سعادة السفير نأمل ان توصل هذه الرسالة المفتوحة الى رئيس نيجيريا الذي نرجو له ولكم الصحة والعافية وبعد، السودان وقف بصلابة كما تعلمون إبان قيام المتمردين في نيجيريا في بيافرا ورفض السودان تقسيم نيجيريا بأية حال من الاحوال لأن وحدة بلدكم الشقيق فيه مصلحة استراتيجية لكافة الدول الافريقية. ولكن بكل اسف الدول الاستعمارية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية واسرائيل وفرنسا وبعض الدول الاسكندينافية (شمال أوربا) يتدخلون بشكل سافر في شؤون السودان الداخلية ويعملون بكل اسف من اجل تفتيت السودان الى دويلات وكونتونات صغيرة تحارب بعضها البعض. الولاياتالمتحدةالامريكية ذكرت في مرات عديدة على صفحات جريدة الصحافة الغراء انها لا تريد وحدة السودان واستقلاله لأن ا لسودان القوي يهدد المصالح الامريكية كما يعتقدون وهي التي اكتشفت البترول في العهد المايوي وبعد ان تأكد لها ان البترول موجود في السودان بكميات تجارية سحبت آلياتها من مناطق انتاج البترول عن طريق ميناء كوستي الى الكاميرون ،ولو كانت هي تريد مصلحة الجنوبيين وتقدمهم لأبقت آليات حفر البترول في جنوب البلاد...! ولكن بكل اسف بعض الانفصاليين في جنوب البلاد وهم قلة يعملون من اجل فصل الجنوب عن شمال البلاد وهنا نتساءل يا سيادة السفير ماذا يريد الانفصاليون في الجنوب بعد ان تحقق لهم ما كانوا يطالبون به منذ الخمسينيات من القرن الماضي في الحكم الفدرالي وليس الكونفدرالي ومنذ اتفاقية اديس أبابا عام 1972م، يديرون شؤون جنوب البلاد وبعد التوقيع على اتفاقية ابوجا تحصلوا على مزايا عديدة في كافة المجالات ويديرون شؤون الجنوب ويحتلون مناصب قيادية في شمال البلاد فالسيد الفريق سلفاكير يشغل منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية بالاضافة لإدارته شؤون الجنوب والذي حصل في السودان من اجل تحقيق التنمية في الجنوب لم يحصل مثله في كافة دول العالم في شرقه وغربه وجنوبه، فالولاياتالمتحدةالامريكية التي يحج بعض الانفصاليين إليها لم تمنح الحقوق المدنية للأمريكيين من اصول افريقية إلا في عام 1964م، ولكن تسمح بركوب المركبات العامة بالاضافة الى فرض سياسات قمعية لهم وهي كما تعلم يا سعادة السفير شعبها من المهاجرين الذين وصلوا إليها من كافة دول العالم وساهموا في تطويرها وهي بالرغم من ادعاءاتها بأنها تعمل من اجل تحقيق الديمقراطية في كافة دول العالم بعد ان اصبحت شرطي العالم وحتى كتابة هذه الرسالة لرئيسكم من خلالكم يهاجمون الرئيس الامريكي باراك اوباما بحجة انه مسلم وقد ولد خارج الولاياتالمتحدة وكلينتون قد وصفه بأنه كان يقدم له القهوة..! ورفضت وزيرة الخارجية الامريكية دعوته لحضور عقد قران كريمتها وبعض المواطنين البيض يحرقون المصحف الكريم ولم تعمل الحكومة الامريكية على محاكمة هؤلاء المجرمين وتعمل على فرض حصار على ميناء بورتسودان وذلك لمنع تصدير بترول السودان. والنواب في الكونغرس الامريكي يتدخلون بشكل سافر في شؤون السودان ويطالبون الرئيس اوباما بتجديد العقوبات على السودان وهنا نتساءل يا سيادة الرئيس البرلمانات في