الراحل المقيم المبدع عبد العزيز العميري «كان زول ليهو قيمة» ومن أقيم ما نظمه شعراً «غشوني المراكبية» التي يقول في جزء منها: كل الحاصل بدورك تصبري شوية فترت من السواحل ديك ومن ظلم المعدية أنا البعت الهموم للنيل وغشوني المراكبية والعميري -رحمه الله- ليس وحده من غشه المراكبية فكلنا قد غشنا المراكبية. تقول الحكاية أن رئيس صندوق النقد الدولي ذات زيارة له للسودان وأثناء مروره في أحد شوارع الخرطوم شاهد شحاتاً بائساً رث الثياب ينادي بأعلى صوته: أميركا لله لله يا اميركان لله، مرّ الموكب الأممي من أمامه دون أن يعيره نظرة ولكن عندما عاد رئيس الصندوق إلى واشنطن وجلس مع مساعديه لتقييم نتائج الزيارة، فجأة شرد بذهنه لوهلة... لفت ذلك نظر أحد مساعديه فسأله: سيادة الرئيس ما بك هل أنت بخير؟ سكت الرئيس لبرهة ثم قال: أثناء مروري في زيارتنا الاخيرة للخرطوم كان هناك رجل ينادي باسمي ثم يقول اميركا.. أميركا.. هل فهم أحد ماذا كان يقول ذلك الرجل البائس؟ أجاب مساعد آخر: نعم سيدي إنه فقط كان يريد منك مساعدة مالية. قال حسناً نحن نعتبر أمثال هؤلاء أصدقاءنا ودائماً مؤيدين لنا فلم لا نساعده؟ وأمر بإرسال مبلغ «001» ألف دولار مساعدة شخصية منه للمواطن المذكور، بعده بأيام وصل المبلغ مع مندوب إلى السودان، وعلى الفور قامت الجهة المستلمة بالتحري لمعرفة مكان وجود المواطن المذكور وبمجرد التأكد من محل إقامته او بالاحرى «شحدته» قامت بإرسال مبلغ «52» مليون جنيه سودانى بالقديم من أصل «001» ألف دولار إلى المحافظة التابع لها المواطن المذكور، بدورها قامت المحافظة بإرسال مبلغ «01» مليون جنيه إلى المدينة التابع لها المواطن المذكور. وعلى جناح السرعة أرسل رئيس المحلية مبلغ مليون جنيه إلى رئيس الوحدة التابع لها الشحات المذكور. وبمجرد استلامه المبلغ نادى مسؤول الوحدة على أحد منسوبيه وأعطاه مئة ألف جنيه ليسلمها للشحات، خرج الموظف الصغير ونادى على الساعي وقال له: هل تعرف بيت فلان؟ قال: نعم أعرفه.. قال حسناً هذه عشرين جنيها أعطها إياه هي قيمة المساعدة التي قررها رئيس صندوق النقد الدولى له، ذهب الساعي إلى منزل الرجل مهرولاً ودقّ الباب، خرج الرجل بثيابه الرثة المعتادة وشعره المنكوش وعيناه الغائرتان وقال: مين؟ قال الساعي: أنت فلان الذي كنت واقفاً يوم كذا وطلبت مساعدة من رئيس صندوق النقد؟ رد الرجل: أيوه بتسأل ليه.. فلم يكن من الساعي إلا أن صفعه على وجهه صائحاً فيه: فضحتونا مع الضيوف الأجانب... عموماً رئيس الصندوق بيقول لك الله كريم.