أهم واخطر ما فجرته قضية تعطل طلمبات مشروع المسرات التي أعلن عنها مؤخرا والمتهم فيها مجهول ،هو انها طرقت على الساحة علامة استفهام كبيرة حول الأسلوب الذي تدار به عمليات الشراء أو الصيانة لطلمبات مشاريع ملك القطاع العام ، والقضية خطيرة والسبب ان صيانة الطلمبات التي تتعطل في الموسم الواحد أكثر من ثلاث مرات ترتبط ارتباطا مباشرا ووثيقا بأسلوب ادارة الاقتصاد السناري ومعدل أدائه ... وهي تعني ببساطه ... أما استخدام أفضل للموارد المتاحة ...وأما اهدار جزء كبير منها ... فيما لا طائل منه ... ولصالح بعض شركات الغيار والمهندسين الذين يسترزقون من عمليات الصيانة الدورية التي صارت مستمرة لهذه الطلمبات ... وهنا يكمن الخطر . لذلك كان لابد أن نتعرف على ثغرات وعيوب الأسلوب الحالي لادارة المشروع حتى نحمي مالنا العام من الضياع وكذلك تطمين المزارعين الغلابة الذين يوعدون مطلع كل عام بموسم خالي من المشاكل ، وحتى لا نترك لبعض المستفيدين فرصة للتلاعب دون ابداء الأسباب حسبما يؤكد بعض المتضررين. ولأهمية الطلمبات في الاستخدام الأمثل لمواردنا المتاحة من المياه لذا اسمحوا لي أن أصحبكم في رحلة مع مشكلة مثالية متكررة صارت تؤرق الجميع في مشروع رائد وناجح أدرج ضمن مشروعات خطة التنمية وتم تخصيص اعتماداته ويقوم تحت اشراف وزارة الزراعة . في البدء وعند الافتتاح والاحتفال الكبير بحضور السيد رئيس الجمهورية بمناسبة دخول الكهرباء لطلمبات وبيارات مشروع المسرات وعندها تبارى الكل ونسج المستقبل الزاهي لأهل الولاية عامه ولمزارعي المشروع خاصة بعودة العهد الزاهي للمشروع ...ولكن ما أن انتهت الاحتفالات حتى صحي الناس من الحلم واستيقظوا على الحقيقة المرة فطلمبات المشروع دائمة الأعطال وان كان الوضع خلال العشر سنوات الاخيره سيئا فالآن أسوأ مما كان المشكلة بدأت منذ العام الماضي فبعد البدايات الناجحة خلال الشهور الأولى من الموسم لتوفر كميات جيدة جدا من المياه للري ولكن عندما صار المحصول للحصاد وقفت المياه وفشل الموسم لماذا ؟ لان الطلمبات تتعطل في كل مرة و سمعنا أنها تمت صيانتها بمبلغ ملياري جنيه بالقديم لأنها كانت في الأساس طلمبات جازولين وتم تحويلها للكهربا ولكن لان القدرة التشغيلية للمحرك زادت بعد مدها بالتيار الكهربائي العالي فتم الاستعانة بمخفض لم يلق نجاحا هو الآخر في حل المشكلة التي تتلخص في تصلب المحرك بعد تكسر الريش «مهمتها التبريد» برأي احد المهندسين . هذا العام تكرر المنوال ، فبعد أن قام المزارعون بعمل كبيرا يشكروا عليه في تجهيز الأرض وزراعتها ونظافتها ومتابعتها ، وتمت زراعة مساحات كبيرة من الذرة وقامت ادارة المشروع بزراعة القطن ونسبة لنجاح الخريف الحالي لم يشعر احد بمشكلة في السقاية والري ، الآن ونحن داخل المشروع ننقل لكم صورة حية لمحصول الذرة الممتاز «حمله شرايه» ومحصول القطن «نواره وحمل اللوز» ولكن كل هذه المحاصيل في حاجة ماسة للمياه ولو شربة واحدة بعد جفاف الترع والقنوات لتعطل المحروسة الطلمبات ، وعلمنا أن هنالك طلمبة قادمة من الصيانة ستركب في خلال اليومين القادمين وكان قد تم الاستعانة بطلمبتين جازولين كانتا في الاحتياطي لا تستطيعا ري كل المساحة المزروعة ولكن علها تنقذ ما يمكن انقاذه ، علمنا أن سعر الطلمبة التي تعمل بالكهرباء في حوالي «2»مليون دولار يمكن للولاية توفيرها عبر القروض أو المنح أو عبر شركات استثمارية كشركة كنانة مثلا ، أخيرا كل ما يطلبه المزارعون هو الماء لتفادي ضياع موسمهم في ولاية تعد مواردها المائية بالترتيب «النيل الأزرق نهر الرهد الدندر الحفائر الآبار».