كل دول العالم تسن القوانين والتشريعات وتنفيذها في داخل دولتها ولكن الكونغرس الامريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب من عجائب القرن الواحد وعشرين ويضغطون على حكومة السودان لكي تجري الاستفتاء في موعدها وإلا فإن الولاياتالمتحدة ستفرض مزيداً من العقوبات أليس هذا تصرف من جانب يدعو للصخرية والاسف وفي عين الوقت فإنها تستخدم محكمة الجنايات الاستعمارية لتخويف كافة الدول الافريقية وهذه المحكمة المسيسة من ألفها الى يائها لم تعمل يا سيد الرئيس على تقديم اسرائيل التي قامت باحتلال الاراضي الفلسطينية منذ الاربيعنيات من القرن الماضي وترفض في عنجهية كافة القرارات التي صدرت من مجلس الامن والاممالمتحدة وذلك لاستخدام الولاياتالمتحدةالامريكية حق الفيتو وهي تقوم بقرصنة في المياه الدولية وتمنع وصول المساعدات الانسانية للمحاصرين في غزة وتمضي قدما في إنشاء المستوطنات في القدسالشرقية واقامت جداراً عنصرياً ورفضت تنفيذ توصيات ريتشارد قولد ستون وذلك بفضل استخدام امريكا لحق الفيتو وتصرفات اسرائيل والولاياتالمتحدةالامريكية في اعتقادي ألغت كافة المنظمات الدولية والاقليمية فأمريكا تدخلت في العراق بالرغم من اعتراض مجلس الامن والاممالمتحدة لتدخلها وفرضت حصاراً على شمال العراق بدون اخذ موافقة من الاممالمتحدة. سيدي: هل بعد هذه التصرفات غير الاخلاقية وغير المنطقية نسمح لها بالتدخل بشؤون بلادنا وانفصال الجنوب لا قدر الله سيكون كارثة بكل المعايير وطبقا لنظرية الديمينو فإن المتمردين في كافة الدول الافريقية سيطالبون بحق تقرير المصير لذا يا سيدي الرئيس نرى ان تعمل نيجيريا التي يحبها الشعب السوداني حبا شديدا ويقدرون شعبها والعديد من المفكرين السودانيين والعلماء كانوا يدرسون الطلاب في شمال نيجيريا وعلى رأسهم فقيد البلاد الراحل ا لبروفيسور عبدالله الطيب طيب الله ثراه. وانما يجري في السودان مأساة بكل المعايير بالرغم من ان السودان منح إخوتنا في جنوب البلاد كافة المزايا ويحكمون الجنوب بأنفسهم، وكما ذكرت آنفا فإن ما حصل في السودان لم يحصل مثله في كافة دول العالم وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية فالسودان افريقيا مصغرة تجد فيه النيجيري والملاوي والتشادي والكامروني.. إلخ وهم يعيشون في السودان في سلام،ولم يتعرضوا لأية مضايقات بينما الاوربيون يطالبون حتى الذين تحصلوا على جنسيات بالرجوع الى بلادهم...!! سيدي الرئيس ان مطالبة المسلمات في كافة الدول الاوربية بخلع النقاب ومنع استخدام المآذن هل هذا نوع من الديمقراطية على الطريقة الامريكية والاوربية، انما يجري في الساحة الاوربية ضد الافارقة وغيرهم من المهاجرين وصمة عار لاوربا الى ان تقوم الساعة . ثم لماذا يعملون على ضغط حكومة السودان بإجراء الاستفتاء في موعده بالرغم من ان الحكومة كررت في مرات عديدة انها ملتزمة ادبيا واخلاقيا باجراء الاستفتاء في موعده ولكن اللوبيات الاسرائيلية والمجموعة السوداء في الكونغرس الامريكي ينظمون المظاهرات للضغط على السودان بالرغم من ان السودان لم يرفض اجراء الاستفتاء في