سعادة رئيس جمهورية كينيا بالسودان، نأمل ان توصل هذه الرسالة المفتوحة الى رئيس جمهورية كينيا المحترم الذي نرجو له التوفيق والنجاح، نحن في السودان نحب ونقدر الشعب الكيني الشقيق واستقبالكم لاخيكم المشير عمر حسن أحمد البشير في بلدكم الشقيق بالرغم من الضغوط الاستعمارية التي مورست لشخصكم الكريم من قبل الدوائر الاستعمارية ، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية وفرنسا والنرويج والمانيا وغيرها من الدول التي تعمل على بلغنة القارة الافريقية واستنزاف ثرواتها وتستخدم محكمة الجنايات الاستعمارية لارهاب رؤساء الدول الافريقية، وما نراه في جنوب السودان دليل ساطع على ما ذهبنا اليه، فالولاياتالمتحدةالامريكية التي قامت بتدمير العراق وتشن حربا ظالمة في افغانستان بحجة محاربة الارهاب رفضت في عنجهية مثول جنودها امام هذه المحكمة الاستعمارية. سيدي الرئيس، ان ما يجري في ساحة بلادنا يدعو للحزن والاسف فبالرغم من اننا في السودان ديمقراطيون بطبعنا ونحب الخير لجيراننا ونستضيف المئات من اللاجئين الذين لجأوا الينا من دولة افريقية ونعتبر اللاجئين اخوة لنا ولم نتدخل في شؤون الدول الاخرى، فان الولاياتالمتحدةالامريكية واسرائيل تعملان على تفكيك السودان باعتبار ان السودان يهدد المصالح الامريكية والاسرائيلية في الولاياتالمتحدةالامريكية التي تضغط على الحكومة السودانية للاسراع في اجراء الاستفتاء بالرغم من ان الحكومة التزمت بأنها ستجري الاستفتاء في موعده في يناير القادم، وهنا نتساءل يا سيدي الرئيس، الولاياتالمتحدةالامريكية تدافع عن اسرائيل وتستعمل حق الفيتو لمنع صدور اي قرار يدين اسرائيل بالرغم من انها تحتل اراضي عربية في غزة والضفة الغربية ومزارع شبعا ومرتفعات الجولان «محافظة القنيطرة»، وشنت حربا ظالمة في غزة ودمرت البنية التحتية وقصفت مباني الامم المتحدة وترفض في عنجهية ممجوجة الانصياع لتوصيات ريتشرد قولدستون، وتعمل على تعكير العلاقات بين دول حوض النيل ، وترفض التوقيع على اتفاقية منع الانتشار النووي بالرغم من انها تملك كافة اسلحة الدمار الشامل وتهدد بها المشروعات الاستراتيجية في الدول العربية والاسلامية وتحرض الولاياتالمتحدةالامريكية لكي تقوم بالعدوان على ايران، وهنا نتساءل يا سيدي الرئيس، فان اسرائيل تمتلك اسلحة الدمار الشامل وجعلت من نفسها قرصان تفرض سيطرتها على المياه الدولية وتمنع وصول المساعدات الانسانية لقطاع غزة، وقامت كما نعلم باغتيال ثمانية من الجنود الاتراك في السفينة مرمر، وقامت ايضا بانشاء جدار عنصري، ولم تنفذ القرار التاريخي الذي اصدرته محكمة لاهاي، برغم كل هذا فان الولاياتالمتحدةالامريكية التي تدعي الديمقراطية ولا تطبقها وقيامها بغزوها للعراق بحجة وجود اسلحة الدمار الشامل واغتيالها للملايين من الابرياء العراقيين وسجن المئات منهم في سجن ابو غريب وغوانتنامو، بالاضافة الى السجون السرية في معظم دول العالم، وتهدد السودان بانها ستفرض عليه العديد من العقوبات وستفرض حصارا على ميناء بورتسودان لمنع تصدير البترول بالرغم من ان شركتها شيفرون هي التي قامت باكتشاف البترول وكان مقرها الخرطوم «2» ، ولكنها بعد ان تأكد لها وجود البترول بكميات تجارية سحبت آلياتها من مناطق انتاج البترول عن طريق ميناء كوستي الى الكاميرون. ولو كانت امريكا تحب الجنوبيين لابقت آليات حفر البترول في جنوب البلاد ، ولكنها كما يعلم الجميع ان وجود السودان وهو اكبر دولة افريقية يهدد مصالحها في افريقيا ، وهنا نتساءل يا سيدي الرئيس، الاستعمار البريطاني حكم السودان جنوبه وشماله وغربه لمدة خمسين عاما تقريبا وطبق «سياسة فرق تسد» ونفذ المناطق المغلقة لكي يمنع التواصل بين شطري البلاد ولم تعمل على انشاء فروع لجامعاتها وتشييد البنية التحتية والمستشفيات ومنح فرص التعليم للجنوبيين، ولكن كما يعلم العاملون في مجال الدراسات الدبلوماسية والقانونية انها حرضت اهلنا في الجنوب قبل خروجها من السودان في عام 1955م حيث قام بعض الجنوبيين بذبح اخوانهم من الشماليين، وبالرغم من ذلك فان اهليهم في شمال البلاد رحبوا باخوانهم من جنوب البلاد وذهب الكثير منهم الى الجنوب لتعمير الجنوب، وتم انشاء جامعة جوبا واعطيت الفرصة للآلاف من الطلاب الجنوبيين والجنوبيات للدراسة في مختلف المراحل التعليمية ومنذ التوقيع على اتفاقية اديس ابابا عام 1972م يدير شؤون الجنوب الجنوبيون وكان حكيم السودان السير ابيل الير كان يدير شؤون الجنوب بالاضافة الى شغله منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية وشغل الفريق