تعتبر مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور من اكثر الولايات انتاجاً للجلود المحلية، الأمر الذى جعلها تكون مركزا لصناعات وتسويق المراكيب والحقائب وسروج الدواب وغيرها من المنتجات المحلية التى فى الغالب يتم شراؤها هدايا للزوار الذين يزورون المدينة من الولايات الاخرى ودول الجوار، وحتى الوفود الخارجية والدبلوماسيين الذين يزورون الولاية. والتقت صحيفة «الصحافة» بعدد من التجار بسوق المراكيب، وقال عباس عبد الله بسوق نيالا: هذه المهنة ورثتها من والدي بغرب دارفور بالجنية، وكنت اعمل معه صبياً والآن اصبحت اقوم بممارستها بنفسي، حيث وصلت الى نيالا فى الثمانينيات. ولأول مرة يشهد السوق ركودا فى البيع والشراء، لكن نتوقع ان يزدهر فى خلال العيدين، واشار الى ان اغلبية الزبائن من الولايات الاخرى الذين يشترونها هدايا، وقال إن اكثر الانواع طلبا من المراكيب «ابو نوامة وسعره تسعين جنيها» ويأتى جلده من دول الجوار كتشاد ونيجيريا وادى ذلك الى ارتفاع الاسعار، واما المراكيب التى تصنع بالمواد المحلية فمازالت موجودة واسعارها مناسبة، ومنها مراكيب الجنية من الجلد العادى وسعرها «22» جنيها والاصلة باربعين جنيها، وجلد الماعز ابو صوف الملون سعره خمسة وعشرين جنيها، وباكتة من جلد البقر بصبغه الشركة ونعمل له ربل ارضى. فيما قال الصحافى آدم مهدى من صحيفة «الأحداث» انه توقف عن شراء المركوب منذ عام «2002م» بسبب صناعته ويؤذينى فى رجلى وتصميمه لا يتناسب من ناحية تجوف الرجل والكعب، بجانب عمليات الدباغة المحلية. ويقترح ان يكون مثل الجلد البريطانى فى صناعة الاحذية، وقال كنت فى السابق ألبس المركوب فى المناسبات، والآن تخليت عنه. فيما يرى احمد ابو سكين من نيالا بأنه يلبسه دائما ومرتاح معه جدا ويتعامل مع الاسكافى بسوق الملجة عن طريق «القُوال» ويعاملنا بخصوصية، واغلب المراكيب التى تستخدم من جلد الماعز وخفيفة فى اللبس. وقال عم حسن تاجر قطاعى بمعسكر عطاش: انني آتي لسوق المراكيب واشتريها من تجار الجملة بالدين واعرضها للبيع، ويعمل فى صناعتها اسكافى. واشار الى ان السوق تعبان ولا يوجد دخل لضعف القوة الشرائية، و«مافى قروش لكن دى مهنتى»، فقبل الحرب كان البيع والشراء بصورة كبيرة لكثرة المناسبات والاحتفالات. فيما يختلف عن ذلك يوسف سليمان بأنه لا يلبس المركوب وليست لديه الرغبة فيه، وقال فقط اشتريه هدية لوالدى، واعرف انواعه واشهرها مركوب الجنينة. اما نور الدائم عبد الوهاب فيقول ان المركوب جميل وخفيف خاصة فى فترة الشتاء، واحبذ الاصلة والقرفة، لأن جلد النمر غالى الثمن ولا استطيع ان اشتريه، واغلبية المراكيب تأتيني في شكل هدايا، كما ان المركوب يشكل زينة جميلة للرجل مع الجلابية والعمامة والطاقية. فيما ذكر محجوب حسون من صحيفة «السودانى» بنيالا إنه من منطقة قريضة المشهوره بالقرض الذى يستخدم فى دباغة الجلود، وفى السابق كانت فلنكات شجر القرض تصدر الى المانيا. وقريضة منطقة غنية بالثروة الحيوانية من الاغنام والضأن والابقار، بالاضافة لدباغة الجلود «النمر والاصلة» وجميع أهالى المنطقة يلبسون المراكيب، كذلك النساء وانا البس المراكيب. وعدد ميزات المركوب بأنه خفيف وبارد وسعره مناسب. وقال لا يمكن ان اتخلى عنه لانه يمثل تراث اهل دارفور ويضيف للجلابية منظراً جميلاً، بجانب انه يلبس مع البنطلون ووجيه جدا، وانا غالبا عندما اسافر الى الخرطوم اخذه هدايا لزملائى، ويخيرون فى أنواعه بدءا من المركوب قطع الجنينة والفاشر. واعتبر لبس المركوب ترويجا له، خاصه عندما البسه فى المناسبات العامه والمؤتمرات، وهو «زى السكين» عندنا فى دارفور، وأناشد القائمين على أمر حكومة الولاية تطوير صناعة المراكيب والجلود.