استعرت حمى الاتهامات بين القوات المسلحة والجيش الشعبي مع اقتراب موعد استفتاء الجنوب في يناير المقبل، وبينما رصد مسؤولون سياسيون وعسكريون حشوداً للجيش الشعبي عند «الكيلو4» بمنطقة جودة الفاصلة بين ولايتي النيل الأبيض وأعالي النيل بالجنوب، طالب الجيش الشعبي بفتح تحقيق سريع حول تبادل الاتهامات بواسطة الاممالمتحدة، قبل ان يطالب قواتها لحفظ السلام «يوناميس» بترك الكسل والخمول والتقصير في اداء مهامها. واعتبر مسؤولون في ولاية النيل الابيض امس، الخطوة تجاوزاً لحدود الأول من يناير 1956م. وتفقد والي النيل الأبيض يوسف الشنبلي وأعضاء لجنة الأمن بالولاية، ممثلة في قيادة «الفرقة 18» التابعة للقوات المسلحة، ومديري شرطة الولاية وجهاز الأمن والمخابرات، حجم التحركات التي نفذتها مجموعات من الجيش الشعبى بمنطقة جودة «الكيلو4»، متجاوزة حدود 1956م. وقال معتمد الجبلين محمد الماحي الضو لشبكة الشروق، إن حكومة الولاية أجرت اتصالات بقيادة الحركة الشعبية بأعالي النيل وحاكم مقاطعة الرنك للاستفسار عن تلك التحركات،وأفاد معتمد الجبلين أن قادة الحركة الشعبية أكدوا مقدرتهم على حسم ما أسموه بتفلتات تلك المجموعات التابعة للجيش الشعبي. وقال الضو إن هناك تنسيقاً سياسياً وأمنياً بينهم في محلية الجبلين ومقاطعة الرنك في أعالي النيل لإقرار الوحدة والاستقرار بالمنطقة مهما كانت نتيجة الاستفتاء، حفاظاً على العلاقات القائمة بين المجموعات السكانية في الولايتين اقتصادياً واجتماعياً منذ عشرات السنين،وكان المتحدث باسم الحركة الشعبية ين ماثيو،اتهم أمس الاول القوات المسلحة بحشد قواتها قرب أبيي. لكن المتحدث باسم الجيش الشعبي كوال ديم، طالب في حديث مع «الصحافة»، الاممالمتحدة بفتح تحقيق حول الاتهامات المتبادلة مع القوات المسلحة بنشر القوات قرب الحدود التي تشهد خلافات حول ترسيمها ببعض المناطق بالسودان مثل ابيي كافي كنجي «حفرة النحاس». ورفض كوال، اتهامات ولاية النيل الابيض جملة وتفصيلا، واكد انها محض افتراء للتغطية على الحشود والتسليح الذي يتم من قبل القوات المسلحة بهدف مهاجمة الجيش الشعبي. وتحدى المتحدث باسم الجيش الشعبي، القوات المسلحة بالسماح للامم المتحدة بإجراء تحقيقات ميدانية حول الاتهامات المتبادلة بشأن الحشود، واوضح ان الجيش الشعبي لدية سرية مكونة من 120جنديا في جودة وتوجد رئاستها على بعد خمسة كلم من جودة، وذلك منذ العام 2007، واكد ان «الجيش الشعبي لم يزد عدد تلك القوات ولا بعسكري واحد». وافاد كوال ديم «الحقيقة ان هناك حشودا ضخمة من جانب القوات المسلحة مدججة بالدبابات والاسلحة الثقيلة على الحدود بهدف مهاجمتنا» وزاد «نتحدى ان تقبل القوات المسلحة بإجراء تحقيق ميداني عبر الاممالمتحدة، وتابع «نحن على استعداد ان يبدأ التحقيق بمعسكراتنا». ووجة كوال، انتقادات لاذعة لقوات الاممالمتحدة لحفظ السلام بالسودان «اليونمس» واتهمها بالتقصير في مهامها الرقابية وطالبها بالاستيقاظ من نومها العميق واجراء تحقيق في قضية حشد القوات على الحدود. وكان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، المقدم الصوارمي خالد سعد، أكد أن الجيش الشعبي نفذ انسحابه جنوباً بنسبة 33% فقط، بينما أكملت القوات المسلحة إعادة إنتشارها شمال حدود 1/1/1956م بنسبة 100%. وقال الصوارمي إن بقاء القوات المسلحة بمنطقة جنوب كردفان أمر طبيعي باعتبارها منطقة بشمال السودان، ويحق للجيش التنقل شمال حدود 1/1/1956م.