نفذت قوات الجيش الشعبي هجوماً على القوات المسلحة بمنطقة الزمالي شمال حدود الاول من يناير 1956 داخل ولاية سنار، وقالت القوات المسلحة إن الهجوم كان بسرية مشاة مزودة بأسلحة ثقيلة. وأثبت وفد عسكري زار المنطقة وقوع الحادثة. وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد للشروق امس الاثنين إن الهجوم الذي وقع السبت تم التكتم عليه إلى حين التقصي والتأكد من صحة تلك المعلومات. وأفاد أن الهجوم نفذه الجيش الشعبي بسبب امتناع مواطنين عن دفع ما أسماها جبايات تفرضها تلك القوات على الأهالي في المناطق الحدودية. وأكد المتحدث باسم الجيش أن المنطقة تقع مسافة خمسة كلم داخل حدود 56 وأن المعركة استمرت زهاء الساعة، وقال إن تأخر وفد القوات المشتركة لتقصي الحقائق جعل وزارة الدفاع ترسل وفداً للتحقق والذي أثبت وقوع الحادثة. وقال الصوارمي إن القوات المسلحة صدت قوات للجيش الشعبي وأجبرتها على التراجع جنوب حدود 56، وأضاف: «ما قام به الجيش الشعبي يخالف ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات مجلس الدفاع المشترك الذي عقد بالخرطوم أخيرا». من جانبه، نفى الجيش الشعبي اتهامات القوات المسلحة بمهاجمة الزمالي، وقال الناطق الرسمي باسمه كوال ديم ل «الصحافة» ان القوات المسلحة رفعت في 27 اكتوبر الماضي شكوى في اجتماع مجلس الدفاع المشترك، تتهم فيها فصيلا من الجيش الشعبي مكونا من 29 جنديا بتهديد مواطنين في منطقة العسل بجنوب سنار. وقال كوال «فكيف ترفع الشكوى بتاريخ 27 اكتوبر ويتحدثون عن يوم ثلاثين من ذات الشهر.. وكيف تبدلت المنطقة من العسل الى الزمالي». واكد ان تلك التناقضات تؤكد عدم صحة ما اثير، واشار الى ان الحادثة لا تستند على اية حقائق. وذكر كوال ان الجيش الشعبي في اجتماع مجلس الدفاع عند اثارة تلك القضية الاربعاء الماضي نفى تماما صلته بالواقعة، واكد انه لا يوجد لديه جنود بتلك المناطق البعيدة، واشتبه ان تكون مليشيات لمايكل ميوكل التابعة للقوات المسلحة وراء الاعتداء، لا سيما وانها موجودة بجنوب سنار. واكد ان اللجنة السداسية المشتركة اوكل لها في ذلك الاجتماع التحقيق في الحادثة. ووصلت امس الاثنين إلى مناطق «قوق بار» و»جودة»، قرب الحدود بين الشمال والجنوب، فرق تحقيق في اتهامات وجهها الجيش الشعبي يوم الأحد، لقوة استطلاع تابعة للقوات المسلحة بنصب كمين لقوة استطلاع أخرى تابعة لجيش الجنوب. وشهدت منطقتا «قوق بار» و»جودة» حشوداً لقوات الطرفين أخيراً. وكان الجيش الشعبي تحدث عن وجود تحركات عسكرية للقوات المسلحة والجيش الشعبي بالقرب من منطقة باريانق بولاية الوحدة، وقال الناطق الرسمي باسم الجيش، كوال ديم كوال، لمرايا ان القوات المسلحة بادرت بحشد قواتها في تلك المنطقة مما دفع الجيش الشعبي لتحريك قوات مضادة الى هناك. ودعا كوال لضرورة نشر قوات دولية عازلة على الحدود بين الشمال والجنوب لاحتواء أية توترات في تلك المناطق. فى السياق ذاته، قال ياج أكوي، المدير التنفيذى لفيام وانطو بمقاطعة الرنك بولاية أعالى النيل والمتأخمة لولاية النيل الأبيض، إن الاوضاع الأمنية على الشريط الحدودي بين الشمال والجنوب تحسنت بعد التوترات الاخيرة بين القوات المسلحة والجيش الشعبي في منطقة تدعى الكيلو أربعة. الى ذلك، قالت قوات حفظ السلام الدولية في السودان انها بدأت أمس تمارين مدنية عسكرية في مدينة تركاكا بولاية الاستوائية الوسطى، وتستمر حتى الخميس المقبل وتهدف هذه التمارين الى تطوير قدرات البعثة في حماية المدنيين خلال حالات الطوارئ، وستشهد التمارين حركة من العربات وقوات البعثة من مدينة جوبا.