جوزيف لاقو منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية بالاضافة الى ادارته شؤون الجنوب وحاليا الفريق سلفاكير يشغل منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية بالاضافة لادارته شؤون الجنوب. واتفاقية ابوجا يا سيدي الرئيس، كما تعلم وانت سيد العارفين حققت للجنوبيين مزايا عديدة لا يمكن حصرها، وكما ذكرت لم يحصل مثله في كافة دول العالم بما فيها الولاياتالمتحدةالامريكية، فامريكا لم تمنح الامريكان من اصول افريقية الحقوق المدنية الا في عام 1964م ولم تسمح لهم بالركوب في المركبات العامة، وقد ذكرت كونزاليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابق انها في جولاتها المكوكية لم تجد امريكيا من اصول افريقية يعمل في سفارات بلادها بينما في السودان يشارك الجنوبيون في الحكومة المركزية ويشغلون وظائف قيادية مثل وزارة البترول والخارجية.. الخ سيدي الرئيس، ان محكمة الجنايات الامريكية التي هي مسيسة من ألفها الى يائها انشئت خصيصا لمحاكمة الافريقيين. بالاضافة الى ما سبق فانها تضغط على الدول الافريقية لكي تكون مقرا لافريكوم «قوات التدخل السريع» ، وهنا نتساءل هل الافارقة عاجزون لحماية بلادهم حتى تعمل امريكا على حمايتهم عن طريق افريكوم. سيدي الرئيس، ان طلب محاكمة المشير عمر أحمد البشير في اعتقادي اهانة بالغة للقارة الافريقية، لذا نأمل يا سيدي الرئيس، ان تقفوا صفا واحدا لصد كافة التداخلات الاستعمارية في شؤون الدول الافريقية والعمل على وحدة السودان، لاسيما وان انفصال جنوب البلاد لا قدر الله وطبقا لنظرية الديمينو بان تطالب الاقليات في كافة الدول الافريقية بانفصالها. سيدي الرئيس، نحن في السودان نحب كينيا وقد غنى الفنانون السودانيون اغاني للزعيم الراحل جومو كنياتا. ان وحدة السودان وتماسكه في صالح كافة الدول الافريقية ونحن في السودان عارضنا انفصال اي جزء من اجزاء الدول الافريقية وحين قام بعض المتمردين بفصل اقليم من نيجيريا «بيافرا» رفضنا لان في انفصاله تهديد لكافة الدول الافريقية لذا يجب علينا جميعا ان نعمل من اجل الوحدة الافريقية ونحافظ على وحدة الدول الافريقية، فالزعماء التاريخيون مثل الزعيم الغاني الراحل كوامي نكروما كان يطالب بتكوين حكومة افريقية واحدة، وكذلك أحمد سيكوتوري زعيم غينيا الراحل واسماعيل الازهري وجمال عبد الناصر كانوا ينادون بالوحدة الافريقية. ان انفصال الجنوب سيكون اساءة بالغة للافريقيين وسيؤكد للعالم عجزنا في القارة الافريقية عن حل قضايانا في داخل البيت الافريقي، لذا نرى ان تعمل على عقد اجتماع مع اخوانك من زعماء الدول الافريقية لمنع انفصال الجنوب باي حال من الاحوال، وفي نفس الوقت ان ترسل رسالة الى الانفصاليين في الجنوب وهم قلة انكم لن تسمحوا باستخدام ميناء ممبسا لتصدير بترول الجنوب، مع العمل ايضا على الاعتراض للحكومة التي تعمل الدول الاوربية على اقامتها في الجنوب. والله من وراء القصد خارج النص: سادتي في السودان العزيز، ان تضامننا ووقوفنا صفا واحدا امام التهديدات الامريكية يعتبر فرض عين وليس فرض كفاية، وعلينا ان ننبذ الخلافات في سبيل وحدة السودان وتماسكه وكما ذكرت في مرات عديدة على صفحات جريدة الصحافة الغراء نحن نعارض طرد الجنوبيين من شمال البلاد لا سيما وان المئات منهم انصهروا في بوتقة اخوانهم في شمال البلاد، ثم اتساءل كيف سنميز بين الانفصالي والوحدوي هل عن طريق «شلوخ الشايقية والدنقلاوية» فالذي تم تشليخه على الطريقة الدنقلاوية فهو انفصالي والذي تم تشليخه علي طريق الشايقية فهو وحدوي وشر البلية ما يضحك كما يقولون. ونحن في السودان قد ارتكبنا اخطاء يجب علينا ان نعترف بها مثل استخدامنا الوحدة الجاذبة والانفصال السلس وغيرها من المصطلحات التي لا نجد مثلها في كافة قواميس العالم. ايها السادة، الشعوب في الشرق والغرب تعمل على التمسك بوحدتها لان في الوحدة النجاة لها. وبعض الصحف في بلادنا تعمل لاثارة الفتن بين افراد المجتمع وكان من المنطقي ان تعمل على تحقيق الوحدة والانسجام بين افراد الشعب في السودان وانا باعتباري اول سوداني يحمل لصنف الصحافة من جامعة القاهرة الام في الستينات من القرن الماضي ان بعض الصحفيين وهم قلة لا يتقيدون بالمنهج الاخلاقي في سبيل الحفاظ على وحدة السودان. ايها السادة ،التمسك بوحدة السودان هو التحدي الذي يواجهنا والسودان يمر بمنعطف خطير يكون او لا يكون، نرجو من الله سبحانه وتعالى الوحدة والتوفيق لسوداننا الذي نضعه في حدقات عيوننا. دكتوراة في فلسفة التربية من جامعة كيندي ويسترن الامريكية