كثير من الاشارات سبقت الحراك الحثيث الذي جري على الجبهة الغربية من البلاد وداخل العاصمة التشادية والذي قد يؤدي الى طي الجزء الاكثر تعقيدا من قضية دارفور، أولى هذه الاشارات بدأت عقب زيارة مسؤول ملف دارفور الدكتور غازي صلاح الدين الى انجمينا ولقائه بالدكتور خليل ابراهيم في شهر يناير الماضي مما قاد الي تكهن بعض المراقبين بانعطافة كبيرة لمجريات قضية دارفور، وتحدثت بعض التسريبات وقتها عن صفقة عقدت بين الطرفيين. وثانيها بعد الزيارة المتوقعة للرئيس التشادي الى الخرطوم في الثامن من فبراير الجاري في اطار الحوار المباشر الذي قرر البلدان اقامته منذ شهراكتوبر2009 وقول الرئيس البشير بأن زيارة دبي وضعت حدا نهائيا لأزمات البلدين، لافتا لاتفاقهم على تحقيق الأمن والاستقرار، ودعم عملية التفاوض. وتأكيد الرئيس دبي على ضرورة توافر الإرادة السياسية الجادة لحل الأزمات التي تطرأ على علاقات البلدين. وثالثها حديث حركة العدل والمساواة عن وحدة اندماجية تنخرط بموجبها بقية الحركات المسلحة في صفوفها، ومن بعد تصريح كبير مفاوضي العدل والمساواة أحمد تقد بأنّ الوساطة في طريقها لطرح مشروع للتفاوض ناصحاً الوساطة بالتأني، وقال تقد «إننا أكثر الحركات سأماً من وجودنا بالدوحة، ولدينا ما يشغلنا، ولدينا ما نريد فعله» «وليس هناك منطق لوجودنا شهراً دون نتيجة، ونحن نُفكِّر في أيِّ الحجارة نلقي بها لتحريك مياه الدوحة». ملخصا أزمة الدوحة في الوجود الكثيف للحركات مُقلِّلاً من وزنها وقال إنها تسعى بالتفاوض لكسب شرعية زائفة. ورابعها، اللقاءات السرية التي جرت هذه الأيام - بحسب مصادر صحفية - بين حركة العدل والمساواة والحكومة السودانية في انجمينا لإبرام صفقة ، ويتردد ان خليل إبراهيم وصل إلي العاصمة التشادية في 17 فبراير بينما وصل غازي في 18 فبراير الجاري لمزيد من المشاورات وترتيب لقاء بين خليل والبشير لتكملة الصفقة. وخامسها، حديث الرئيس البشير أمس في لقاء جماهيري عن انباء سارة سيسمعها الناس مساء أمس ستحمل البشرى بقطع الشوط الأكبر لتحقيق السلام في دارفور وهذا ما حدث ليل امس حيث وقع الطرفان اتفاقاً اطارياً. يشار الى ان المبعوث الاميركي للسودان اسكوت غرايشن جدد التأكيد على ان بلاده المعنية الأولى بما يجري لاتزال مستعدة لتقديم مساهمتها من اجل الاستقرار في تشاد وفي السودان والمنطقة.