صناعة الفرحة ورسم الابتسامة والقدرة علي العطاء دون توقف لايمكن ان يجتمعوا في مكان واحد ، غير ان للقاعدة استثناء ، وسط كل الغيوم التي تغطي سماء بلادي حاجبة عن الكثيرين فرصة النظر الي ضوء الامل وافراغ مساحات ليحفظوا داخلها شيئاً من الدفء والسعادة ، أبت «الصحافة» الا وان تجبرهم على ذلك ، فكان ليل امس الاول بمبناها الذي ضاق رغم اتساعه بحضور الزملاء من الصحف المختلفة وعدد كبير من ابنائها المنتشرين في اليوميات الاخري كلهم كانوا حضوراً أنيقاً زاد من ألق تلك الليلة الاستثنائية ،التي حكت فصلا من فصول هذه المؤسسة العريقة . من لم يتعرف على «الصحافة» الا عن طريق الحروف فهي تشابه حروفها متانة وترابط وصدق ، فحميمية ودفء أسرتها هو الخلطة السحرية التي تدفع بها لمعانقة القراء عند كل صباح ، واتفق الكثيرون اينما وجدناهم في شئ واحد عندما يتحدثون عن «الصحافة» ويختصروها في « كفى انها تحمل اسم المهنة! » ، بذات العبارة اشعلت الاعلامية المبدعة احسان التوم شرارة الحفل عقب تناول وجبة الافطار ، تاركة المساحة للمبدع الزميل محمد جادين ليكشف عن سر اخر يملكه غير حروفه التي يكفكف بها دموع المواطنين ويسلط عبرها الضوء في بواطن الاخفاق ، بصوت جميل ولحن رطب حرك الجميع قبل ان ينتفض مدير تحريرنا استاذي الصديق حسن البطري مفاخرا به لحظة انتهائه من رائعة الراحل مصطفي سيد أحمد « غدار دموعك» ليحدث الحضور مؤكدا علي ان مدرسة «الصحافة» ولود ولها من الابناء ما يسد قرص الشمس، فهاهو «جادين» اصغر افراد اسرتها يدهش الحضور، فمابلكم اذا كان رئيس طاقمها النور أحمد النور من يمسك بالمايك في مداعبة ذكية تحمل الكثير من المعاني ، هكذا كان ليل امس الاول الذي احتضنته «الصحافة» ، و تدافع اليه بنوها من مختلف الحقب فكان قائدها السابق ورئيس تحرير الزميلة الاحداث الاستاذ عادل الباز «الفرحة كما تراها العين» يزين مائدتها بحضوره الجميل، بجانب الاستاذ نور الدين مدني من الزميلة السوداني، والاستاذ الطاهر ساتي، وكتائب جنودها المنتشرين في مختلف الصحف اليومية تدافعوا سريعا لحضن المدرسة الام فكان « حسابو ، نوال شنان ، كاشان ، خالد سعد ، علاء محمود » وعدد كبير من الزملاء الذين كان حضورهم عطراً جميلاً ، كتابها الراتبون كانوا شعلة اخري وسط دارها فكانت صاحبة النمريات اخلاص نمر وحسن محمد صالح وعدد كبير من أسر واصدقاء الزملاء . ليل أمس كان له طعم خاص فيه الكلمة واللحن والحضور المتميز ، وكانت «الصحافة» عروسا تخطف قلوب الجميع بلا استثناء ، وضاقت صالتها التي تتسع دوما بابداعات ابنائها المرسومة عبر الحروف في كل الصحف مما جعل مدير تحريرها يقول اينما توجهوا وجوهكم فثمة حروف وضعت نقاطها الاولي هنا في صحافة الناس المبدعين مما جعل من الافطار الذي اقامته «الصحافة» ان يتحول الي «استفتاء حقيقي يعبر عن دور هذه السيدة التي تستمد سلطتها من اهل هذه الارض الطيبة لتزين امالهم واحلامهم ترويستها الرئيسة بثالوث الدهشة ،« الديمقراطية والسلام والوحدة »، العبارة التي شكلت حضورا في تلك الليلة عبر صوت المبدع مدني النخلي وهو يهتف من داخل الصالة مناديا بان يظل هذا الوطن عصيا علي الانكسار والتفتت . «الصحافة» لمن لا يعرفها فهي اكثر من حروف تغازل عيونكم عند كل صباح ، فالثابت فيها هو الترابط ومعاني الانسانية ، نعم فهي مختلفة اكثر مما تتوقعون تغطيها روح الاسرة وصرامة المؤسسية وحماسة التيم الواعي بدوره لا يشذ واحدا من طاقمها اداريا كان او فنيا حتي جنودها المجهولون تجدهم يفخرون بجهدهم عند شروق كل صباح وعلامة الرضاء تعلو وجوههم، يقابلونك فرحين ومتحلقين حول عمنا الشفيع عند الاستقبال يجالسه «بشارة وعامر وعمار وراشد » وهناك مشاعر وابونا الجميل موسى هي أسرة «الصحافة» اروع ما فيهم بساطتهم ومعدنهم اغلى من الذهب يقابلونك بالابتسامات دون ان يغشاهم الحزن والذي لا يعرفونه فكل الناس هنا صحاب كل الناس هنا اهل والماهم قراب قربم العمل ومعه اقتربوا بالأمس مع الاخرين في احتفائية للصحافة وتشبه اهل الصحافة في كل اشيائهم وبتميزهم علي الاخرين الذين لم يكونوا سوى الصحافة واهلها التي تتجاوز الانا للنحن ومن اجل الكل الذي لم يكن سوى الوطن بافراحه واماله واحلامه واحزانه .