كم أشعر بالسعادة والرضا وأن أختم مقالاتي المتفرقة عن كتاب د. أحمد البدوي «الطيب صالح- دراسة نقدية» وسعادتي تكمن في تجاوب نفر كريم من القراء الاعزاء عبر البريد الالكتروني والهاتف، وسرني جداً تعليق د. عبد الرحمن محمد النور الاستاذ بجامعة افريقيا العالمية والذي شكرني مشيداً وطالباً مني قراءة كتابه بعنوان موسم الهجرة للطيب صالح تقويم عقدي ادبي، مما زاد اعجابي بكتاب د. أحمد البدوي. نظرت في ديوان الشاعر نزار قباني واطلعت على النقد الذي وجه له رغم البون الشاسع بينه وبين أديبنا الطيب صالح الا ان هنالك قاسماً مشتركاً كما يزعمون هو الخروج عن الاخلاق وبعضهم قال: إن لحظة المرأة في شعر نزار قباني هي لحظة تمرد ارادها نزار خارج الزمن الذي نعيش فاحوال الامة لا تسر ومستقبلها ينذر بالاسوأ ولذا كان الغموض هو دافع نزار قباني للهجرة الى عالم المرأة. نزار قباني كان جريئاً وملماً بما يدور حوله من نقد فكان قاسياً في رده على منتقديه الذين وصفهم بالاغبياء. اذ يقول: عن الاغبياء.. إني دخلت الى مقامر النساء وما خرجت ويطالبون بنصب مشنقتي لاني.. عن شؤون حبيبتي شعراً كتبت أنا لم أتاجر مثل غيري في الحشيش.. ولا سرقت ولا قتلت لكني أحببت في وضح النهار.. فهل تراني قد كفرت. من قال ان الحب عدوان على شرف السماء.. سأظل احترف المحبة مثل كل الانبياء.. واحترف الطفولة والبراءة والنقاء.. أنا أرجو ان اظل كما أنا طفلاًَ يخربش فوق حيطان النجوم كما يشاء.. حتى يصير الحب في وطني بمرتبة الهواء. الا ان حياء اهل السودان الفطري قد حال دون ان يكتب الطيب صالح كلمة واحدة يدافع بها عن رواياته لا سيما موسم الهجرة الى الشمال.. بل انه قد حذف من الرواية ما يظن الناس انه خروج عن الادب فعل ذلك بالدوحة عندما كان أميناً لوزارة الثقافة، ألم أقل انه حياء اهل السودان.. ان الكاتب يرفع شأن وطنه ويسمع صوته للآخرين ويحزن لحزنه ويعلو اسمه في العالمين «ورفعنا لك ذكرك» العالمية التي بحثنا عنها في الرياضة فلم ننلها!! وفي السياسة والحكم الرشيد والشفافية نحن في ذيل الامم، وفي الاقتصاد والمعاش نحن تحت خط الفقر! لكن رغم ذلك كان البريق في الادباء والشعراء والعلماء الافذاذ. الحمد لله بهم شاركنا العالم في النجومية فكان لنا وجود نفاخر به. اول سوداني تترجم اعماله الى كل لغات الدنيا اول سوداني يرشح لنيل جائزة نوبل في الآداب. اول سوداني تتشرف مكتبة الكنغرس الاميركي بضم أعماله بين رفوفها. انه الروائي الفخم من السودان الطيب صالح عليه رحمة الله، قال عنه د. صلاح البندر الطيب صالح عبقري الرواية العربية. اكتسبت مؤلفاته من الانتشار ما لم يستطع ان يناله اي كاتب او افريقي يخطر على بال روحه سبيكة عربية- افريقية الهوى مدعمة بالوجد الصوفي ونار المهاجر وهوامس اهل السودان واحلامهم- واعمال سامقة تذخر بالشخوص والاحداث وتضمر رؤية نقدية للعالم الذي نتحدث عنه نغوص في الجذور نستشرف المستقبل ونتفاعل مع الحاضر» هذه اللوحة الناطقة من خيال ورسم المبدع د. صلاح البندر في تقديمه لكتاب د. أحمد البدوي. عالمية الطيب صالح «الترجمة- الانجليزية، الايطالية، العبرية، النرويجية، الالمانية، الفرنسية، الصينية التشيكية، الفارسية، الاوربية، المجرية، اليابانية، العبرية يقول د. أحمد البدوي ربما كانت هنالك ترجمات لم نقع عليها ولم يبلغنا خبرها او ما تزال في طور الاعداد وكان صلاح أحمد ابراهيم أورد في ثنايا كلام له خبر الترجمة الدنماركية. ٭ الآثار التي جمعها د. احمد البدوي عن الطيب صالح في المجلات الدورية او اقوال العلماء ومفكرين ونقاد وكتب ومحاضرات بلغت 667 أثر. ٭ اما التكريم الاعتراف به باميركا وفريدته موسم الهجرة وفي زيمبابوي جنوب افريقيا والمغرب اكثر من مرة وفي الدوحة والقاهرة وفازت روايته موسم الهجرة بجائزة نهر زفران للرواية العربية ذاكرين في الحيثيات «انها جسر حقيقي للتواصل بين الشرق والغرب». ٭ المرئيات والمسموعات «حصر د. احمد كل ما اذيع بالاذاعات والتلفزيونات عن الطيب صالح بلغ عدداً مقدراً». ٭ الأطروحات الأكاديمية، رسالة دكتوراة وماجستير اكثر من 02.. في الختام كل عبارات الشكر والثناء لدكتور أحمد البدوي الذي افاض علينا بهذا التوثيق الذي عرّفنا بالراحل المقيم الذي نقلنا الى العالمية ندعو الى دراسة الكتاب بل ارجو ان يدرّس في جامعاتنا كمرجع في النقد الراقي الوافي.