نكرس هذا العدد من الملف الثقافي للصحافة للشاعر والناقد محمد محمد علي - وفي الذهن تساؤلات عديدة تطوف بالخاطر عن انتاج محمد محمد علي النقدي والشعري، وما كتب عنه - ونثمن تلك المبادرة التي قامت بها الراحلة د. فاطمة القاسم شداد والتي نشرنا لها قبل اسابيع دراستها القيمة عن العودة الى سنار للشاعر محمد عبدالحي ومراحل تطور القصيدة.. وتأتي التساؤلات حول تلك الاعمال التي اعلن عنها الشاعر على الغلاف الاخير لديوان ألحان وأشجان (1960م).. اي قبل نصف قرن ما مصيرها، ولم يصدر منها سوى لحظات شاردة وهي (ثورة في الجنة) (الوقوف على الاطلال).. (الجمل في الشعر العربي) وهل نأمل ان تتحرك المؤسسات الثقافية لطباعة ونشر هذه الآثار المهمة.. وكان الشاعر محمد المهدي مجذوب قد اكد لي ان محمد محمد علي قد انجز اطروحته للدكتوراة وهي تكملة لرسالة الماجستير وحملت الاطروحة عنوان : «الشعر السوداني في المعارك السياسية 1924 - 1953م» ما هو مصير هذه الدراسة واين ذهبت ولماذا واسئلة كثيرة تطوف في الخاطر.. سؤال آخر، ونحن ندرك ان كلية التربية في جامعة الخرطوم، وقد درس فيها الاستاذ محمد محمد علي ، قد اقرت ان تكون هناك احتفالية خاصة ضمن اليوبيل الذهبي لمعهد المعلمين العالي - كلية التربية - ونرجو ان يكون هناك سمنار نقدي حوله وان يطلق اسمه على احدى قاعات كلية التربية اعترافا وعرفانا بفضله.... وتبقى مهمة اخرى هي الوصول الى آثاره الشعرية التي لم تنشر في ديوانه - بعضها في الصحف كما في القصيدة التي ننشرها اليوم - والبعض الآخر كما قال ب/ عون الشريف قاسم في خزائن الاصدقاء... وهذا الملف وقفة قصيرة رأينا ان نقفها عرفانا بفضله على الثقافة السودانية ومساهمته في ارساء قواعد الحوار الفكري والادبي...