اقترح رئيس حزب الامة القومي، إمام طائفة الانصار، الصادق المهدي، قيام حملة لتطهير البلاد من التكفيريين، واعتبر التكفير «خطوة في طريق استحلال الدماء والأموال». وأفتى بأن النقاب عادة من الجاهلية، وهو إعدام شخصي واجتماعي للمرأة. وكانت اراء للمهدي حول ادخال التربية الجنسية في مناهج التعليم ، اثارت ضده حنق بعض رجال الدين. وحدد المهدي ،الذي كان يتحدث في خطبة الجمعة امس بامدرمان، ثلاث ركائز للحملة التي اقترحها شملت: بناء رأي عام قوي ضد نهج التكفيريين «الجالب للفتنة، ضبط الفتوى إلا عبر آليات معتمدة، وإصدار تشريع محكم لمساءلة كل من يصدر أحكاما جزافية على عقائد الناس»، متسائلا «كيف نحمي الناس من السب ونسمح بسب الأديان؟». ووصف رئيس حزب الأمة الذين يكفرون الناس ب»الخوارج الجدد» الذين يكفرون الناس كما يتنفسون. واشار الى ان أهم مدارس الفكر الإسلامي الآن هي السنة والشيعة والصوفية، مطالبا بالتصدي للفتنة بين انصار المناهج الثلاثة بالاتفاق على «اننا أهل كتاب واحد ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم»، بجانب ان خلافات الماضي منذ الفتنة الكبرى أمرها لله. واعتماد المجادلة بالتي هي أحسن، وعدم الزام الاخر باي اجتهاد او موقف مذهبي بعينه». وساق المهدي اجتهادات حول قضيتي النقاب والتربية الجنسية للشباب، واعتبر النقاب عادة لا عبادة، كما ان كلمة «حجاب» لم ترد أصلا في القرآن، إشارة لزي المرأة بل خاص بالحاجز المطلوب بين نساء النبي «صلى الله عليه وسلم» والصحابة. واضاف، ان النقاب عادة عرفت في الجاهلية، وعرفت لدى شعوب الشرق الأوسط القديم ،وهو إعدام شخصي واجتماعي للمرأة، وصار الآن وسيلة تتخذها كثيرات وكثيرون للتستر على أعمال إجرامية يدبرونها ضد المجتمع. وحول التربية الجنسية، قال المهدي «إن خوض التكفيريين فيه عجيب». وزاد «حينما كانت الكنيسة في الغرب تحرّم الخوض في أمور الجنس بحجة انه خطيئة، كان علماء المسلمين يهتمون بالحديث عن النكاح وآدابه وكان بعض فقهائنا يكتبون كتبا في ذلك». وتساءل إمام طائفة الأنصار «من منا لم يسأله ابن أو بنت عن الزواج ما هو؟ وعن الحمل والبلوغ والحيض والعادة السرية، وعن الإيدز وغيره من الأمراض المنقولة جنسيا؟ وعن حرمة أو استباحة المصافحة؟ وعن سماع الموسيقى والفنون؟ وغيرها من الأسئلة التي تتكرر على ألسنة الشباب من البنين والبنات لأبيهم ولأمهم؟». واضاف، انه لا يمكن لعاقل أن يقول لابنائه أسكتوا عن هذه الأشياء لأن الحديث عنها يخدش الحياء أو يثير الشهوات، في ظل المجتمعات المفتوحة بسبب الفضائيات والانترنت. وحدد خيارين: إما الاهتمام بالتربية الجنسية وتعليم الشباب هذه الأمور بصراحة وشفافية، أو تركهم نهبا للشهوات والجهالات والأوهام الشائعة وأدوات الإعلام تربيهم كما تشاء. واكد انه بصدد نشر كتاب بعنوان «أيها الجيل». وجدد ترحيبه بنشاط المركز القومي للمناهج والبحث التربوي بالتعاون مع البرنامج القومي لمكافحة الأيدز ومنظمة اليونسيف. وخاطب المهدي، معارضيه في تلك الاراء قائلا «يا سدنة مدرسة التكفير والتجهيل، أهلنا يقولون: «المؤمن لدينو فتاش»، فكيف لا نهتم بتربية أطفالنا ليميزوا الخبيث من الطيب وليعلموا أن الجنس من أهم هبات الله للإنسان، وهو كذلك من أكثرها عرضة للانحراف، فالواجب بيان حميده من خبيثه، وهذا هو جوهر التربية الجنسية» ، وتابع «أرجو ألا تثني أصوات التجهيليين العاملين في هذا المجال».