لم تختلف الصورة كثيرا عن سابقاتها ، وان اختلف الحال عن ماكان عليه ، وطن تحاصره الهموم واوضاع معيشية لا تحتاج لتبصير كل هذه الاشياء لم تمنع السعادة والحبور من الموعد فكانت تملأ المساحات بلا استثناء والجميع يعيش فرحة العيد ، الاطفال والرجال والنساء حتى الكهول كانوا في الموعد لم يشذ منهم احد ، الضائقة المعيشية لم تحرمهم من رسم الابتسامة ، وازمات البلاد كانت محاصرة بين اكف المتضرعين عند الصلاة في ساحات ارضه الممتدة هكذا كان صباح العيد ،كما المسافر بعيدا لسنوات تجد الكل في انتظاره دون ان تطرف لهم عين او يتذوقوا طعما للنوم هكذا الحال يتكرر كلما اذيع حضوره في كل عام، لم يتبدل هذه المرة فالاطفال بملابسهم الزاهية والكبار بابتساماتهم الحقيقية كانوا حضورا تلحظهم العين اينما حللت تجدهم يتحركون بلا تعب ليوزعوا التهانئ والتبريكات وصغارهم يطلقون العنان لابواقهم ويفجرون الالعاب النارية ويركضون هنا وهناك ، ياله من محظوظ ذلك الصباح السعيد ، فصلة الارحام وتصفية النفوس والغفران والمسامحة كلها كانت تتزاحم لتجد حظا من يوم لا يعرف سوى الابتسامة والكلمة الحلوة . الأسواق لم تغلق أبوابها هكذا كان حالها مليئة بالحركة ، الكل يبحث عن فرحته بين اللبس الجديد او متعلقات تزيين المنازل الحلويات والخبائز لاكرام القادمين من الاهل والاصدقاء والجيران ، فاليوم هو استثناء في كل شئ ، لم اشفق على احد سوى عمال النظافة فالاوراق المتناثرة والاكياس بجانب بقايا الاطعمة وعلب المياه (معدنية وغازية) كانت قادرة على حجب ملامح الارض فهي تغطي كل شبر ، وظننت ان»المحلية اتورطت» لكن بمجرد ان بدأت الشمس في ارسال اشعتها وعلت مكبرات الأصوات في التكبير والتهليل والحمد كان عمال النظافة منتشرين في كل مكان يلاحقون بقايا ومخلفات أطول يوم في الاسواق . عيد بلا إزعاج انتشار قوات الشرطة بشكل واسع وكبير قلل كثيرا من حدوث أية مشاكل تذكر ولم تدون مخافر الشرطة بلاغات مقلقة ، فمنذ الايام الاخيرة لرمضان كان انتشارها ملحوظاً ، ورصدنا تواجدهم بشكل كبير في يوم الوقفة وحتى الساعات الاولى من صباح العيد كانوا يتحركون في الاسواق ، بجانب تواجدهم لتغطية صلاة العيد بالساحات المتفرقة ، الامر الذي اكدته الداخلية حسب تصريحات الناطق الرسمي للشرطة الفريق احمد محمد إمام التهامي ومدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق ،أعلن الفريق محمد الحافظ عطية مؤكدين نجاح انفاذ خطة الولاية الامنية في كل وحداتها واوضحوا ان خطة تامين العاصمة خلال فترة العيد شملت الاسواق والاحياء والمنازل التي سافر اهلها بالاضافة للمرافق الاستراتيجية والمواقع التجارية واماكن صلاة العيد لافتين ان العاصمة شهدت خلال يومي العيد هدوءا امنيا وجنائيا غير مسبوق بفضل التنسيق الذي تم بين الاجهزة الامنية المختلفة واضاف التهامي استتباب الأمن في كافة ربوع البلاد وقال إن رئاسة الشرطة وضعت خططاً لكافة الولايات تم استعراضها في اجتماعات هيئة قيادة الشرطة منوهاً إلى أن هذه الخطط راعت العديد من الموجهات التي تعين الشرطة للقيام بواجباتها للحفاظ على ممتلكات وأرواح المواطنين. تفويج المسافرين مرضي لم يختلف المسؤولون وعدد كبير من المسافرين في ان التفويج كان مرضيا لهم ، الامر الذي اكدته الشرطة رغم وقوع حادث مروري راح ضحيته عدد من المواطنين بطريق مدني الخرطوم عزته الشرطة للافراط الزائد في السرعة والتخطي الخاطئ من أصحاب مركبات خاصة. الهلال عيد تاني شئ واحد لن يتكرر في القريب وهو لقاء احد قطبي الكرة في اول ايام العيد وتثبيت الفرحة واكمالها هكذا كان اليوم الاول الذي اكتمل فيه الهلال بدرا كما هو الحال في كل ، واحتشد ملعبه بعدد وافر من الجماهير كانت الجلابية هي قاسمهم المشترك والتكبير هتافهم ، قبل ان يخرجوا بالنقاط كاملة . المستشفيات الكل بخير لم تدون مستشفيات العاصمة ارقاما مزعجة بغرف الحوادث والاصابات وعزا المدير العام لمستشفى امدرمان الامر لعدد من الاسباب اهمها حرص الاسر على قضاء الاجازة والعيد بين الاهل وداخل البيوت بجانب سفر عدد كبير من المواطنين خارج العاصمة ، الى ذلك اكد اكتمال الترتيبات بشكل مطمئن ايام العيد . منظمات المجتمع المدني في الموعد الكل فرح بقدوم العيد حتى الفقراء والمحتاجين والمشردين والمرضى بالمستشفيات ، ويرجع الفضل لعدد كبير من منظمات المجتمع المدني والشباب المتطوع الذين قاموا بتنظيم عدد من الحملات وجمعوا اعداداً كبيرة من الملبوسات والحلويات والهدايا للاطفال حتى لا يجلس احد خارج سماء افراح العيد فكان الفيس بوك هو لسانهم الاعلامي ليدونوا في صفحاته تحركاتهم ويقدموا دعواتهم للمتبرعين ولكم احد رسائلهم «بتصرف» (كل عام والجميع بخير.. في آخر التقارير الميدانية والتي إستمرت في عملها حتى الساعة الرابعة صباحا وصل عدد الملابس الموزعة إلى 7000 قطعة لنغطي الدور الإيوائية ومستشفى الذرة على ان يكون ثالث أيام العيد حفلاً ترفيهياً بإصلاحية الفتيان بكوبر ).