موعده لذا نرى يا سيدي الرئيس ان تعمل على رفض انفصال جنوب البلاد عن شماله لا سيما وان الذي تحقق للجنوبيين في السودان لم يتحقق مثله في مختلف دول العالم. ان انفصال الجنوب لا قدر الله سيكون اهانة للقادة في القارة الافريقية وسيكون بداية النهاية لإلغاء كفاة المنظمات الافريقية مثل الاتحاد الافريقي وايقاد وغيرها من المنظمات التي اقمتموها. زعماء الافارقة وعلى رأسهم كوامي نكروما رئيس غانا الراحل قد طالب بتكوين حكومة افريقية واحدة وكذلك احمدو أوبيلو في نيجيريا وغيرهم من الزعماء الذين عملوا من اجل وحدة افريقيا وهم الذين اسسوا منظمة الوحدة الافريقية وطالبوا بإبقاء الحدود على ما هي عليه بين الدول من اجل تفادي المشاكل. ان انفصال جنوب البلاد سيكون كما ذكرت اهانة بالغة لنا جميعا وبداية لتدخل الاستعمار في شؤون الدول الافريقية وعلى رأس هذه الادوات محكمة الجنايات الاستعمارية والآفريكوم (قوات التدخل السريع).. اخيرا يا سيدي نرى ان توجه هذه لرسالة لأهلنا في جنوب البلاد ماذا تريدون انتم بعد ان تم تحقيق كافة مطالبكم وتحدثكم عن البترول بصورة منتظمة ليس منطقيا فالذي اكتشف البترول اخوانكم في شمال البلاد .. والله من وراء القصد... خارج النص: أيها السادة في السودان كما ذكرت في مرات عديدة ان انفصال جنوب البلاد عن شماله سيؤكد عجزنا وستحكم علينا الاجيال القادمة بأننا قد فشلنا في المحافظة على وحدة السودان وتماسكه ونعمل بكل اسف في الاستجابة للضغوط الامريكية والغربية ،وعلينا ان نعمل على تسجيل اسماء الجنوبيين في كافة مدن الجنوب وان نتأكد بكل دقة ان الجنوبيين سجلوا اسماءهم في سجل الانتخابات ولا نستجيب لدعوات الولاياتالمتحدةالامريكية والنرويج وغيرها من الدول الاوربية التي تريد تمزيق السودان. ايها السادة في السودان ان الموافقة لمنح حق تقرير المصير لجنوب البلاد في اعتقادي كان مأساة بكل المعايير ونقول للذين يعملون لعقد مؤتمر في لندن لإلغاء الحكومة الحالية نقول لهم كنا سنكون سعداء لو طالبتم بوحدة السودان واستهجان واستنكار التدخل الامريكي في شؤون بلادنا وانتم قد وافقتم في ارتريا على منح حق تقرير المصير للجنوبيين وانتم تمثلون انفسكم ولا تمثلون الشعب السوداني البطل. وبعد توقيعكم على هذه الاتفاقية وقعت حكومة الانقاذ لذا يجب علينا ان نعترف بأخطائنا في حق السودان والسودانيين وان نتسامح. وفي جنوب افريقيا عملت الاقلية البيضاء في تحقيق معازل البشرية ولكن الزعيم نيلسون مانديلا الذي مكث في السجون العنصرية لمدة 72 عاما خرج مرفوع الرأس ورأى ان الاقلية البيضاء بالرغم من عنصريتها وحقدها لأصحاب البلاد الاصليين انها الدولة الوحيدة التي يمكن ان نصفها بالدولة المتطورة في كافة المجالات. والزعيم مانديلا اقام محكمة انتقائية لمحاكمة الذين ارتكبوا جرائم في حق الافريقيين اصحاب البلاد الاصليين وهنا نقول لسامو مبيكي رئيس جنوب افريقيا الاسبق الذي يقوم بجولات مكوكية للسودان لماذا لم يطالب بتحقيق ما طبقه في بلاده مثل المحاكمة الانتقائية؟!! نرجو من الله لسوداننا الاستقرار والتوفيق انه نعم المولى ونعم النصير.