*كان صقور الجديان عند حسن الظن بهم فقد أوفوا بالوعد وكانوا على قدر الموقف . قدروا المسؤولية وأدوا الأمانة وشرفوا وطنهم ورفعوا رؤوسنا فى العلالي وجعلونا ننظر(لى فوق) وكسبوا التحدى وأضافوا لوطنهم نصرا جديدا وعزيزا، وجعلوا علم السودان يرفرف عاليا خفاقا وتقدموا بثقة وأتوا بتعادل يعتبر بكل المقاييس نصرا عظيما لا سيما وأنه تحقق مع منتخب يمكن وصفه بالعالمية ويلعب بمساعدة كل الظروف، ويكفى أن المباراة أقيمت فى معقله وفى مدينة كوماسى حيث الجمهور الشرس والذى يعشق منتخب بلاده بجنون ولا يرى مثيلا له، فضلا عن كونه يضم فى تكوينه نجوما من ذهب عركتهم التجارب وإكتسبوا خبرات إضافية من خلال مشاركاتهم فى أقوى وأشهر الدوريات العالمية. إنه المنتخب الغاني العملاق صاحب الاسم والشهرة والذى أثبت وجوده من خلال المستوى المتميز الذي ظهر به في مونديال جنوب إفريقيا، والنتائج الجيدة التي حققها ووصوله للمراحل قبل النهائية *قدم أبطالنا مباراة ستظل عالقة وباقية فى ذاكرة التاريخ حيث جسدوا خلالها كيف تكون العزيمة وقوة الإرادة والأداء المسؤول والجدية فقد لعبوا بطريقة تشابه ( روايات وحكايات التاريخ عن ملمحة كرري التى حدثت عن رجال ( كالأسود الضارية) طبقوا فيها كل المطلوب ونفذوا فيها كافة المهام وإستطاعوا أن يتجاوزوا الظروف ويتخطوا الفوارق ويجعلوا من أنفسهم أندادا لخصمهم، والذي يتفوق فى كل الجوانب. إنها العزيمة التى لا تقهر والتحدى الذى لا يلين والصلابة التى لا تتزحزح ولا تهتز . نفذ أبطالنا بالأمس الأول وصية الجدود حينما أوصونا على الوطن وعلى التراب الغالي (الماليه تمن ) فقد كانوا يترجمون على أرضية الملعب مقاطع السلام الوطنى الخالد ( نحن حند الله جند الوطن ) و نجحوا فى نقل إحساس كل السودانيين إلى كوماسى وكان الكل يلعب و ينفعل معهم ويتجاوب ويتعاطف. كانوا فرسانا وأبطالا أشاوسا لا يشق لهم غبارأسعدونا ورفعوا هاماتنا وجعلونا نتفاخر ونتباهى ونتحدى وجددوا آمالنا وصنعوا لنا أحلاما وأصبحنا ننظر نحو صدارة المجموعة. *الشكر كله والتحايا والإشادة للكابتن محمد عبد الله مازدا هذا المدرب الفاهم والذى ظل يثبت فى كل يوم أنه يعرف كيف ومتى يحقق النصرفبرغم الظلم الذى يتعرض له إلا أنه ظل صابرا لأنه يعرف قيمة نفسه ولأنه واثق فى قدراته وهاهو بالأمس يقول ( هأنذا ) من خلال الإستراتيجية المحكمة التى أدى بها المباراة والطريقة المتميزة التي أدار بها المواجهة والتنظيم الدقيق والملائم الذى خاض به المنازلة، والعناصر المناسبة التى إختارها والتبديلات الإستراتيجية التى أجراها، والثناء يمتد لمساعديه الثنائى إسماعيل عطا المنان ومبارك سليمان ومعهما مدرب الحراس ياسر بابكر وبقية أعضاء الجهاز الفني والإداري، وإن كان لنا أن نسمي أبا للمنتخب و للنتيجة الإيجابية التى تحققت امس الأول فى كوماسى فنرى أنه الأخ أسامة عطا المنان فنشهد لهذا الرجل بالصدق والجدية فى تعامله مع المنتخب الوطني، ويتعامل معه بإحترافية عالية وبطريقة التفرغ الكامل حيث يمنحه كل وقته وجهده، فالمنتخب بالنسبة له حياة كاملة وشغل وواجب وهذا ماجعل اللاعبين وأعضاء الجهاز الفنى يتمسكون به ويرون فيه الغدوة ويتفاءلون به ولهذا نرى أنه يستحق التهنئة على النتيجة الجيدة التى تحققت أمس الأول وسيكون أسامة أسعد الناس بهذا التعادل الإنجاز. *وإن كانت لنا كلمة أخيرة فهى رسالة عتاب لعشاق كرة القدم في السودان وخاصة ولاية الخرطوم فبرغم النتيجة الجيدة والتي تعتبر نصرا عظيما بكافة المقاييس إلا أننا لم نشهد أي مظهر فرح في الشوارع مثل التي تحدث عندما يحقق المريخ أو الهلال نتيجة مماثلة للتي حققها منتخبنا أمس الأول، وبالطبع لا تفسير لهذا إلا ضعف الحس الوطني علما بأن تقدم الامم والشعوب في كرة القدم أو تخلفها يقاس بالنتائج التى تحققها منتخباتها الوطنية وليست التي تحققها فرق الأندية، وهذا بالطبع وضع مقلوب لا يتناسب وعراقتنا!!.