تجددت فيضانات نهر القاش للمرة الرابعة علي التوالي خلال خريف هذا العام حيث فاض النهر خلال شهر سبتمبر بعد أن فاقت مناسيبه هذا العام حوالي 800 ألف متر مكعب بينما لم تفق معدلاته في العام الماضي 600 ألف متر مكعب وألحق فيضان هذا العام الضرر في مناطق الجمام ، دار المك ، سلام عليكم ، أدار لياي ، تاجوج ، قلسا ، قبلة أوين ، البادوبا ، أدار مالي ، أويتلا حيث خلف القاش أضراراً جسيمة في المحاصيل والخضروات والموالح خاصة محصول البصل ما يعادل مئتي قنطار من تقاوي تم اعدادها في المشتل بجانب خمسين فدان موز غمرتها المياه في سواقي أدم بشارة بجانب مائة خمسة وعشرين بئر غمرتها المياه تماماً كانت تروي عددا كبيرا من المساحات البستانية حيث أكد الباشمهندس عبد الحكيم احمد حسن مدير عام وزارة الزراعة بأن وزارة الزراعة بولاية كسلا قد قامت بحصر الأضرار الزراعية الناتجة عن فيضان القاش لهذا العام بمشاركة اتحاد المزارعين والمنظمات العاملة حيث تم رفع تقرير لمجلس وزراء كسلا وتشكيل غرفة عمليات للحصر النهائي بواسطة مختصين وأضاف المهندس الحسن بأن فيضانات القاش لهذا العام قد ألحقت أضرارا مالية بلغت (6.466) مليون جنيه بعد أن دمر الفيضان وحدتين للري دماراً كاملاً في أدار مالي وتاجوج وأتلف الهدام 340 فدان موز إضافة إلي 170 فدان تم إعدادها للزراعة بجانب 400 رطل من تقاوي الطماطم وتدمير 15 فدان من أشجار الموالح و60 فدان بصل مشتول. وأضاف مدير عام وزارة الزراعة بكسلا بأن مزارعي ولاية كسلا يعانون من أضرار بالغة عقب الفيضان بعد ارتفاع الضرر منذ العام 2003م الذي بلغ 20 مليون جنيه فيما بلغت أضرار الفيضان للعام 2007م (14.127) مليون جنيه. من جهته أكد علي عطا أمين اتحاد مزارعي ولاية كسلا بان عملية ترويض نهر القاش لم تكن بالصورة المطلوبة لأنها تمت عبر الشركات وطالب بإجراء عملية الترويض عبر وحدة الترويض التي تمتلك الخبرة والآليات الكافية لتنفيذ العملية وطالب عطا الدولة بتوفير المال الكافي لعملية الترويض في وقت مبكر حتي لا يحدث الفيضان والضرر وحمل سيادته فيضان هذا العام لوزارة الري التي لم توفِ بإلتزامها بتوفير المال الكافي للترويض بعد أن قامت بتوفير مبلغ إثنين مليون جنيه فقط من جملة 126 مليون تم سدادها في شهر أبريل بدلاً من شهر نوفمبر لذا كان العمل ضعيفاً في شكل إسعافي لم يأتِ بمردود جيد وأكد عطا بأن المبلغ المجاز لعملية ترويض نهر القاش بواسطة وزارة الري مائة مليون دولار لتشييد رصيف حجري داخل حدود الولاية + عراضات لمجري النهر وإزالة الكبري وإكمال الترويض في المناطق المرتفعة لنهر القاش حسب رؤية الخبراء المختصين في الري بجانب إكمال زراعة القطاع النباتي (الغابات) حول النهر التي تحمي جرف التربة ويتم تثبيتها وطالب عطا بتطهير وتأهيل ترع النهر المختلفة داخل المشروع حتي يتم التصريف بالصورة السليمة وجدد مطالب مزارعي ولاية كسلا بتوفير التمويل المبكر لترويض نهر القاش ومشروعه بعد أن ظل تأخر التمويل يمثل أحد العقبات وأضاف بان عدم التزام الدولة بتعوضات المزارعين في الأعوام الماضية قد ترك آثاراً سالبة .