خدمة الكهرباء وهو الأمر الذي جعل أصوات المولدات الخاصة الأعلى في ظل الانقطاع الدائم للكهرباء في الفترة النهارية بالاضافة الي عدم انتظامها مساء في عدد من الأحياء ،وكان وفد رفيع المستوي قد قابل والي الولاية مولانا أحمد هارون مؤخرا وطالب بوضع حد نهائي لمشكلة كهرباء الدلنج ، وفي هذا الصدد اشار محمد الفاتح الصفراوي الي ان الوفد اطلع الوالي علي المعاناة الحقيقية التي يواجهها سكان المدينة وطالبوا بان تتولي الولاية امر تشغيل المحطات او يتم تكليف شركة ذات مقدرات وامكانيات وخبرة ، واكد صفراوي ان الوالي وعد بحل المشكلة بصفة نهائية ،وقال ان الشركة الحالية التي تتولي تشغيل محطة الكهرباء لم تتمكن من اضافة جديد بل تراجعت ساعات الامداد مؤخرا الي 5 بعد ان كانت 16ساعة قبل تولي الشركة ادارة كهرباء المدينة،وقال ان الشركة لم تفي بوعدها بتركيب 600 عمود وقامت بتركيب 28 فقط ولم تنجح في ترجمة بنود العقد الذي وقعته عند استلامها العمل وهذا ماجعل كل المواطنين يطالبون بتغييرها حتي تنتهي قضية الكهرباء.