فجع الوسط الصحفى والاعلامى والفنى صباح الخميس المنصرم، برحيل المغفور له بإذن الله صلاح الدين محمد يس مدير المنتدى العائلى ورئيس منظمة المنتدى العائلى، الذى داهمته المنية فلبى نداء ربه راضيا مرضيا والموت حق. وكان الراحل صلاح انموذجا للانسان المتواضع الجميل المحب لوطنه واهله، والمهموم بقضايا المجتمع وتنويره، وافنى زهرة جهده ووقته فى تطوير منبر المنتدى العائلى الذى ظل يشكل نافذة مضيئة فى ليالى الخرطوم تضج بالحيوية والنشاط الفنى والثقافى، وفى تفاصيل كل تلك اليالى كانت بصمة الفقيد حاضرة، ولم يكتفِ الراحل بذلك بل أسس منظمة المنتدى العائلى لتكريم المبدعين التى كانت خلال شهر رمضان المنصرم مسرحا يوميا لاشكال وألوان من البرامج الروحية والثقافية التى استطاعت أن تستقطب اهتمام الكثيرين، وكان صلاح على علاقة وثيقة بأهل الفن والإعلام ونجوم المجتمع والسياسة، ومحط احترام الجميع، فقد عرفته عن قرب من خلال حضوره المستمر الى صالة تحرير الصحيفة وهو يحمل بطاقات الدعوة واخبار منتدى العائلى التى كان يحرص على نشرها، ولاتزال تحاصر ذاكرتى ملامح ووجه والابتسامة الودودة وهو يسلمنى برنامج المنظمة الخاص بشهر رمضان، ويدعونى تلك الفعاليات. وفى هدوء رحل ذلكم الرجل الجميل والسودانى الاصيل، وبرحيله تفقد المنابر والمنتديات والخرطوم ابنا بارا انجز ما سوف يخلده فى ذاكرة الناس والمجتمع. والرائعين من امثال الفقيد صلاح قلة فى زمن الانكفاء على الأنا والتفكير فى حسابات الربح والانشغال بالمصالح الذاتية والآنية التى لا يفكر اصحابها فى لحظة النهاية التى لا يعرف احد اين تنتظره فى صباح أم عشية وكيف ستكون.. اللهم نسألك أن تتقبله مع الصديقين وتغفر له وتسكنه فسيح جناتك وتوسع مرقده، والتعازي لأسرته الصغيرة وأهله واصدقائه و «إنا لله وإنا إليه راجعون». فى حضرة كل موت تقفز الى ذاكرتى أبيات قصيدة غناء العزلة للشاعر الصادق الرضى واكتب بحبر جديد.. الحزنُ لا يتخيّر الدمعَ ثياباً كي يُسمّى فى القواميسِ .. بكاء هو شىءٌ يتعرى من فتاتِ الروحِ يعبرُ فى نوافيرِ الدمِ الكبرى الحزنُ فينا كائنٌ يمشي على ساقين دائرةٌ تطوِّف في فراغِ الكون تمحو من شعاعِ الصمتِ ذاكرة السكون المطمئنة [email protected]