٭ كانوا كالعهد بهم رجالا وأبطالا وفرسانا أوفوا الوعد وحققوا النصر المبين بعد أن تجاوزوا الظروف وقهروا الصعاب ونجحوا فى مواصلة إنتصاراتهم وحافظوا على سجلهم خاليا من الخسارة خلال الخمس مواجهات التى لعبوها وأكدوا جدارتهم بالصدارة والتأهل المبكر المستحق ليجمعوا فى رصيدهم ثلاث عشرة نقطة ليعززوا بذلك أحقيتهم بصدارة المجموعة مشاركة مع أقوى المنتخبات الأفريقية وهو المنتخب الغانى مع أفضلية للثاني بفارق الأهداف. ٭ فتح جديد لصقور الجديان فى أدغال أفريقيا ونصر غال انتزعوه من براثن خصم شرس وهو منتخب الكنغو والذى يضم عددا من اللاعبين المميزين والمحترفين فى الدورى الأوربى والآسيوى والأفريقى وتتضاعف قيمة هذا الانتصار فى أنه تحقق خارج الأرض فضلا عن أنه فى تصفيات القارة كما أنه وضع منتخبنا داخل دائرة المتأهلين لنهائيات الجابون وغينيا ما سيضاعف شهرته وعظمته. ٭ قبل المبارة ذكرنا أن صقور الجديان هم الأقرب للفوز وسينتزعوه وسيرجعوا للبلد وهم غانمين وبررنا حديثنا وتوقعنا إستنادا على معرفتنا بالكيفية التى يؤدى بها أولادنا المباريات الخارجية حيث يلعبون بمسئولية ورجولة وجدية وبكل قوة وشراسة حيث لا تهزهم الظروف التقليدية التى يعتمد عليها الخصوم (الأرض الجمهور الطقس التحكيم) فكل هذه أصبحت فى عرف صقور الجديان عناصر غير مؤثرة بل تزيدهم قوة وتضاعف من عزيمتهم وإرادتهم بعد أن اكتسبوا مناعة تجعهلم يقاومون الطبيعة ويصمدون أمام الخصوم. فقد شهدناهم يلعبون بحماس وهمة وروح قتالية عالية وبطريقة تشابه أداء الدبابين والمنتحرين (يأكلون النار وجاهزين للتضحية). ٭ الآن لنا أن نتفاخر ونتباهى ونتحدى بأن لنا منتخبا وطنيا متميزا وعملاقا ويفوق فى قوته كل المنتخبات الأفريقية ومن حقنا أن ننتظر منه تحقيق الإنجازات الكبيرة ولنا أن ننتظر تأهله لأى نهائيات حتى وإن كانت العالمية. ٭ أدى منتخبنا حتى الآن خمس مباريات فاز فى أربع على الكنغو مرتين وعلى سوازيلاند (رايح جاى) وانتزع التعادل أمام المنتخب الغانى العاتى فى أرضه ووسط جمهوره فى مباراة أقيمت بمدينة كوماسى الشهيرة بشراسة جمهورها وهذا التعادل يعتبر فوزا فى نظام اللعب بنظام الذهاب والإياب ليجمع بذلك ثلاث عشرة نقطة هى كافية لصعوده للنهائيات الأفريقية دون الحاجة لنتيجة مباراته المتبقية أمام غانا وهى المواجهة الفاصلة التى ننتظرها (بفارق الصبر) ونتحرق شوقا لقدوم موعدها لتشهد أفريقيا كلها كيف سيقهر أقوى منتخباتها وكيف سيهزم بالقاضية. ٭ لم يكن فوز منتخبنا مفاجئا ولم يتحقق بالصدفة أو بضربة حظ بل جاء نتاجا لتخطيط دقيق وجهود كبيرة بذلها الثنائى الكابتن محمد عبدالله مازدا وأسامة عطا المنان فقد ظل هذا الثنائى يتحمل الكثير من أجل المنتخب يصل لدرجة التضحية يدفعهم فى كل ذلك حبهم لهذا الوطن وإرتباطهم بالمنتخب ودافعهم القوى نحوه ومن بعدهما يأتى دور اللاعبين الأشاوس الذين باتوا يتعاملون مع المنتخب بفهم جديد ومن زاوية مختلفة عن الماضى خصوصا بعد أن تجاوز الزمن إعتماد المنتخب الوطنى على اللاعب الفلانى والعلانى وأصبحت أبوابه مفتوحة لكل لاعب متميز ومجتهد وراغب ولديه ما يقدمه والدليل أن منتخبنا إستطاع الفوز على المنتخب الكينى القوى والعملاق فى أرضه وفى مباراة ودية تنظمها شركة عالمية بتشكيلة جديدة ضمت تسعة من اللاعبين الشباب وهاهو جيل الغد يكرر المشهد اول من أمس ويبدأ فى إقتحام أبواب التاريخ ليعلن عن نفسه. ٭ الآن السودان في النهائيات الأفريقية ونتمنى ونتوقع أن يأتى تأهله متصدرا لمجموعته ونرى أن منتخبنا جدير و مؤهل للجلوس على صدارة المجموعة والسفر للنهائيات وهو متوج بالميداليات الذهبية وهذا ليس مستحيلا ولا هو صعبا فالفوز على الغانى ممكن لا سيما وأن منتخبنا استطاع أن يصمد أمامه ويتقاسم معه نقاط مباراة الذهاب غير ذلك فإن أفريقيا تعلم تماما أن التفوق على السودان فى أرضه أمر لا ليس بالسهل وأشبه بالإعجاز ٭ التهانى لكل الشعب السودانى بإنتصارات المنتخب وإقترابه من صدارة مجموعته وصعوده للنهائيات الأفريقية والاشادة والثناء والشكر للأبطال الذين شرفوا البلد وجعلونا نشعر بالفخر والإعزاز وتمتد التحايا للجنود المجهولين على رأسهم كابتن مازدا ومساعدوه إسماعيل عطا المنان ومبارك سليمان وياسر كجيك وللجهازين الطبى والإداري بقيادة الدكتور عمار الطيب، ابشر كومى وأيمن عدار وعبده فهؤلاء يستحقون نوط الجدارة ووسام الإنجاز. ٭ فى سطور ٭ جاء انفعال الشارع الرياضى ضعيفا مع الإنتصار الباهر الذى حققه المنتخب اول من أمس وهذا دليل على ضعف الحس الوطنى وبالطبع فهو عيب كبير!! وللأوطان فى دم كل حر -- يد سلفت ودين مستحق ولنا أن (نتخيل) شكل الشارع (لو) كان الذى حقق الفوز المريخ أو الهلال! ٭ تقدم الأمم أو تخلفها كرويا يقاس بالنتائج التى تحققها المنتخبات وليس فرق الأندية ٭ (يبدو لى أحسن يكون موسمنا مقلوب) مادام أن (الشقلبة) تقود للتطور ٭ سيحفظ التاريخ للأخوة أسامة عطا المنان وللكابتن مازدا وإسماعيل عطا المنان ودكتور عمار واحد عشر لاعبا أنهم شاركوا فى صعود المنتخب الوطنى السودانى مرتين للنهائيات الأفريقية ٭ الطريقة التى يتعامل بها طاذدا مع اللاعبين والساسة التى ينتهجها أسامة عطا المنان معهم هى التى قادت لانتصارات المنتخب. ٭ نخشى أن يتغول بعض المسئولين ويحاولوا سرقة جهود الجهاز الفنى واللاعبين والاتحاد العام ٭ كلما انتقدوا معسكرات إريتريا يأتيهم الرد عمليا من خلال النتائج الجيدة التى يحققها المنتخب.