بين الحلم والواقع محطات ومؤشرات تستوجب استصحاب معينات التغلب على الصعاب مردها طرح الحلم وتبنيه ثم الاقتناع به وبمردوده، وقبل هذا وذاك العزيمة والاصرار التي تتعاظم اهميتها عندما يتوشح الحلم بلباس القومية ...ظل تاهيل استاد الموردة حلما يراود عشاقها ردحا من الزمن باعتباره وفاء لشيخ الاندية السودانية الذي عانى الاهمال طويلا وهو صاحب الجهد المقدر في خارطة العمل الوطني السياسي والثقافي قبل الرياضي فمن بين ازقتها وحواريها برزت رموز اثرت مختلف الساحات منهم المناضل علي عبد اللطيف والدرديري محمد عثمان وخالدة زاهر اول طبيبة سودانية والقائمة تطول لكل ذلك الارث والتاريخ الضارب في الجذور استبشرت القاعدة الموردابية خيرا وتنفست الصعداء بعد توجيه رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشيرقبل اكثر من ثلاث سنوات بتكوين لجنة عليا لتاهيل استاد الموردة، ضمن سياسة الدولة الرامية لتأسيس البنيات التحتية في مختلف المجالات بعد ان وضعت الحرب اوزارها سيما وان الرياضة اضحت رقما لا يمكن تجاوزه في حياة الشعوب وسفارة شعبية لتوطيد العلائق ،فالقرار في حد ذاته يمثل نوعا من الوفاء لاحفاد علي عبد اللطيف وصحبه وتوج توجيه الرئاسة بقرار من والي الخرطوم الاسبق المتعافي بتكوين لجنة قومية عليا للتأهيل برئاسة الوزيرالمثابر كمال عبد اللطيف وزير الدولة بمجلس الوزراء الرياضي المطبوع الذي تشهد له ساحات الرياضة بالتفاني، فهو شخصية لا تعرف الفشل تزكية اعماله وجهوده التي تمثلت بعض منها في استاد ودنوباوي حين لبس حلة زاهية وضمت اللجنة ممثلين لمجلس الموردة وقتها على رأسهم رئيس النادي الباشمهندس الرشيد ميرغني والسكرتير عز الدين الصبابي والسر وقيع الله و العديد من الشخصيات التنفيذية ومختلف الرموز الرياضية بجانب الرياضي القح هاشم هارون رئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة والذي اوفى بكامل التزامات وزارته تجاه المشروع ، بجانب ابن امدرمان ومعتمدها آنذاك د0 الفاتح عز الدين ليكثف بقية الاعضاء (سيما المقرر احمد دولة الذي نزع لونه الازرق وتوشح بلباس القومية الاوسع) اتصالاتهم بالشركات ومؤسسات المجتمع المدني وارسال الوفود للخارج استقطابا للدعم ليكون نتاج كل ذلك توقيع العقد مع احدى الشركات الوطنية في شهر رمضان من العام 7002 تمهيدا لانطلاقة العمل بتكلفة تبلغ قرابة ال 30 مليون دولار. ودارت دورة الايام وواجهت المشروع العديد من الصعاب جراء عدم وفاء بعض الجهات بالتزاماتها ساعتها تسرب اليأس رويدا رويدا في نفوس عشاق الموردة وقاعدتها وهي ترى حلمها يتسرب تسرب الماء من بين الاصابع وفي المقابل ظل اعضاء اللجنة برئاسة الوزير كمال عبد اللطيف وزير الدولة بمجلس الوزراء ونائبه هاشم هارون يعملون في صمت رغم مهامهم الاخرى ويطرقون كل السبل لقناعاتهم وايمانهم بان مشروعاً بتلك الضخامة لابد ان تعتريه بعض الصعاب وظل مقرر اللجنة احمد دولة حلقة الوصل بين اللجنة وكافة الجهات والمؤسسات ليلتقط والي الخرطوم الحالي د0 عبد الرحمن الخضر واركان حكومته القفازبادراج المشروع ضمن خطط الولاية