حذرت منظمات المجتمع المدني في أبيي من اندلاع احداث عنف بالمنطقة تكون نسخة مكررة من احداث مايو 2008م، التي راح ضحيتها العشرات، مطالبة الامم بحماية المدنيين، بينما قال نائب رئيس ادارية أبيي رحمة عبدالرحمن النور، انه تلقى امس تهديدات بمغادرة المنطقة خلال «72» ساعة. ودفعت المنظمات بمذكرة للأمم المتحدة أمس، طالبت فيها بالتنفيذ الفوري لقرار هيئة تحكيم أبيي، وتكوين مفوضية الاستفتاء الخاصة بالمنطقة. وتجمع عدد من الناشطين المدنيين أمام مباني الأممالمتحدة بالخرطوم أمس ،حاملين لافتات ويرددون لشعارات تؤكد تبعية أبيي للجنوب، وترفض مقترح المؤتمر الوطني بتحويلها الى «منطقة تكامل». وحذرت اللافتات التي حملها المحتجون من التلاعب بمصير أهالي أبيي ، وطالبت بايقاف عمليات استيطان المسيرية. وتسلم مدير الشؤون المدنية بالاممالمتحدة بالخرطوم المذكرة من منظمات المجتمع المدني، وأكد اهتمام المنظمة الدولية بقضية أبيي وادراجها ضمن أجندات مؤتمر نيويورك، وطمأن المتظاهرين برفع المذكرة فوراً لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وحوت المذكرة مطالب للأمم المتحدة لحث الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، على تكوين مفوضية استفتاء أبيي، وتنفيذ قرار لاهاي وبروتكول المنطقة. كما اشارت الى رفضها لمقترح الحركة الشعبية بوضع أبيي تحت رعاية الأممالمتحدة. وقال رئيس منظمات المجتمع المدني لأبيي بالشمال كارلوا، لدى مخاطبته التجمع ومسؤولي الاممالمتحدة، ان مشكلة أبيي اذا لم تحل الآن، فان المنطقة على موعد خلال شهرين فقط لتكرار احداث مايو 2008م ، ما يحول المنطقة الى «لهيب من النار». وأشار الى وجود حشود عسكرية من المسيرية على مضارب المنطقة، قال انهم في انتظار انقضاء الخريف للهجوم، قاطعاً بأن ابناء أبيي لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال أي هجوم يوجه ضد المنطقة، وأكد انهم سيحددون وجهتهم مع نهاية اتفاق نيفاشا في 9 يناير 2011م، قبل ان يشدد «أبيي جنوبية». من جهتها، أمهلت تنظيمات المجتمع المدني بأبيي نائب رئيس الادارية رحمة عبدالرحمن النور، «72» ساعة ابتداءً من امس لمغادرة أبيي، بسبب ما أسمته بدوره السالب في قضايا المنطقة منذ تعيينه نائباً لرئيس الادارية. وقال رحمة، للمركز السوداني للخدمات الصحافية،ان مجموعة من الشباب سلمت رسالة تهديد لسكرتارية المكتب خلال وجوده بالخرطوم، مبيناً أن الرسالة طلبت بوضوح انهاء تمثيل المسيرية في كافة الأجهزة التنفيذية والتشريعية بادارية أبيي، قبل ان يحمل القبيلة مسؤولية أحداث وقعت بمناطق مريال اجاك وماكير وتاج اللي. واتهم نائب رئيس ادارية أبيي، الحركة الشعبية بالوقوف خلف هذه التنظيمات، وقال «ليس هناك بالمنطقة ما يسمى بتنظيمات المجتمع المدني، بل هي أجسام وكيانات تتبع للحركة الشعبية»، مشيراً الى أن مثل هذه التهديدات لا تخيفه ، وان الادارة ماضية في انفاذ موجهات الرئاسة بشأن التنمية والاستقرار. وأكد أن ملتقى أهل أبيي الذي يجري الاعداد له تحت رعاية نائب الرئيس علي عثمان محمد طه، والذي سيعقد قريبا، ستنزل عبره المزيد من خطط التنمية لأرض الواقع.