٭ معظم مواطني هذا الوطن لا يتمتعون بقدر من معرفة الاشياء التي ترتبط بحياتهم اليومية وكيفيه التعامل معها.. ومن هذه الأشياء طرق حفظ المواد الغذائية.. وحمايتها من الظروف البيئية والعوامل التلوثية..حيث أنها في خلال الثلاثين عاماً الماضية أحدثت ثورة صناعية وان لم نقل نهضة تنموية، وذلك عندما يراعى فيها جانب المواصفات من خلال الصناعة، فهي ساعدت في انخفاض أسعار التغليف والتعبئة، مما أسهم في حدوث طفرة في مجال الصناعات الغذائية. ومن أهمها او اكثر انتشاراً كيفية التعامل مع الاكياس البلاستيكية، فنحن لا نعرف متى تكون مفيدة وكيف نستخدمها بشكل صحيح للاستفادة منها، وغالباً ما يستخدمها الكثيرون في حفظ الخبز الطازج وهو ساخن.. واللبن الساخن.. أو استخدام فرن الميكرويف فى تسخين مواد غذائية بواسطة آنية بلاستيكية وهنا فقط تكمن الخطورة بواسطة الاستخدام غير الرشيد والخاطئ، فهذه الممارسات تؤدي الى تحلل كيميائي بواسطة الحرارة، وتفاعلات تحدث ما بين المادة الغذائية الساخنة والمكونات الكيميائية لاكياس البلاستيك.. مما يؤدي إلى حدوث امراض مثل الفشل الكلوي والسرطان.. فى الوقت الذى نجد فيه أن هذا التغليف والتعبئة البلاستيكية فى التصنيع لها العديد من الجوانب المفيدة، ٭ ولا يمكن إنكار فضلها في حفظ المواد الغذائية حتى وصولها للمستهلك أو المواطن البسيط.. معقمة ومحفوظة بطريقة تضمن سلامتها وسلامة المستهلك. وكمثال نجد أن دورها يكمن في حفظ وصناعة اللحوم واللحوم البيضاء «الدواجن»، وأيضاً دورها في صناعة الزيوت، البسكويت، الكيك، الأرز، العدس.. والكثير الكثير من المواد الغذائية والتموينية. ٭ وواجب المواطن أن يتعامل مع اكياس البلاستيك بصورة اكثر وعياً وتفهماً في حالة المواد الغذائية الساخنة .. والسؤال متى تصبح أكياس البلاستيك غير مفيدة، ويكون ذلك فى حالة حملنا عليها الاغذية الساخنة ذات درجة الحرارة العالية، بحيث تتفكك الروابط الكيميائية المكونة للبلاستيك، مما قد يجعلها تتفاعل مع المادة الغذائية التي سنتناولها، وذلك بفعل الحرارة.. ولكن عندما نحفظ عليها المواد ذات درجة الحرارية العادية فإنها لا تشكل اي ضرر لصحة الانسان. لذلك توقفوا عن حمل المواد الغذائية الساخنة في اكياس البلاستيك. ٭ ومما لا شك فيه أن بعض المصنعين يتقيدون بالمواصفات الجيدة للتصنيع والتعبئة والتغليف والتخزين، وذلك لا العملية التصنيعية تتقيد بالكثير من المواصفات والمقاييس التى تكون ضمن مسؤوليتهم المباشرة، فعملية وصول المنتج سليما الى المستهلك النهائى تكون جزءا من مهامهم، وضرورة للمحافظة على علاماتهم التجارية. ٭ ولكن المشكلة غالبا ما تبدأ من اصحاب المحلات التجارية او المستهلكين، فهم لا يهتمون بمواصفات التعبئة والتخزين، وذلك لعدم وجود توعية واستبصار.. ونحن لا نحملهم مسؤولية.. ولكننا نأخذ عليهم عدم اهتمامهم من خلال المعاملات التجارية عند بيعهم للمشتري اللبن «المفور» الساخن في أكياس البلاستيك الذي يتناوله تلقائياً الأطفال.. لكن قطعاً التعبئة الخاطئة التي تمت بها عملية الحفظ تؤدي الى اضرار بالغة على الاطفال.. لكن عندما تتم التبعئة في البلاستيك أو عندما يأتي من المصنع وفقاً لمواصفات محددة لا يكون فيه ضرر على الطفل.. وذلك ينطبق على الزيوت واللحوم والمواد الغذائية الاخرى عموماً. اذن التعامل الصحيح مع المنتجات الغذائية وفق معايير ومواصفات دولية هو الذي يحفظ حق المواطن.. وأنوِّه الى ان استعمال الاكياس البلاستيكية السوداء التي تستخدم حالياً في متاجر التجزئة في حفظ وحمل المواد الغذائية صنعت خصيصاً لحمل النفايات، وذلك لأنها اكياس تمت اعادت تصنيعها او تدويلها، لذلك فهي لا تصلح إلا للنفايات فقط ووضعت مواصفاتها لهذا الغرض، فهذه المعلومة معني بها صاحب الدكان او المتجر، وذلك لأن عملية تعبئة وتغليف المواد الغذائية في المصانع او المنتج غالبا ما تتم وفق معايير وضوابط محددة ملزم بها منتج المادة الغذائية من الجهات المختصة، اما فى المتجر فمن هنا تبدأ المشكلة، حيث يختلط الحابل بالنابل، وتنتهك كل الضوابط إما بسبب عدم الاهتمام أو الجهل، فنجد أن أكياس النفايات السوداء تستخدم فى حمل المواد الغذائية وأكياس البلاستيك تحمل فيها الألبان الساخنة والفول الساخن، لتتحول المادة الغذائية الى سرطان، حيث بفعل الحرارة تتفكك الروابط الكيميائية وتتفاعل مكونات الكيس مع المادة الغذائية، وتباع المواد التالفة والمنتهية الصلاحية دون أن يكلف المواطن نفسه قراءة تاريخ الصلاحية، وهناك الزيوت المؤكسدة المفتوحة والمجهولة المصدر باعتباره بضائع صالحة.... والحقيقة أن المواطن يحتاج الى أن يغير الكثير من السلوكيات التى اعتاد ودرج على ممارستها من دون أن يعى خطورتها. وهو واجب علينا أملته ظروف وملابسات عملية التعبئة في هذا الوطن.. مما يلزمنا أن نحمل على عاتقنا توعية الإنسان بمضار ومخاطر هذه العملية.. حتى ننعم بالصحة والعافية.