٭ عام على غياب الطيب صالح الذي فجعت الأوساط الثقافية والاجتماعية برحيله في (فبراير 9002م) رحل وخلف وراءه مجموعات قصصية وروائية رائعة مازال الجميع على اختلاف أعماره يقبل ويدمن قراءتها بمتعة فريدة تصبح حافزا لتناول المزيد من أرفف المكتبات للابحار مع هذا الرجل صاحب الواقعية والتفرد. ٭ رغم بعده عن أرض الوطن الا ان (المجلة) كانت حلقة الوصل بينه ومعجبيه داخل وخارج السودان اذ جذب العديد من القراء بانسياب كلماته وجمال تكوينها وروعة تأثيرها حتى تخيل الجميع انهم (مثل) الزين وحبه البريء تجاه بت العمدة التي ألهبت مشاعره في كل حين فأفرد لها من المساحة الكثير في قلبه.. عشقاً وهوى عذري فريد فاستعاروا (كتلته) ليصبحوا جميعاً (مكتولين) في (حوش ما).. ٭ دافع الطيب صالح عن الحرية واحترام الرأي والرأي الآخر وظهر ذلك جلياً فيما خطته يداه من مقالات مدججة بالادلة والبراهين تنادي بوجوب تبادل احترام الكلمة والتفكير والتعبير في المجتمع من غير تأثير عليه أو فيه وبعيداً عن الضغوط وتحويل الاتجاهات عنوة.. ٭ للأديب الطيب صالح بناء متماسك في الرواية والقصة معاً وسرد يقود لحتمية الختام بلا وعورة.. هذه الانسيابية جعلت من لغة القصة عند الطيب (مهضومة) كما يحلو للاشقاء في لبنان وذات مغزى ومدلول اجتماعي يشبع القارئ ويجيب عن الاسئلة (العارضة) التي ربما تقفز لذهنه أثناء قراءة النص.. ٭ تجولنا في مكتبة الطيب والتي فاق طولها (دومة ود حامد) وقطعنا منها (حفنة تمر) جعلت المذاق حلواً في (عرس الزين) الذي نادى (المريود) ولم يغفل المنسي.. كل هذا وجدناه في مكتبته التي تميزت بنصاعة الاسلوب وسرعة الانجذاب نحوها والغوص والتفاعل معها وكم أسرتني دومة ود حامد التي كررت قراءتها اكثر من مرة وفي كل مرة اكتشف جديدا في جمال الفكرة وعنفوان اللغة التي جعلت من الطيب صالح (شيخاً) في كتابة الرواية والقصة. ٭ جذبت موسم الهجرة الى الشمال الطالب والاستاذ والقارئ العادي والمثقف والباحث عن جماليات الحوار والشخصية محور الرواية والتي شبه بعضهم البطل (مصطفى) بالكاتب نفسه لتشابه البعد والرحيل واشياء أخرى في كل مما جعل الكثير من الاسئلة تنداح على ألسنة البعض (تربط) بين الشخصيتين اكثر وحينها اجاب المبدع الطيب صالح بما وضع النقاط على حروف الاجابة فقط على طريقته. ٭ الطيب صالح يستحق الاحتفاء به كل يوم ويستحق التكريم كل عام وإحياء ذكراه وليس مجرد شارع يحمل الاسم فقط، فالجائزة التي تحمل اسمه تعد تخليدا مميزا للابداع الذي سكن الطيب والعطاء الذي يبذله الشباب من اجل الفوز بهذا الوسام الرفيع الذي يحمل اسم الأديب. ٭ رحم الله الطيب صالح الذي أثرى الحياة الادبية وقدم سرداً رائعاً في بطون كتبه التي حملت (رقماً) في المكتبة السودانية لا يمكن تجاوزه أبداً. ٭ همسة: تلك الظلال تميل لي.. تهديني ثماراً من جميز عتيق تمنح جبيني اخضرارا.. وتعمدني فرداً في العائلة الأولى..