لا ينفد القول عند الحديث عن معجزة الإسراء والمعراج ففي زمانها أثارت الجدل، ولازالت الاجيال تتوالى والحديث عنها لا يمل.. وقصائد الشعراء تترى.. ولكن ذلك كله يحفزنا إلى الحديث عن المسجد الأقصى الأسير منذ عام 7691م. والانتهاكات الصهيونية لحرمته ولبقية المقدسات لا تنتهي.. وقد أعجبني في الجزائر الشعار المرفوع «القدس عاصمة الثقافة العربية الأبدية».. وبهذا التأكيد لو استطاعت الأقطار العربية تحويل هذا الشعار إلى عمل جدي وملموس بدعم المؤسسات المقدسية «الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها» لتقوى على الصمود امام مهددات الاستيطان والطرد والإخلاء وهدم المنازل، فإننا بذلك نكون قد احتفلنا بالاسراء والمعراج بطريقة صحيحة. ولابد لنا من التذكير من فوق منابرنا وأجهزة إعلامنا بضرورة أن يتحول الاحتفال هذا العام والاعوام القادمة بإذن الله الى عمل جاد، بعيداً عن ترديد الشعارات والبكاء على الماضي وأمجاده.. فالأمر يتعلق بوجود ومصير الأمة في مواجهة الآخر الذي لا يفعل إلا بالانتصار الكامل وإحلال شعب محل آخر، وقهر ثقافة مقابل الهيمنة لثقافته متذرعا بشتى الحيل والوسائل، ومن أهم معيناته على ذلك الغفلة التي نعيشها في كل مناحي الحياة. وهناك أحاديث كثيرة كان مجالها الأدب المقارن في ما أخذه الغربيون من الأدب العربي.. وهناك في اسبانيا وايطاليا وغيرهما نماذج أدبية تطرق اليها الباحثون في ما يتعلق بالإسراء والمعراج وهناك أدب صوفي دار حول هذه المعاني. ويبقى أن نستلهم هذه الذكرى في التمسك بجوهر الدين وحقيقة رسالته، وأن ندع القشور والمظاهر.. وأن نستدعي روح عصر الرسالة التي خلفت جيل الصحابة العظيم في صدق ايمانه، وفي اتساع علمه، وفي روح الجهاد ضد هوى النفس وضد العدو.