حذر خبراء في مجال البيئة، من خطورة تفشي وانتشار النفايات الطبية التي تحرق في الهواء الطلق، باعتبارها مسببا رئيسيا لامراض السرطان والتأثير علي جهاز المناعة واضعاف الخصوبة والتناسل، وكشفوا ان المستشفيات داخل ولاية الخرطوم تجمع يومياً نحو (14) الف طن من النفايات ويتم التخلص منها «بطريقة خطرة واكثر كارثية». واكد متحدثون في ملتقي الجمعية السودانية لحماية المستهلك، حول ادارة وتداول النفايات الطبية الخطرة امس، ان السودان يتخلص من النفايات بواسطة المحارق «وهي طريقة غير مثلى؛» لأنها تعد من اخطر ملوثات البيئة وتتسبب فى امراض السرطان، والتأثير على جهاز المناعة، بجانب اضعاف الخصوبة والتناسل وعدم اكمال مرحلة الحمل، مطالبين بإنشاء «نظام وطني للنفايات تسنده لجنة وطنية». وقال استشاري التخطيط الهيكلي والاستراتيجي، الدكتور سيد سليمان سيد، انه لا توجد احصائيات حول كمية النفايات الطبية لكن هناك بعض التقديرات التي تشير الى ان السرير الواحد داخل المستشفى تقدر نفاياته ب( 2.5) كيلو جرام، بجانب وجود حوالي (14) الف طن تجمع من المستشفيات يوميا في ولاية الخرطوم. واضاف ان النفايات الطبية الصادرة عن المستشفيات ليست جميعها معدية، وان التي تشكل خطرا على الصحة العامة لا تتجاوز نسبة 20%. واضاف سليمان سيد، ان معظم النفايات في المستشفيات يتم التخلص منها بنقلها مع النفايات البلدية، حيث يتم «طمرها او حرقها في الهواء الطلق»، واعتبر هذه الحلول غير مقبولة، وقال ان الطمر دون اللجوء لمعالجة اولية «خطرا جدا» وقد يؤدي الي تلوث التربة وتسرب السائل السام الصادر عن الطمر الي خزانات المياه الجوفية، وحذر من خطورة نحو (11%) من نفايات المستشفيات، مشيرا الى ان اثرها على البيئة والصحة العامة غير محدد، واعرب عن قلقه من ان ربع نفايات المستشفيات «معدية». ووصف الامين العام لجمعية حماية المستهلك، الدكتور ياسر ميرغني، الوضع داخل المستشفيات ب»المتردي والمتخلف» مطالبا ادارات المستشفيات بتخصيص غرف للنفايات بغرض فرزها، واشار الى ان المحرقة الوحيدة داخل مستشفى الصداقة الصيني متعطلة، مطالبا وزارة الصحة بإيلاء النفايات «بعض الاهتمام». في المنحى ذاته، قال الامين العام للمجلس الاعلى للبيئة، سعد الدين ابراهيم، ان السودان لا توجد لديه استراتيجية واضحة للتعامل مع النفايات الطبية وانما موجهات، مطالبا بحصر الملوثات وكيفية التخلص منها، وشكا من ضعف التمويل في المجال، لافتا الى ان المجلس بصدد انشاء مدونة للسلامة والصحة العامة. وانتقد ابراهيم بشدة عدم وجود تشريعات بشأن النفايات الطبية، بجانب غياب التدريب الكافي، ورأى ان الحرق المكشوف يمثل احدى المشاكل، خاصة وان دور السلطات المحلية ضعيف وزاد «ان الحرق المكشوف للنفايات يعتبر اكثر كارثية».