هذا اليوم هو آخر جمعة في شهر رمضان، ومن اراد ان يرى بعضا من معاناة الشعب الفلسطيني الصابر الصامد، فلينظر من خلال شاشات التلفاز الى الطوق الامني الذي تفرضه قوات الاحتلال الصهيوني على المدينة المقدسة، وعلى مدينة الخليل، وعلى مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد أعجبت في الجزائر بالاهتمام الذي يبديه الشارع الجزائري والمثقفون بقضية فلسطين، ومعضلة القدس، وذلك الشعار المرفوع (القدس عاصمة ابدية للثقافة العربية) وهي شعار ينبغي ان يرفع في كل مكان ينطق أهله بلغة الضاد، وان تردده وسائل الاعلام على الاقل في هذه الايام الاخيرة من شهر رمضان. ولم تكن فلسطين ومسجدها الاقصى الذي هو القبلة الأولى للمسلمين، وثالث الحرمين الشريفين، في يوم من الايام بعيدة عن الوجدان العربي والاسلامي والانساني، ففلسطين وما حولها كانت مسرحا لرسالات الرسل ومهبطاً للوحي الالهي.. وفي ثراها جرت احداث التاريخ الكبرى وتحولاته العميقة. وقد اهتم العلماء والشعراء والأدباء بفلسطين اقرأ ما كتبه ابو سلمى لاحد الامراء العرب في ثلاثينات القرن الماضي (المسجد الاقصى أجئت تودعه) انظر الى نبوءة الشاعر المبكرة بضياع الاقصى في هزيمة 7691م المدوية، والتي هزت الدنيا، وزلزلت الامة الى يوم الناس هذا.. وهناك ما كتبه جبرا ابراهيم جبرا عن بيت لحم والقدس، وذكريات الطفولة التي عاشها قبل ان يغادر الى لندن ثم بغداد.. وهناك قصائد ابو سلمى توفيق زياد سميح القاسم راشد حسين عز الدين المناصرة محمد القيسي وغيرهم من شعراء فلسطين والامة العربية. وفي احداث فلسطين: ثورة الحجارة حصار قطاع غزة حرب تموز في لبنان (002 الهجوم على غزة اريق مداد كثير وسالت دماء اكثر.. ولكن الدرس يبقى أن ضمير العالم يستيقظ يوما بعد يوم على ما يجري من احداث، وينتبه احرار العالم الى ما يجري من مآس.. وان الصهيونية العنصرية يتم فضحها في كل المنابر المهتمة بحقوق الانسان.. وان القدس لن تنساها الامة وستبقى عاصمة للثقافة العربية الى الابد بصمود ابنائها، ودعم ابناء الامة والانسانية كلها.