٭ الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم، مشغول بالحراك الاجتماعي واسقاطاته على الحياة في عمومها.. وهذا في حد ذاته شيء ايجابي ومحمود.. الغلاء.. والامن.. وظاهرة التسول كلها امور تضرب في عمق السلام الاجتماعي.. ونحن مع الوالي ومع وزيرة الرعاية الاجتماعية بالولاية، ومع كل من يتعامل مع الهم السوداني بأبعاده الحقيقية... أي الوقفة عند الاسباب لا معالجة النتائج التي لا تخرج عن كونها مسكنات محدودة الاجل طالما ان الاسباب باقية.. والاسباب سياسات عليا لا يضعها الوالي ولا الوزيرة.. بل النظام... ٭ بهذه المناسبة اعيد نشر عمود كتبته في الثامن من مايو عام 6002م، حول وجود الاسلحة في العاصمة والوالي الجديد قال سيضع حدا لهذه الظاهرة قبل نهاية هذا العام.. العمود جاء كالآتي: ٭ صحف الخميس قالت ان وزير الداخلية في رده على اسئلة النواب في المجلس الوطني حول تكثيف الوجود الشرطي بالخرطوم كشف عن وجود «84» مجموعة مسلحة تسكن احياء العاصمة بكامل عتادها. ٭ وقفت امام الخبر حائرة.. كل هذه المجموعات بأسلحتها في احياء العاصمة.. من اين اتت وما هو المبرر لوجودها وسط الاحياء وسط الزهاجة والمحيطين.. الذي يدخل في خلاف مع خطيبته فقنبلة القرنيت قريبة وهذا ما حدث في مرزوق والذي يختلف مع سائق «ركشة» حول الاجرة فقنبلة القرنيت قريبة. ٭ تدافعت الاسئلة امامي.. لماذا لم يوضح وزير الداخلية طبيعة هذه المجموعات؟ وهل الوزارة على علم بأماكنهم واسلحتهم؟ وان كانت على علم هل تكتفي بتكثيف الوجود الشرطي في الشارع العام في انتظار الانفجار ام ماذا؟ ٭ لفتتني حالة قلق عارمة وحرن قلمي وابى الحراك تكلس فمي تماماً واحسست محله كتلة يأس صلدة خنقتني دموعي واعتصرت قلبي دفقة الم دفين. ٭ قمت جاهدة في محاولة للخلاص من هذه الحالة... تساءلت لماذا عجزت عن الكتابة؟ لماذا اظلمت الدنيا كلها في وجهي بهذا الشكل.. في المجلس الوطني وزير الداخلية يتحدث عن حال العمارات التي انهارت والتي في طريقها للانهيار، ويتحدث عن ال «84» مجموعة مسلحة بأحياء الخرطوم. تساءلت بلا اجابة الكلمات كلها هربت وبانت لي الورقة الفارغة كأنها آلاف من الفدادين استغفر الله الفدادين يمكن ان تزرع لكن الكلمات لا تشترى لا تشبه البذور.. انها تنبت من الذات انها اروع ابداعات الانسان هي التي انجبت الانسان وميزته عن الحيوان.. الكلمة هي ميلاد الانسان وملحمته وتاريخه وحامية وجوده... وعندما تحرن عند سنة القلم يكون هناك امر جلل ودافع مذهل يشل حركة التفكير. ٭ الخرطوم جالسة على فوهة بركان.. صرفت النظر عن الكتابة ساعتها وتركت قلمي كالنسر متأهباً يقف على قمة قلقي وحيرتي ومشاعري اليائسة.. وقفت امام مكتبتي لا لابحث عن كتاب محدد او مجلة محددة او ديوان شعر محدد لكن لاتجول فيها بعيني. كأنني اتجول في مدينة مجهولة حائرة.. اطوف بعيني من رف الى رف ومن كتاب الى كتاب. ٭ اتخيل الكتب تبادلني النظرات وتبادلني الخواطر والدهشة واللا دهشة لتصيح خجلا بالصوت والصورة والحركة.. احياناً احس بالخجل بعض الكتب التي اشتريتها بحماس وقرأتها بذات الحماس اجدها رقدت في ركن بعيد من الذاكرة واخفف من الاحساس بالخجل بمحاولة تحريك الذاكرة.. هزها او بقرار اعادة قراءتها. ٭ احياناً يغمرني الخوف من بعض الكتب.. اخاف ان امد لها يدي فتنفجر الافكار والمشاكل امامي وانا غير مستعدة للمواجهة. ٭ مواجهة حالة القلق هذه التي كثفها عندي ما قاله وزير الداخلية بأن هناك «84» مجموعة مسلحة بأحياء الخرطوم. هذا مع تحياتي وشكري