تمكنت عائلة اللاجئ السوداني، صديق الماحي الحاج العوض، من الحصول على تصديق من السلطات المصرية المختصة بدفن طفليه زهرة (5 أشهر) ومحمد (4 سنوات) بمقابر مصر الجديدة بعد ان احترقا لحد التفحم في منزلهما الأربعاء الماضي في حي المطرية بالقاهرة بسبب التماس كهربائي. ولكون الماحي يحمل بطاقة اللجؤ كوثيقة هوية، فإنه اصطدم بتعقيدات بالغة في إجراءات التصديق بدفن الموتى من السلطات المصرية، كما واجه صعوبة في قبول طفله المصاب في المستشفيات ، وفي الحصول على إذن بدفن طفليه المحترقين. وتعيش اسرة الماحي، بحسب «مركز دراسات السودان المعاصر قسم الرصد»، ظروفا صعبة بعد ان فقدت المأوى حيث ان الشقة خاضعة الان لاجراءات التحقيق حول ملابسات الحادث، ولا تحظى الاسرة المكلومة بتقديم أي نوع من المساعدة من المنظمات الإنسانية العاملة في خدمة اللاجئين. وكان الطفلان المحترقان ومعهما شقيقان آخران هما وحيد (5 سنوات) ونور (عامان) نائمين داخل شقتهم بينما كان والدهم بالعمل ووالدتهم غائبة، ونجا الطفلان الأخيران و هما لا يزالان في حالة صحية حرجة بسبب الاختناق بالدخان. وتمكن مصريون ولاجئون سودانيون من تقديم يد المساعدة وإنقاذ حياة الطفلين في وقت متأخر ، وشخص خامس كان مريضا بالشقة. ونقل الطفل «محمد» إلى مستشفى الزيتون وهو في حالة بالغة الحرج، ثم إلى مستشفى الدمرداش حيث توفي هناك في اليوم التالي للحادث ، بينما نقلت جثة الطفلة زهرة التي تفحمت إلى مشرحة السيدة زينب بواسطة سيارة المطافي، ولم تتمكن العائلة من استدعاء سيارة إسعاف لأن اللاجئين لا يتمكنون من دفع فاتورة سيارة الإسعاف، ولم يكن من الممكن أيضا إسعاف الطفلين المصابين لتكلفة العلاج في مصر للاجئين؛ وهما لا يزالان يعانيان ضيقا في التنفس وحروقا في جسديهما، وتعيش والدتهم هيبات عبدالباقي وضعا نفسيا حرجا اثر الصدمة النفسية الحادة التي تعرضت لها جراء الحادث، وقد أغمي عليها وهي ترى مشهد طفليها المشويين. واللاجئ صديق العوض في أول الأربعين من عمره؛ وتنحدر أصوله من الجزيرة أبا بولاية النيل الأبيض، وصل إلى القاهرة في 2000 وتقدم بطلب حماية إلى مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وقبلت حالته غير انه ظل ضمن (ذوي الحالات العالقة) من اللاجئين في مكتب المفوضية هو وأسرته، واستمر يعمل مع زوجته بأعمال هامشية من اجل تغطية نفقات المعيشة. وتعد حادثة احتراق الطفلين «محمد وزهرة» المؤلمة ضمن سلسلة حوادث مأساوية مات فيها أطفال اللاجئين السودانيين في الشقق السكنية نتيجة إشعال الغاز أو الاحتراق بالكهرباء أو السقوط من الطوابق العلوية، وانه في ظل الظروف المعيشية الهالكة للاجئين فإن الوالدين مضطران لترك الأطفال وراء أبواب مغلقة في شقة السكن من اجل العمل للطعام وتكاليف الإيجار والعلاج.