غياب الديمقراطية عن الاتحادي الديمقراطي المرجعيات جعل حزب الحركة الوطنية شتاتاً!!... جعفر الحاج كتب الاستاذ عبد العزيز الجعلي معلقاً على معركة الانتخابات القادمة مطالباً بأن تكون بشفافية الديمقراطية التي تمارس في الحزب الاتحادي الديمقراطي المرجعيات بقيادة الميرغني ذلك بحسب عبد العزيز ل «الصحافة» 3/12/2009م. محدداً محاور هل منها الشاهد والشواهد على متانة حزب المرجعيات الحارس الامين علي الوطن ووحدته دون غيره ولا بأس فليقل عبد العزيز ما يشاء ان يقول نحو شيخه رئيس الحزب، لكن ما ينبغي ان يوضع في الاعتبار والمرء يكتب ان يعلم ان القارئ الكريم سواء ان كان اتحادياً أو مواطناً سودانياً شاباً أو كهلاً له قدر من الوعي السياسي والاجتماعي يؤهله لفهم ما يكتب فالكتابة ليست للامتداح على كل حال بل هي للبناء وتقويم الاعوجاج ان وجد. وكذلك الامر ليس بمثل ما ذهب إليه عبد العزيز من صيحات يعتقدها حقائق في حق حزب المرجعيات والسيد رئيسه. فالديمقراطية ليست بمصطلح أو عبارة تكتب فحسب بل الديمقراطية قيمة ايدولوجية وخط فكري التزمه حزب الحركة الوطنية منذ تكوينه عام 1943م كأول حزب سوداني وهو حزب الأشقاء بقيادة الزعيم الأزهري أصبح الحزب الوطني الاتحادي بعد أن اندمج فيه الحزب الوطني الاتحادي بقيادة الاستاذ خضر حمد عليه الرحمة وذلك خلال عام 1953م ودعم هذا الخط النضالي تجاه المستعمر سيادة السيد علي الميرغني عليه الرضوان (دون ان يكون له حزب يمثله) وجاء هذا الدعم خلال عامي 46-47 عند بروز فكرة المجلس الاستشاري والجمعية التشريعية، اذ وقف حزب الاشقاء مناضلاً ضد الجمعية التشريعية، وقال الزعيم الأزهري عبارته الخالدة لن ندخلها حتى اذا جاءت مبرأة من كل عيب...!! لذلك يصبح الحديث على نحو ما يقول عبد العزيز في مقاله إن الشعب يعرف قيادته التاريخية المتمثلة في السيد محمد عثمان الميرغني، حديث لا تسنده الشواهد والممارسة منذ تولي الميرغني لرئاسة الحزب وليست بحديث يستهدف، ان يقوم الحزب بدوره الريادي حيال اشكاليات السودان الماثلة، بيد ان كل الشرفاء من أبناء حزب الحركة الوطنية يعلمون ان الميرغني تجاوز وألقى خلفه كل تراث الحزب النضالي الذي طال واستطال بقياداته ملهمة بقيمه التاريخية واستطاع ان يجعل الحزب يدور في فلكه كفرد وليس كمؤسسة. الأمر الذي أفضى إلى ما نحن عليه الآن من شتات يعمل الامناء من أبناء وبنات الحزب ان يكون حزب الحركة الوطنية على نسق المبادئ التاريخية للحزب وهذا ليس (لعب عيال) كما يعتقد بعض (التُبع) بل هي مواقف يسندها فكر هذا الحزب، ان ما ردده عبد العزيز من أمنيات لن تتحقق اليوم أو الغد لأسباب معلومة للكافة اذ لا توجد أي خلفية لممارسة تنظيمية داخل حزب المرجعيات، فبالنظر إلى ما تم من انعقاد مؤتمرات خارج الوطن كانت خطوة سالبة وصناعة انتهت إلى ما استهدفه السيد رئيس الحزب، الأمر الذي قاومه الراحل المقيم السيد أحمد الميرغني عليه الرحمة فقد كان ذكياً ديمقراطياً قصد إلى قيام حزب اتحادي قوي، بيد ان ما يجري الآن داخل الحزب يقف ضد ما ذهب إليه عبد العزيز، ان مصالح الوطن التي تناولها عبد العزيز مقترحاً بان حزبه هو مركب النجاة لتحقيق تلك الاهداف حديث يجعل بالنظر الى واقع السودان اليوم وواقع حزبه ليست بأحلام بل هي صيحات في وادي العدم مع كل تقدير لأن فاقد الشئ لا يعطيه فلا وجود لممارسة ديمقراطية داخل حزب المرجعيات بل لا وجود لأي كادر مقتدر بقيادة السودان، لقد هجر العلماء وأهل الاختصاص الحزب، فالحزب اليوم ليس كالأمس، فاذا استرجعنا ما طرح من مبادئ نضالية من أجل الهوية وسلامة الوطن نجد كثيرا من المياه جرت تحت جسر الحزب مما جعل الضبابية في الرؤية السياسية ديدنه والفردية في اتخاذ القرار هي أساسه وبيننا وبين عبد العزيز ولفائدة الوطن ان يبسط لنا ما يدحض ما ندعيه ان استطاع لذلك سبيلاً بيد ان المناداة بالنضال التاريخي للحزب تصبح رصيداً وطنياً لرجال جمعوا ولم يفرقوا اعطوا ولم يأخذوا صدقوا في المقصد ولم يكذبوا أرشدواواسترشدوا بالنير من الرأي الآخر لذلك تركوا جيلا أمينا ومستأمنا على الرسالة وقضية الوطن «منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» صدق الله العظيم المحامي