قطع نائب رئيس مجلس الولايات د. اسماعيل الحاج موسى ورئيس لجنة التشريع والشؤون القانونية بقيام الاستفتاء في موعده المحدد مطلع يناير المقبل، ولكن ربط قيامه بتوفير المناخ الذي يكفل إجراء العملية بطريقة شفافة ونزيهة من أجل إدلاء المقترع الجنوبي بصوته بكامل حريته وارادته، وترك الحرية للجنوبيين في الشمال وللشماليين في الجنوب أن يقروا بأنفسهم ماذا يريدون، وقال ان تكوين لجنة من شريكي الحكم مؤشر لقيام الاستفتاء في موعده. وقال د/ اسماعيل الحاج في حوار لا تنقصه الصراحة ل «الصحافة» إن اتهام الحركة الشعبية للمؤتمر الوطني بعدم العمل لجعل الوحدة جاذبة اتهام مردود. ٭ ما هي احتمالات تأجيل الاستفتاء على ضوء عدم توفر الدعم اللوجستي؟ - لا يوجد احتمال تأجيل للاستفتاء لان الصحف اكدت ان مؤسسة رئاسة الجمهورية التي اجتمعت يوم 92 أغسطس على قيام الاستفتاء في موعده في مطلع الاسبوع الاول من يناير بمراقبة اقليمية ودولية، وقد كونت لجنة من الشريكين لتذليل كل العقبات من اجل ان يتم ترسيم الحدود قبل الموعد المحدد ٭ هل يوجد باتفاقية الدستور نص قانون لتأجيل عملية الاستفتاء؟ - قانون الاستفتاء لسنة 9002م يعطي الحق للمفوضية في تأجيل موعد الاستفتاء بشرطين الشرط الاول ان تكون هنالك ظروف قاهرة تستدعي هذا التأجيل والشرط الثاني ان يوافق على ذلك كل من حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان، ولكن من الواضح ان الاستفتاء سيقام في موعده وسوف تزال كل الصعوبات امام مفوضية الاستفتاء لتنجز هذا العمل في وقته المحدد. ٭ هل توجد تعقيدات تواجه الناخب الجنوبي؟ - اذا كانت هنالك تعقيدات سوف تكون في المناخ الذي سيجرى فيه الاستفتاء ولذلك اكدت مؤسسة الرئاسة ضرورة توفير المناخ المناسب الذي يكفل اجراء عملية الاستفتاء بطريقة شفافة وحرة ونزيهة وتحت رقابة دولية واقليمية ،حتى يتسنى للمقترع الجنوبي ان يدلي بصوته بكامل حديثه وارادته. ٭ كيف ستؤثر الاوضاع الامنية في الجنوب على عملية اجراء الاستفتاء؟ - كما قلنا في السؤال السابق توفير المناخ الملائم لاجراء الاستفتاء بطريقة حرة ونزيهة يقتضي ان تكون الظروف الأمنية ملائمة وهذا ما اكدته مؤسسة الرئاسة وستحرص ان يتوفر الامن وبغير الامن لن تكون هذه العملية حرة ونزيهة. ٭ اذا كانت نتيجة الاستفتاء لصالح الانفصال كيف تبدو اوضاع الجنوبيين في الشمال؟ - واحدة من الاشياء التي تناقش في ترتيبات ما بعد الاستفتاء هذه القضية وانا على ما اعتقد انه سوف تترك الحرية للجنوبيين في الشمال وللشماليين في الجنوب ان يقرروا بانفسهم ما يريدونه بقاءً ام رحيلا. ٭ قادة الحركة الشعبية من تصرفاتهم يبدو انهم يتجهون للانفصال كيف سيؤثر ذلك على الناخب الجنوبي؟ - قطعاً سيؤثر لان هؤلاء قادة لديهم الامكانيات من حيث ادوات الاعلام والمال ومواقع صنع القرار بحيث يستطيعون ان يؤثروا على قرار الناخب في الجنوب. ٭ المؤتمر الوطني لم يقم باللازم لجعل الوحدة جاذبة اتهام ظل مردوداً من قادة الحركة الشعبية باستمرار كيف تراه؟ - اتهام غير صحيح وهو اتهام مردود عليهم لانه اعتقد ان المسؤولية الاولى تقع على عاتق الحركة الشعبية التي تحكم بصورة مطلقة على جنوب السودان، وهي المناط بها ان تعمل من اجل الوحدة عن طريق الدعوة لذلك وعن طريق اقامة مشروعات التنمية وتقديم الخدمات بصورة تقنع الناخب الجنوبي. ٭ كيف يبدو تأثير الاستفتاء على الشمال والجنوب اذا كان لصالح الانفصال؟ - في حالة ان يكون الانفصال هو نتيجة للاستفتاء سيواجه الطرفان في الشمال والجنوب ان يصرفوا كثيراً من جهدهم ووقتهم وامكانياتهم للتأقلم مع وضع الانفصال وبالتالي سيصرفهم عن مواصلة الجهود المطلوبة من اجل التنمية وهذه هي القضية الاساسية في وطن من بلدان العالم الثالث تعاني من التخلف. ٭ وعن مدى تأثير الصراعات القبلية؟ - اذا حصل انفصال او لم يحدث سيحتاج المسؤولون في جنوب السودان للعمل على تخفيف وتقليل واذا امكن انهاء الصراعات القبلية الموجودة في الجنوب، وسيكون على السلطة في الشمال ان تعمل على وضع حد للنزاع القائم في دارفور بمعنى ان الجهود يجب ان تستثمر لوضع حد من المشاكل التي تهدد الامن حالياً. ٭ كلمة أخيرة؟ - أتمنى ان يقوم الاستفتاء في موعده لصالح الوحدة في عالم يدعو الى الوحدة فنحن نرى في افريقيا جهوداً تمثلت في منظمة الوحدة الافريقية للاتحاد الافريقي وفي اوربا ان كل الدول الاوربية بالاتحاد الاوربي قد وحدت عملتها «اليورو» ووحدت تأشيرتها، ووحدت عدداً من مؤسساتها التشريعية والتنفيذية في هذا الوقت الذي يتجه فيه العالم بإثره نحو لملمة اطرافه وتوحيد كيانه. لا يجوز لنا في السودان ان نسبح ضد هذا التيار الوحدوي والاقليمي والدولي لنجزئي وطننا الى جزئيات صغيرة بلا حول ولا قوة.