التنموية ليتجدد الامل في نفوس القاعدة الموردابية وتتصاعد وتيرة التفاؤل وتكثف اللجنة من اتصالاتها واجتماعاتها ويتوج جهد الرجال ليأتي الثالث عشر من فبراير عام 2010يوما تاريخيا واستثنائيا في سجل نادي الموردة شيخ الاندية السودانية، ففيه تم تدشين العمل في تأهيل الاستاد في احتفال كبير تزامن مع نفحات مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم، فمنذ الصباح الباكر تقاطرت الاسرة الموردابية صوب استادها لتشهد تلك اللحظات التاريخية التي طال انتظارها وترى حلمها الكبير يتجسد على ارض الواقع في لحظات استثنائية من عمر الزمان نحرت فيها الذبائح وتلي القرآن كخير استهلالية ايذانا ببدء العمل في المشروع في مرحلته الاولى والتي تشمل المدرجات الشمالية والشرقية والغربية التي تكفلت بها ولاية الخرطوم عبر ميزانية المجلس الاعلى للشباب والرياضة ويعلن نائب الرئيس هاشم هارون في الاحتفال ( ان هذا الحضور الكبير من قبل مختلف الوان الطيف الموردابي يدل على ان هنالك حماسا كبيرا لهذا العمل والذي يمثل اضافة حقيقية للرياضة في السودان عامة وولاية الخرطوم خاصة ( ،فالموردة هي الضلع الثالث لمثلث القمة وسيكون لها استاد يشرف تاريخها الحافل بالانجازات والانتصارات) مزيلا ما اعترى النفوس من هواجس عدم الاستمرارفي المشروع مؤكدا توفير متطلبات المرحلة الثانية والتي تضم المقصورة والملعب والمساطب الجنوبية كاشفا عن مبادرة الرئيس الجزائري بوتفليقة بالمساهمة في دعم الاستاد، واضاف (ووجدنا ترحيبا كبيرا من قبل السفيرالجزائري الذي وعد بزيارة نادي الموردة خلال الايام المقبلة وتابع بمجرد صب الاعمدة الخرصانية سوف نقوم بدعوة رئيس الجمهورية عبر نفرة كبرى سيكون لها اثر كبير في استقطاب مزيد من الدعم سيما وان المشروع يشمل العديد من الملاعب والصالات والمنشآت الاخرى. ) لينطوي يوم سيظل خالداً في تاريخ الهلب اكده رئيس رابطة مشجعي الموردة محمد حامد الجزولي وهو يثمن جهود اللجنة العليا وخاصة مجهودات الوزير كمال عبد اللطيف وهاشم هارون ود0الفاتح عز الدين معتمد امدرمان السابق والمقرر احمد دولة الذي اكد وطنيته وقوميته ونتمنى ان يكون هذا اليوم بداية النهضة لنادي الموردة وعودة لسيرتها الاولى ... وختاما لابد من القول إن ما بين الفكرة والواقع مسافات تبدلت خلالها المواقع والاشخاص وظل الحلم القاسم المشترك ، فحري بنا ان نمدد آيات الوفاء والتقديرلتشمل كل من ساهم في هذا العمل بدءا من مجلس الموردة السابق برئاسة االباشمهندس الرشيد ميرغني ومرورا بالسكرتير عز الدين الصبابي والسر وقيع الله وانتهاء بمعتصم الفكي المدير التنفيذي الذين كان لهم شرف تبني الفكرة ورعاية البذرة ليأتي المجلس الحالي بقيادة البروف عبد الهادي تميم واركان حربه مواصلا المسيرة بذات الوتيرة مجسدا احلام وتطلعات مختلف الوان الطيف الموردابي، قاطفا الثمار ليسجل الجميع اسماءهم باحرف من نور في صحائف شيخ الأندية السودانية، لتكون مرجعا للاجيال واستلهاما لمعاني الانتماء اما اللجنة العليا للاستاد فيكفيها شرف الوفاء للعهد في وقت قل فيه الوفاء .