أخي الكريم : رئيس تحرير جريدة الصحافة لك التحية قبل أعوام خلت كتب الدكتور عبد العظيم عباس في إحدى الصحف ما يشابه ما طالعتنا به جريدة الصحافة في عددها رقم (6165) بتاريخ 4 شوال 1431ه موافق 13/9/2010م يشنُّ فيه هجوماً على مجمع الفقه الإسلامي ، وها هو يعود الآن لذات المسلك ، ونتمنى أن يكون قُرَّاؤكم الأفاضل قد قرأوا ما سبق ، لعلهم يعينوننا على فهم الدوافع ، علماً بأن د. عبد العظيم ليس هو من علماء الشرع ولا من علماء الفلك ، وإنما علمه موصول بالأرض فيما نعلم فما له والأهلَّة والفلك والسماوات؟ إن بيان المجمع لم يذكر بأن الرؤية مستحيلة أو غير ممكنة ، كما ادعى د. عبد العظيم عباس ، وإنما أكد البيان بأنه من الممكن رؤية الهلال باستخدام التلسكوب في جنوب القارة الإفريقية وأمريكا الوسطى والجنوبية ، بل إن البيان الصادر من المجمع أثبت بأن رؤية الهلال بالعين المجردة ممكنة في ذلك اليوم وهو يوم تحري رؤية هلال رمضان للعام 1431ه في جنوب غرب أمريكا الجنوبية . ونص ما ورد في البيان في هذا الشأن: ( ... من الممكن رؤية الهلال باستخدام التلسكوب من جنوب القارة الإفريقية وأمريكا الوسطى والجنوبية، علماً بأن المكان الوحيد الذي يمكن منه رؤية الهلال بالعين المجردة يوم الثلاثاء 10 آب/أغسطس هو جنوب غرب أمريكا الجنوبية ) نقول لدكتور عبد العظيم إن ما تتحدث عنه إنما كان موضوعاً طُرِحَ في ورشة عمل انعقدت في مركز الدراسات الإستراتيجية قبل أحد عشر عاماً ، كان رأي بعض من شاركوا فيه أن يتخلى الناس عن التحري إذا قال أهل علم الفلك إن الرؤية مستحيلة ، غير أن مراجعات هذا الموضوع من أهل العلم الشرعي وهم أعضاء المجمع من كل التخصصات ، أكدت أن التحري أمر شرعي لا يمكن ولا يحسن ولا يصح التخلي عنه مهما كان الحال لأنه هو وسيلة التأكد من الرؤية أو عدمها ، وذلك ما أشارت إليه الفقرة (2) من القرار المشار إليه. ذلك لأن الرسول ( يقول : «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غُبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين» ومن هنا فإن التحري لا يسقط الأمر به مهما كان الحال. ومن أجل هذا ، فإن جميع الدول الإسلامية الملتزمة بهذا تنعقد فيها مجالس التحري على الرغم من التأكد من استحالة الرؤية. وفي مناسبة عيد الفطر المبارك هذا كان هنالك تأكيد من المركز الفلكي السعودي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة بأن الهلال سيغيب قبل غروب شمس يوم الأربعاء بتسع دقائق ، ومع ذلك دعت الأجهزة المختصة في المملكة لانعقاد مجلس التحري ، وكذلك هو الحال في مصر والإمارات والبحرين والأردن وسوريا واليمن وكل الدول المجاورة ، فقد انعقدت مجالس التحري مع التأكد من عدم وجود الهلال بعد غروب الشمس. ومنذ تاريخ تأسيس هذه المؤسسة وما سبقها ، فإن اليوم التاسع والعشرين هو يوم التحري ، والسودان ليس بدعاً في ذلك ، إنما هو التزام بتوجيهات المصطفى ، والعدول عن قرارات وتوصيات ورش العمل التي صدرت قبل عقد من الزمان ليس حراماً ولا معصية لله تعالى ، وإنما عاد الناس للالتزام بتوجيهات الشرع . وإدارة مجمع الفقه الإسلامي لا تعمل بمعزل عن مجلس المجمع ، بل ليس هناك خطوة تُتَّخذ إلا بالتوافق التام عليها ودور الإدارة هو تنفيذ ما يتخذه المجلس من قرارات. أخيراً نقول للدكتور عبد العظيم عباس بان رسالة المجمع ماضية خدمة للعباد والبلاد ، وإدارة المجمع يقودها نهج مؤسسي رشيد ألا وهو الاجتهاد الجماعي ، فموضوع تحري رؤية الهلال هو قيض من فيض من أنشطة المجمع ، وليس ببعيد عن الأذهان المؤتمر العلمي العالمي الثاني الذي نظمه المجمع قبل نحو ثلاثة أشهر، ذلك أن مجمع الفقه الإسلامي هو مؤسسة علمية بحثية تهتم بجميع مناشط الحياة . محمد يوسف خلف الله مدير العلاقات العامة والإعلام