تجمع صبيحة 16 فابروي بالساحة العام وسط مخيم السلوم مئات من اللاجئين السودانيين نزلاء المخيم بعد سماعهم خبر وفاة صديقهم المريض الباقر عبد الشافع داخل سيارة الإسعاف التي من المفترض تقله ألى المستشفى . وتوفى عبد الشافع إثر تلقيه جرعة علاجية زائدة أثناء نقله من المخيم الصحراوي . واللاجئ المتوفي هو الباقر عبدالشافع بكر ( 28 عاما ) تسكن عائلته حي الرديف بمدينة الفاشر بإقليم دارفور الشمال . انهى دراسته في جامعة نيالا قبل هجرته إلى ليبيا نتيجة تعرضه لمضايقات ؛ حيث ضمن العمال السودانيين الفارين من جحيم الحرب الأهلية منذ نحو عام .
وكان عبد الشافع مصابا بدأء السكري وذكر أصدقائه " أن السكر في دمه إرتقع الى 450 في الوقت قدم الطبيب له 2 لتر من الجلكوز " مما سبب في تدهور صحتها ؛ وفارق الحياة بعد عشر ساعات من ذلك داخل سيارة الإسعاف قبل مغادرة أبواب المخبم. وقد نظم اللاجئون تجمعا سلميا بالمخيم عقب إنتشار نبأ وفاة عبد الشافع تحدثوا فيه ألى مندوب منظمتي الهجرة الدولية والمفوضية السامية للاجئين .
و يعتقد أصدقائه إهمالا متعمدا في وفاته ؛ وكان يفترض بإدارة المخيم نقله في الوقت مناسب إلى مستشفى مطروح بحسب رأي اللاجئيين . ويعزى وفاة عبد الشافع نتيجة لعدة عوام أبرزها تأخير نقله في الوقت المناسب وعدم إكتراث القائمين بأمر المخيم الذي يتولى الإشراف عليه فريق مصري مشترك من منظمة الهجرة الدولية و المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (IOM) and (UNHCR). ويذكرون أنها حالة من عدة حالات مرضية بين اللاجئين . ويذكر اللاجئون أن هناك ثلاثة حالات ولادة حدثت للاجئات بالمخيم تمت في ظروف طبية حرجة للغاية ؛وضعت إحداهن داخل المخيم بسبب تأخر إجراءات تحويلها إلى المستشفى في وقت دأب الطبيب على التأخر في الحضور باكرا للمعسكر مما إضطرت الممرضة المتعاونة وموظفة عن منظمة الهجرة الدولية (IOM) من مساعدتها لتلد داخل حجرة صغيرة تستخدم كعيادة تسمى (كرفان) .
ويبلغ حجم العيادة الصغيرة بالمخيم (كرفان) مترين ونصف المتر مربع كما يقول اللاجئيون الذين تدخل بعضهم للمساعدة في توليد الحالة ؛ في ظل إنعدام كافة المعينات المساعدة لمثل هذه الحالات " لولا لطف الله العلي القدير لماتت هي ومولودها، وبعد معانات وإجتهاد العريفين من اللاجئين تم العملية بسلام." كما ذكر متحدث من المخيم.
وهي حالة مشابهة للاجئة ثانية ولدت ليلاً في ذات العيادة في ظروف مماثلة ؛ وكانت قد أعطت مواعيد غير دقيقة للولادة.
ويذكر اللاجئون أن حالة ثالثة للولادة بالمخيم " إمرة أخرى تأخرت إجراءات تحويلها إلى المستشفى للولادة لمدة يومين وفي اليوم الثالث تم إكتملت اجراءتها لكن وضعت مولودها الاول بين المعسكر ومدينة السلوم ؛ وتم إسعافها في مستشفى السلوم وعند مواصلة السير لمستشفى مطروح ولدت مولودها الثاني داخل سيارة الاسعاف علماً بان الدكتور لم يذكر لها قط بأنها حامل بتؤم . " ويثور الإستغراف في عدم تعرف الطبيب المشرف أو الطبيب المسعف المساعد على حالة الولادة الأولى بأن في الرحم جنين أخر !؟ .
ويقع مخيم السلوم في الصحراء المتاخم للبحر المتوسط بين دولتي مصر وليبيا ؛ وتصل فيها درجات الحرارة إلى نسب منخفضة للغاية في فصل الشتاء نسبة لتأثر المنطقة بمناخ البحر الأبيض المتوسط حيث تهطل الأمطار شتاء .
مركز دراسات السودان المعاصر قسم الرصد الصحفي 19فبراير 2012ف