تعود بداية هذا القصة الى العشرين من سبتمبر الماضي، حين حملت صحف اليوم التالي خبرا مفاده ان مسلحين شنوا هجوما غادرا على منزل الاستاذ بمدرسة نيالا الثانوية، حمد النيل كوكو، ما ادى الى مقتل ابنه «أواب» ذي ال12 ربيعا واصابة الثاني «اديب» البالغ من العمر 3 سنوات بجراح مميتة، وذلك اثناء مشاهدتهما التلفاز بمنزلهما الكائن داخل المدرسة، وقال والد الطفلين إن أسباب الحادث تعود إلى قضية متعلقة بدية سابقة كان يمثل الوسيط فيها بين اسرته التابعة لقبيلة العجة النوبية واسرة تابعة للابالة، حيث توفي احد أبناء الابالة نتيجة انقلاب عربة سائقها ينتمي إلى (العجة)، واوضح انه تمت تسوية المشكلة بالالتزام بدفع (13) ألف جنيه تم دفع سبعة آلاف جنيه منها وتبقت ستة آلاف جنيه، ووجه كوكو، الاتهام إلى (ع. ع) بارتكابه الجريمة، مشيرا الى انه تلقى تهديدا بالتصفية عبر اتصال منه عند الساعة الخامسة عصر يوم الحادث إذا لم يتم دفع المبلغ المتبقي، وكشف انه عند الساعة العاشرة ليلا قدم شخص ملثم يحمل بندقية كلاشنكوف لمنزله واطلق النار على ابنيه إثناء جلوسهما امام التلفزيون، مضيفا أن الجاني واصل إطلاق النار حتى بعد ارتكاب جريمته الانتقامية، وقال إن الأجهزة الأمنية داهمت منزل الجاني بعد فتح بلاغ في مواجهته بشرطة نيالا وسط إلا أنها لم تعثر عليه.. والرواية كما يرويها (ع . ع) الذي هو علي عيسى ادريس، تقول ان سائقا كان يقود سيارة انقلبت به، فمات عمه الذي كان يركب معه، ويقول عيسى ل الصحافة ظهر الخميس الماضي بنيالا انه بعد ان سمع بالحادث الذي وقع قبل عام، زار السائق في المستشقى حيث كان يرقد جريحا، واعتبر الأمر قدرا لأن السائق نفسه كان سيموت، ثم اقام كرامة لعمه وذهب لابنائه بموقع اقامتهم ومكث معهم شهرا، وحين عاد الى المدينة وجد ان افراد قبيلة النوبة العجة التي ينتمي اليها السائق قرروا تسوية الأمر، ويقول (جاءني عمدهم في شكل لجنة وجلسوا معي في منزلي، واتفقوا على دفع دية، واقترحوا ان يعملوا بأعراف الرزيقات في الدية، فقيل لهم ان الرزيقات يدفعون اثني عشر مليونا نقدا وواحد مليون كرامة، وبالفعل التزم السائق بدفع المبلغ وقام بالسداد على مراحل الى ان بلغ ما دفعه سبعة ملايين في مدة احدى عشر شهرا، ثم التقيت بعد هذه الفترة بوالد الطفلين المجنى عليهما الاستاذ حمد النيل، وهو لم يكن في اللجنة وليست لديه معرفة بما تم وغير معني بالمشكلة، ولكن بحسن نيته وطيبته تواصل معي لاكمال بقية المبلغ)، ويشهد عيسى بأن حمد النيل والد الطفلين لا يوجد فيه ما يدفع الانسان ليضع نوايا سوداء تجاهه أو حتى ان يهدده بالقتل. ويقول عيسى انه في يوم الحادث اتصل به حمد النيل وقال له ان صاحب الدية سوف يحضر اليوم من كاس، طالبا منه ان يذهبا اليه معا بموقع عمله ليكمل المبلغ الذي عليه، ويقول حين عاودت الاتصال بحمد النيل اخبرني ان الرجل لم يصل، ويمضي ساردا تفاصيل حصوله على البراءة بعد الاتهام الغليظ ويقول (بعد المكالمة اتجهت الى خارج نيالا، حيث كنت وقتها مستعدا للذهاب الى ام القرى، وبالفعل ذهبت ومكثت هناك ليومين وتم الاتصال بي من قيادتي وقيل لي انني متهم في جريمة قتل تحت المادة 130 القتل العمد، وعلي ان احضر فورا، فحضرت فورا وذهبت الى امانة الحكومة وقابلت نائب الوالي ومعه مدير الشرطة، فوجهوني الى قسم شرطة نيالا شمال، وجدت الضباط وقلت لهم لديكم متهم اسمه علي عيسى، قالوا لي (هل احضرته معك)، قلت لهم (انا هو علي عيسى)، فجاء المتحري وأخذ اقوالي، وأكملت الإجراءات، وذهبت بعدها الى المستشار القانوني لقوات حرس الحدود، قلت له انا متهم بالجريمة تلك، فأكمل الاجراءات وذهبت الى الحبس، وتتابعت القضية وانا في الحبس، وجاء الشهود الذين يشهدون على تحركاتي بالدقيقة والساعة منذ أول يوم وحتى ثالث يوم، وادلوا بشهادتهم امام النيابة، وكنت مستعدا لأحضار أي عدد من الشهود، سواء كانوا عشرة أو خمسين أو مائة لأن تحركاتي معروفة للجميع بحكم موقعي في القوات كأمير لقوة)، ويضيف (المهم انني بقيت في الحبس الى ان اكتملت الاجراءات القانونية وتم اخراجي بالبراءة. ولا ينسى علي عيسى ان ينعي على بعض الصحف ووسائل الاعلام تسرعها في الصاق التهمة به وذكرها لاسمه كمدان دون التثبت من جهة تمثله ودون الرجوع اليه، ويقول انه يعمل الآن على رفع دعوى لرد شرفه ضد كل الذين اساءوا اليه.